رئيس التحرير أحمد متولي
 وصلت الـ30 ومعملتش حاجة؟.. اقرأ الموضوع ده

وصلت الـ30 ومعملتش حاجة؟.. اقرأ الموضوع ده

الإنسان بعد وصوله لمنتصف العمر يصبح أكثر استقرارا على المستوى النفسي والمادي، لكن في مصر الوضع مختلف، والشباب بين الـ25 والـ30 عاما تواجههم تساؤلات محبطة منها: «أنت عملت إيه؟»، «طب وهتعمل أيه الفترة اللي جاية؟».

الدكتور جمال فرويز الطبيب النفسي، يرى أن النجاح اختيار، والفشل اختيار، ومن يريد تحقيق شيء لا يعول إلا على نفسه، وإذا فشل أو لم يتحرك فلا يحمل الأسباب إلا لنفسه.

محمود هاشم 28 عاما، يقول لـ«شبابيك»، إنه ندم على ما مضى من حياته حيث كان يستطيع فعل كثير من الأشياء لكنه لم يفعل، مضيفا «مش عارف يمكن الإحباط الدائم والخوف الدائم هو السبب»، لافتا إلى أنه قلق حول طبيعة الآتي.

«أحد أحلامي وطموحاتي إني أبقى مشهور في شغلانتي الإعلام»، لكن إلى الآن «محمود» يرى أنه غير مشهور، ويضيف «حتى ما فكرتش أعمل مشروع عشان لو الدنيا ضاقت آكل منه عيش».

 

«فرويز» يقول لـ«شبابيك»، إن مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أهميتها، فإنها المصدر الرئيسي للإحباط لدى كثير من الشباب، مشيرا إلى أن حالة التشاؤم والاكتئاب التي يصدرها البعض، تنتقل للآخرين بشكل تلقائي.

 

ورغم هذا يقول «محمود» إنه يملك حلا لمشكلته، ولكن التنفيذ هو العقبة، ويقول «هتحرك واعرف ناس كتير شغالين واسوق لنفسي ولشغلي في كل مكان اروحه.. ومع ده هنظم وقتي في اليوم بحيث استغل كل دقيقة فيه في شغل أو حفلة أو حتى قعدة على القهوة أو مشاهدة فيلم أو مسلسل أو كتابة».

هذا ما تحدث عنه «فرويز» من يريد النجاح سينجح، ومن يريد الفشل سيفشل المهم أن تبادر بالفعل.

«محمود» قلق أيضا من المستقبل، ولا يعرف ما ستصير إليه الأمور، وهو في حد ذاته شيء مقلق وخصوصا لمن يعيش في مصر.

حسام ربيع غير نادم على ما مضى من عمره. حسام، صاحب الـ26 عاما، يرى أنه أدى ما مضى على أكمل وجه، مشيرا إلى أن المستقبل هو ما يقلقه، مضيفا «أنا شايف الدنيا هنا في مصر بتسوء، والمستقبل غامض ودا شيء مش كويس».

ويضيف حسام، لـ«شبابيك»، «حاليا أنا مش عارف طريقي فعليا ومش عارف هعيش إزاي الفترة الجاية»، مضيفا أنه لا يستطيع أن يرتبط خلال هذه الفترة، بسبب قلقه «لا في شغل مستقر ولا حياة حاسس أنها في وضع التحسن فلذلك صعب إني أفكر في الحب أو اربط حد معايا في مصير غامض أنا ما اعرفش بكره هيكون فيه أيه».

أما محمد كامل، 29 سنة، فيقول «مش عارف». ويضيف «ساعات بقول ندمان على حاجات فاتت وساعات بقول كان لازم نشوف السيء عشان نتعلم.. وأحيانا بدخل في نوبات إحباط وساعتها مش بهتم بأي حاجة وجايز بشوف نفسي عن قرب خلالها وبكون حر من أي اعتبارات مع أي حد لأني مش بهتم بأي حد ولا بالتعليقات».

«محمد» يدرك أن ما يمر به من إحباطات خسائرها النفسية كبيرة، مضيفا «بس بتديني فرصة أشوف الحياة من وجهة نظر مختلفة».

الدكتور النفسي جمال فرويز يقول إن من يريد تحقيق شيء عليه أن يعطي نفسه الأمل ويبتعد عن التشاؤم، مشيرا إلى أنه بعيدا عن الأهواء والمواقف السياسية فهناك نقطة أهم «أن تستطيع أن تفعل».

وأضاف أن الذين يعانون من قلق حقيقي هم من وصلوا لعمر الأربعين، مشيرا إلى أن الفرد في هذه المرحلة يفاجأ بأنه كبر في السن وفاته على حد تعبير كل واحد بشكل مختلف «قطر الحياة».

وأوضح «فرويز» أن «هذه المرحلة العمرية نسميها الصدمة الحضارية.. على سبيل المثال واحد رايح جاي بيعاكس ومقضيها ويفاجأ إن واحدة مثلا بتقوله يا عمو، في اللحظة دي بيتصدم ويسأل نفسه هو أنا كبرت للدرجادي».

يقول مصطفى سليمان، شاب في عمر الـ27، «أدرك تماما أني مازلت صغيرا لكن أصبحت مطالبا بتحقيق أشياء لم تكن في بالي من قبل كالاستقرار والزواج وتحويش فلوس».

ويضيف «أنت عارف يعني إنك مرة واحد تلاقي نفسك 27 سنة؟.. الـ27 مش كتير بس دي المرحلة اللي المفروض اعرف أحقق فيها حاجات كتير، ودا مش باين، ولما أكبر أكيد مش هكون زي دلوقتي ودا دليل إن الجاي أسوأ».

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية