رئيس التحرير أحمد متولي
 لهذه الأسباب ترفض النساء «الزوجة التانية»

لهذه الأسباب ترفض النساء «الزوجة التانية»

قضية تعدد الزوجات واحدة من أهم وأكثر المشكلات التي يتداولها التلفزيون والسينما ووسائل الإعلام، دون الخروج بحل جذري لها.

وبين الرغبة في التعدد ورفض الطلاق، يبقى سؤال هام وهو، لماذا ترفض المرأة التعدد؟ هل يا ترى يرجع الأمر إلى «الغيرة» أم «الأنانية»؟ بالطبع الإجابة في غاية الصعوبة، لذلك تحدث «شبابيك» مع سيدات وآنسات للتعرف على آرائهن في الزوجة الثانية.

مش هيعرف يعدل

تقول ملك محمد، متزوجة، إن: «في وقتنا الحالي الراجل عمره ما هيعرف يعدل بين اتنين فمبالك بقى لو هو متجوز 4، وليه نروح بعيد ونتكلم على الأربعة وهو لما بيتجوز واحدة مبيعرفش يديلها حقوقها الكاملة، غير كده فكرة إن الراجل يتجوز تاني على مراته بتكون أسوأ عقاب ليها خصوصًا لو هي معندهاش أي مشاكل».

وتضيف «حتى لو عرف يعدل شوية بينهم، بتلاقيه مهتم أكثر بيها هي مقارنة بالأولى اللي تربية عيالها وشغل بيتها هد فيها حاجات كتير».

ناقصها إيه

أما أشرقت علي، آنسة، تقول إن: «رفض التعدد حق للمرأة زي ما الراجل حقه إنه يتجوز تاني وتالث بس بشروط، لكن لما تكون بتديله كل حاجة وبتعمل اللي يقدرها عليه ربنا علشان تحافظ عليه وعلي بيتها وتلاقيه هو بص لواحدة تانية مفيهاش فيها حاجة أزيد يبقى من حقها ترفض».

وتوضح «كل الحكاية إنه بيكون الفترة دي محتاج اللي من غير مسؤوليات واللي هتديله كل الدلع بقى، فالفكرة كلها ليه يبص لواحدة تانية وهي ناقصها إيه يعني وإزاي تهون عليه العشرة».

صعب نفسيًا

أماني إبراهيم متزوجة فتقول: «ليه نتكلم على فكرة التعدد، لما ممكن نسهل الجواز على الشباب، وبالشكل ده العزاب هيتجوزوا ومش هيكون فيه عنوسة ولا حاجة للتعدد اللي بقينا بتكلم فيه بحجة حل أزمة العنوسة، ولو هتكلم على حالتي اللي بترفض التعدد، فاللي أقدر أقوله إني نفسيًا مش هستحمل فكرة الجواز عليا تاني أو ثالث».

وتضيف «مينفعش واحدة بتحب جوزها تقبل إن واحدة تانية تشاركها فيه، مفيش أصعب من إحساس الغيرة اللي ممكن احسه لو شايفاه بيكلم واحدة تانية، فمبالك بقى لو متجوزها».

خيانة الاتفاق

وتقول أميرة إبراهيم، آنسة، إن: «الأساس في الجواز إنه بيحصل بين طرفين مش ثلاثة ولا أربعة إلا في حالات معينة وظروف خاصة أغلب الرجالة المتجوزة مبتكونش عارفاها من الأساس، وطالما الراجل خبى من الأساس نيته للتعدد يبقى ده بيكون بمثابة اتفاق ضمني من الأساس على الاكتفاء ببعض».

وتتابع «الراجل اللي بيفكر في الجواز من تانية وثالثة بيكون شخص أناني مبيفكرش غير في مصلحته الشخصية، بالرغم إنها ممكن تكون مستحملة حاجات كتير ومتضررة علشان أولادهم، ليه بقى بيقرر فجأة يهدم حياتهم بمنتهى الأنانية لمجرد إنه يكون مبسوط».

عاطفة المرأة هي سبب الرفض​​​​​​​

وعن سبب الرفض من الناحية النفسية، يقول خبير الصحة النفسية الدكتور محمد هاني، إن عاطفة المرأة تتحكم كثيرًا في قراراتها وبخاصة إذا تعلق الأمر بالزوج، فمبالك بقرار الزوجة الثانية الذي تشعر معها بتوقف الحياة، مضيفًا: «مثلما يوجد من ترفض استمرار الزواج وتطلب الطلاق، هناك أخريات تجبرهن الحياة على الاستمرار في الزواج؛ نظرًا لصعوبة الأمور المالية».

ويتابع «هاني»: «إذا أحست المرأة بوجود رغبة لدى زوجها في الارتباط من ثانية، أو عملت عن طريق الصدفة بهذه الزيجة، فإنها تشعر حينها بتوقف الحب لدى الزوج بل وتبدأ علاقة من الكراهية تزداد اشتعالًا في كل مرة تراه فيها»، موضحًا أن المرأة تستطيع تحمل أي شيء من الرجل سوء كان ضربًا أو إهانة لكنها من المستحيل أن تتحمل زواجه أو خيانته لها.

وعن باقي الأسباب، ذكر «هاني» أن «رفض المرأة المستميت لهذه الظاهرة يرجع إلى خوفها من نظرة المجتمع الذي يلومها دائمًا ويضع على كاهلها كافة الكوارث والأسباب لخيانة الرجل، إضافة إلى شعورها بانتهاء الحب لدى زوجها الذي فكر في أخرى وهي بين أحضانه».

سرية الزواج هي السبب

أما استشاري العلاقات الإنسانية شيرين عبدالعزيز فكان لها رأي مختلف اسندت فيه الأسباب الحقيقية لرفض المرأة للتعدد إلى عنصرين: أولهما طريقة تناول الرجل لقضية الزواج، وثانيهما أسس التربية في الطفولة.

وأضافت «عبدالعزيز»: «حينما يتزوج الرجل من امرأة أخرى ويقرر ألا يُعلم زوجته بهذا الارتباط، هنا الزوجة حينما تكتشف الحقيقة تنظر إلى الأمر باعتباره خيانة لها وتتأزم المشكلة، بل أحيانًا يصل الأمر إلى حد إلصاق عيوب غير حقيقية بها حتى يبرر هذا الزواج»، لافتة إلى أن هذه الطريقة السيئة هي من يقف وراء الرفض بعكس أولئك الذين يعتمدون اللين والنقاش في مثل هذه الأمور.

وتابعت: «عندما يرغب الرجل في الزواج ينبغي عليه سريعًا التوجه لزوجته والحديث معها حول رغبته في الزواج من ثانية»، شارحًا لها كم هي رائعة لكنه في حاجة بدنية إلى أخرى.

أما عن الأسباب الأخرى، أوضحت «عبدالعزيز» أن أسس التربية التي تروج لتعدد الزوجات باعتباره إهانة وظلم للمرأة منذ الطفولة يلعب دورًا هامًا في هذا الرفض، مشيرة إلى أن طبيعة الرجل العاطفية والبدنية هي التي تجعله يرغب في الزواج من أخريات حتى وإن كان مازال عاشقًا لزوجته الأولى.

وأضافت أن: «الزواج هنا يتطلب من الرجل تحقيق العدل بين الزوجتين في الجوانب النفسية والجسدية والعاطفية والاجتماعية وغيرها من الجوانب الأخرى».

سوزان حسني

سوزان حسني

صحفية مهتمة بالكتابة في مجال العلاقات