رئيس التحرير أحمد متولي
 لماذا تصر إسرائيل على الانضمام للاتحاد الأفريقي؟ وهل سيتحقق حلمها؟

لماذا تصر إسرائيل على الانضمام للاتحاد الأفريقي؟ وهل سيتحقق حلمها؟

أثارت الجولة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لعدد من الدول الأفريقية قبل أربعة أيام، جدلًا واسعًا، مع سعي إسرائيل الانضمام كعضو مراقب بالاتحاد الأفريقي.

وقد شملت زيارة «نتنياهو»  عقد قمة افريقية مصغرة مع دول مثل إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواند وجنوب السودان، لتفعيل التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب في هذه البلاد؛ والتي تجمعها بدولة الاحتلال الإسرائيلي علاقات جيدة.

وتداولت وسائل الإعلام العربية بعد هذه الزيارة أنباء حول دعم هذه الدول لانضمام إسرائيل كعضو مراقب بالاتحاد الأفريقي، حيث صرح الرئيس الإثيوبي هايلي مريام ديسالين أن «إسرائيل تعمل بجد في عدد من البلدان الأفريقية، وليس هناك سبب لمنعها من دور المراقب».

وقال الرئيس الكيني أوهرو كينيتا أنه «سيسعى لضم إسرائيل للاتحاد الأفريقي للتأكيد على أهمية العلاقة بين إسرائيل وأفريقيا».

كل هذا وضع أمام القارئ العربي والمصري تساولًا حول ما هي طبيعة عمل الاتحاد الأفريقي وما علاقته بإسرائيل؟ وعلى أي أساس تطالب إسرائيل بالانضمام إليه؟ «شبابيك» سيجيبك عن هذه التساؤلات في السطور الآتية.

 ما هو الاتحاد الأفريقي؟

الاتحاد الأفريقي 2

هو منظمة دولية تجمع 55 دولة أفريقية. وقد تأسس الاتحاد الأفريقي عام 2001 في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لتفعيل المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقارة ومساندة الديموقراطية وحقوق الإنسان. وليكون خلفًا لمنظمة الوحدة الأفريقية، التي تأسست عام 1963  لتكون جهة توحد الدول الأفريقية بعد استقلالها عن الاستعمار، وتساهم في التنمية الاقتصادية والسياسية والوصول بهذه الدول لمستوى صنع القرار.

ما معنى «مراقب بالاتحاد الأفريقي»؟

الاتحاد الأفريقي 3

يحرص الاتحاد الأفريقي على ضم بعض الدول من خارجه ومنحها صفة مراقب، لتعزيز التعاون بين هذه الدولة المراقبة والدول الأعضاء بالاتحاد. وانضمام الدولة كمراقب بالاتحاد الأفريقي يمنحها حق حضور اجتماعات وقمم الاتحاد الأفريقي، والمشاركة بالقضايا المشتركة بين هذه الدولة والقارة الأفريقية. لكن لا يسمح لهذه الدولة بالتصويت على قرارات الاتحاد.

ولا يمكن لأي دولة من خارج القارة الأفريقية بالانضمام كعضو مراقب بالاتحاد إلا بعد الحصول على موافقة أغلبية الدول الأعضاء.

ومن بين الدول التي انضمت للاتحاد الأفريقي:

الكويت: انضمت الكويت للاتحاد الأفريقي عام 2011 بعد أن تقدمت بطلب للانضمام كعضو مراقب لدورها في تنمية ودعم الدول الأفريقية.

الإمارات: أصبحت الإمارات عام 2011 لتصبح أول دولة خليجية وثاني دولة عربية تنضم للاتحاد الأفريقي. وذلك لتعزيز العلاقات العربية الأفريقية، في مجالات الصحة والتعليم وإنتاج الطاقة المتجددة.

قطر: انضمت قطر عام 2014 كعضو مراقب بالاتحاد الأوروبي، مع معارضة من مصر التي رأت أن قطر تحاول فرض سيطرتها على الدول الأفريقية. لكن عضوية مصر كانت مجمدة بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي من سدة الحكم، وأعيدت لها العضوية مرة أخرى بعد تولي عبد الفتاح السيسي، رئاسة الجمهورية يونيو 2014.

اقرأ أيضا⇐«بعد طلاق بريطانيا من أوروبا.. هل تختفي اللغة الإنجليزية؟»

لماذا تصر إسرائيل على الانضمام؟

إسرائيل 2

في مؤتمر صحفي مشترك بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الإثيوبي، صرح نتنياهو بأن «إسرائيل تسعى لكسب ود الجميع، وكما استطاعت في السنوات السابقة إقامة علاقات جيدة في مختلف القارات ومع دول مثل الهند واليابات كوريا الجنوبية وقبرص واليونان وتركيا؛ فإن قارة مثل افريقيا تمثل كجهودًا استراتيجيًا كبيرًا».

ووفقا لموقع «Voice Of America» فقد صرحت مديرة الشئون الاقتصادية الأفريقية بالخارجية الإسرائيلية، شارون بار لي، أن «الحصول على صفة مراقب بالاتحاد الأفريقي أصبح ضرورة لحكومتنا، لأنه سيسمح بالحوار المتقارب على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني؛ والذي ستستفيد منه أفريقيا بدعمها لعوضية إسرائيل».

محاولات سابقة

ليبرمان

وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أفيجدور ليبرمان

كانت إسرائيل عضوًا مراقبًا بمنظمة الوحدة الأفريقية، قبل أن يتم حلّها وتأسيس الاتحاد الأفريقي عام 2002. وبضغوط من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، لم تستطع إسرائيل استعادة عضويتها مرة أخرى.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتقدم فيها إسرائيل بطلب لعضوية الاتحاد الأفريقي، فقد سبقتها محاولات أخرى كان أولها عام 2003 لكن هذا الطلب قوبل بالرفض.

وكان آخر هذه المحاولات عام 2014، حين صرح وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أفيجدور ليبرمان، أن «أفريقيا هي هدف قوي للسياسة الإسرائيلية، وسوف نبذل جهودًا دبلوماسية بأن تصبح إسرائيل عضوًا مراقبًا بالاتحاد الأفريقي العام القادم». وقد جاء هذا التصريح بعد عام واحد من انضمام فلسطين كعضو مراقب بالاتحاد الأفريقي عام 2013.

مؤيد ومعارض

السودان الاتحاد الأفريقي

وزير خارجية السودان، إبراهيم الغندور

وفقًا لوكالة «فرانس 24»، بينما ستجد إسرائيل معارضة قوية من الدول الأفريقية العربية، فإنها ستجد ترجيبًا كبيرًا من باقي الدول الأفريقية الأخرى والتي يفوق عددها  الدول الأفريقية العربية، خاصة أن الكثير منها ينحاز لإسرائيل؛ وفقًا لتصريحات مسئول بالاتحاد الأفريقي.

وعلى الجانب الآخر قال وزير خارجية السودان، إبراهيم الغندور، أن عضوية إسرائيل بالاتحاد الأفريقي غير ممكنة لأنها دولة محتلة، والاتحاد الأفريقي من أكثر المؤسسات الرافضة للاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضا⇐«هل تعود بريطانيا عن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي»

المصادر: 1 2 3 4

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال