رئيس التحرير أحمد متولي
 عايز تسيب شغلك وتبدأ مشروعك؟.. اعرف التوقيت المناسب

عايز تسيب شغلك وتبدأ مشروعك؟.. اعرف التوقيت المناسب

كثير من الشباب يبحثون عن فرصة لإقامة مشاريعهم الخاصة، ربما لديهم الكثير من الأفكار اللامعة التي إن أتيحت لها الفرصة، سيكتب لها النجاح، لكنهم لا يعرفون ما هي اللحظة المناسبة للبدء في ذلك المشروع، حتى لو تطلب الأمر المجازفة بوظائفهم ورواتبهم المضمونة.

أن تترك وظيفة جيدة لتبحث عن المجهول، فهو أمر ليس لأصحاب القلوب الضعيفة. لكن الأشخاص الذين فعلوها، قالوا أن هذا الأمر أدى إلى نجاح كبير في حياتهم المهنية. المفتاح هو أن تعرف متى تقرر أن تترك هذه الوظيفة. هذا ما يؤكدة «إيريك بارتون» في تقريره بموقع هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، والذي سيقدم لك في السطور التالية خلاصة تجارب رواد الأعمال في بداياتهم الصغيرة.

اقرأ أيضا ⇐ عشان تبدأ مشروعك.. اعرف يعني إيه «ريادة أعمال»

 تجارب رائدة

مع حصوله على ماجستير إدارة الأعمال، وعمله في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، كان «إيريك جروس» يعتقد أن مستقبله مؤمن تماما.  خاصة أنه مع نهاية التسعينيات قد أصبح خبيرا في تمويل المشروعات الناشئة. كان «إيريك» يحب وظيفته التي تضمن له الأمان المادي. لكن رغم كل هذا قرر «إيريك» البدء في العمل الحر، ليؤسس في عام 2000 شركة سياحة أونلاين، تدعى «Hotwire» والتي كانت فكرة جديدة، وغير شائعة في ذلك الوقت.

لكن المغامرة بالعمل الحر مرة واحدة، يعني أن يكون لديك موارد أقل بكثير، مقارنة بعملك في إحدى الشركات. كما يقول «إيريك» والذي يضيف أنك ستجد نفسك أيضا مسئولا عن الكثير من الأشياء في وقت واحد، والتي كان هناك من ينوب عنك فيها أثناء عملك بالشركة.

اقرأ أيضا⇐«مبادئ مالية لابد أن تعرفها قبل سن الثلاثين»

لكن الأيام القادمة حملت لـ«إيريك» نجاحا كبيرا، فقد استطاع كمؤسس ومدير «Hotwire» أن يجعلها واحدة من أهم شركات السياحة والسفر، عبر الإنترنت؛ لتنضم مع شركة أكبر هي «Expedia» في عام 2003 ويصبر «إيريك» مديرا لها. ليجد نفسه مجددا أمام تحديا آخر، ليخلق من هذا الكيان الناشئ، كيانا أكبر وأكثر نجاحا.

هل أترك وظيفتي فورا؟

ترك وظيفة مستقرة ومضمونة للسعي وراء مشروع غير مضمون، ليست مهمة سهلة على الإطلاق. خاصة لهؤلاء الذين لديهم الكثير من الالتزامات خاصة العائلية منها. لكن كثير من أفضل رواد الأعمال حول العالم استطاعوا في لحظة ما أن يأخذوا مثل هذا القرار، حتى لو خسروا العديد من الأشياء في المقابل. هذا ما يؤكده «جيف جيرمان» في كتابه «Dear Chairman» والذي يرصد مواقف لكبار رجال الأعمال حول العالم، والذين قرروا المغامرة بالوظيفة المضمونة من أجل البدء في مشارعيهم الخاصة.

ويوضح «جيف» أن هناك نوعية من الأشخاص لا يجدون منطقة راحتهم في الأمان المادي فقط، أكثر منهم بحثا عن النجاح، فالوظيفة الآمنة لا تكفيهم.

لكن «ميشيل بينيت» المدير التنفيذي لشركة «Rethink Group» البريطانية، أن النظر إلى مواقف رجال الأعمال وأصحاب المليارات، يعد نظرة قصيرة للغاية؛ فهم حالات استثنائية لا يمكن أخذها كمثال.

خطوات مضمونة

ويقدم «ميشيل» بعضا من الخطوات التي يجب التفكير بها قبل اتخاذ قرار كهذا بترك الوظيفة، منها أن تفكر هل هذه الوظيفة مناسبة لك؟ هل المشروع التي تود إنشاءه أو الوظيفة الأخرى مناسبة أكثر لطموحك وشخصيتك؟  فعدم الأمان المادي يمثل مشكلة كبيرة للكثيرين لا يستطيع البعض تحملها. في حين يتغذى عليها البعض الآخر.

ويضيف أنه إذا كانت الإجابة نعم، ستكون الخطوة التالية هي أن تبحث عن مستشار قانوني موثوق فيه، ليقدم لك النصح حول مشروعك، ويخبرك هل تسير في الاتجاه الصحيح أم لا. وأخيرا تأكد أن مشروعك الناشئ يقف على أرضية مالية صلبة، ولديك خطة واضحة ومحكمة لنمو وتطور هذا المشروع؟

اقرأ أيضا⇐«عايز توفر فلوسك.. نصائح من أغنى أغنياء العالم»

ولا يعطي «بينيت» هذه النصائح من فراغ، فهي خطوات سار عليها بالفعل، منذ 11 عاما، حينما أسس «Rethink Group». لكنه يعود ويؤكد أنه من الطبيعي أن ترتبط بمثل هذا القرار العديد من الأشياء المُقلقة، لكن الأمر متعلق باكتسابك مهارات للتغلب على هذه المخاوف، والعمل بجد.

ويقول «تشوك دافيس» مؤسس موقع «Shopzilla» وهو من أبرز مواقع التسوق الإلكتروني العالمية، إن «السر يكمن في متى تقرر ترك وظيفتك، لقد فعلتها في الـ36 بينما يتسرع أغلب الشباب لترك وظائفهم في العشرينيات، من عمرهم». لكنه يعود ويؤكد أنه لا أحد يستطيع إخبارك بالوقت الصحيح لبدء مشروعك.

ويضيف «دافيس» أنه كلما تركت وظيفتك مبكرا لا يكون هناك الكثير لتخسره مقارنة بغيرك، الذين ترقوا في المناصب. لكن هؤلاء ذوي الخبرة تكون لديهم فرصة أكبر للنجاح حتى لو بدأوا متأخرا. الحل الوحيد هو الممارسة والخبرة الكافية في إحدى الشركات الكبيرة وفي التخصص الذي تريده قبل أن تقرر بدء مشروعك.

المصدر: 1 م ط

hg.vhdv

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال