رئيس التحرير أحمد متولي
 للبنات.. إزاي تتعاملي مع تغيرات المراهقة؟

للبنات.. إزاي تتعاملي مع تغيرات المراهقة؟

عندما تبدأ الفتاة في توديع مرحلة الطفولة، تظهر على جسدها تغيرات واضحة، تقول إنها أصبحت مستعدة للدخول في عالم «الكبار».

منذ سن الـ11 عامًا يبدأ جسد الطفلة الصغيرة في التغير بالتدريج، لتظهر عليه الملامح الأنثوية، مثل ازدياد الطول والوزن ونمو الثديين، ومجيء الدورة الشهرية.

وبسبب هذه التغيرات تقع الفتاة في حيرة شديدة، فهي من ناحية الشكل تعتبر امرأة بالغة، ومن الناحية العقلية لاتزال طفلة تحب المرح واللعب. هذه الحيرة تؤثر كثيرا على الحالة النفسية للفتاة التي قد تصاب بالصدمة، وتكره التغيرات التي تحدث لها.

مرحلة الصدمة

Sad looking young woman sitting on bed, on white background

قبل مجيء الدورة الشهرية بفترة تكون الطفلة بحاجة لمن يتحدث معها عن التغيرات التي ستحدث لها، وأنها مرحلة طبيعية تمر بها كل البنات حتى يصبحن نساء بالغات.

.لكن الفتاة قد لا تجد من يتحدث معها بسبب رفض الأهل للحديث في هذه المواضيع أو بسبب غياب الأم عن الأسرة

يقول أخصائي الطب النفسي والمخ والأعصاب، الدكتور إبراهيم مجدي: «عندما تستيقظ الفتاة وتجد الدماء تسيل منها، ستصاب بالصدمة والخوف،  لأنها لا تعرف ما حدث» وستظن أنها مصابة بنوع من الأمراض أو أن مشكلة خطيرة قد حدثت لها».

لكن «مجدي» يطمئن الفتيات بأن مرحلة الصدمة لن تطول كثيرا، وستبدأ الفتاة في الاعتياد على الأمر، خاصة مع التوجيه السليم، من خلال التفاهم والاحتواء من الأم، أو أقارب الفتاة.

تحملي المسئولية بالتدريج

بسبب هذه التغيرات التي ستجعلك تظهرين في شكل الفتاة «الكبيرة» البالغة، سيعاملك الجميع على أنك شخصية كبيرة ومسئولة فعلا، وحتى وإن كنت تشعرين بأنك لا تزالين مجرد طفلة تحتاج للاهتمام واللعب.

يوضح لك أخصائي الطب النفسي: أن «هذه الأشياء ستجعلك في حالة ارتباك وضغط النفسي، فأنت لا تعرفين هل تتعاملين كطفلة أم كامرأة بالغة»؟

ويضيف: «في هذه الحالة  يجب أن تدركي أنك في مرحلة انتقالية بين الطفولة والنضوج، فأنت طفلة بدأت «تكبر» .. وعليك تدريب نفسك على تحمل المسئولية ولكن بالتدريج».

احترسي من المعلومات الخاطئة

المراهقات 6

بسبب شعور الأهل بالتحرج من الحديث مع الفتاة حول مرحلة البلوغ  والدورة الشهرية وكيفة التعامل معها، تلجأ الفتاة للحديث مع صديقاتها أو البحث على الإنترنت، الذي يكون ملئيًا بالمعلومات الخاطئة.

وهنا تنصح استشارية العلاقات الإنسانية، شرين عبد العزيز، باللجوء للأشخاص القريبين منها، والتي توجد مساحة من التفاهم بينهما مثل، الخالة أو العمة أو الأقارب الأصغر سنا الذين ولديهم النضج الكافي لإرشادها.

مشاعرك الجنسية ليست عيبًا

قبل مجيء الدورة الشهرية، وعندما تظهر على جسد الطفلة علامات البلوغ الأولية، مثل نمو الثديين وازدياد كثافة الشعر في مناطق معينة، تبدأ في الشعور بالاستثارة الجنسية لأول مرة في حياتها.

وبسبب تقاليد المجتمع التي تعتبر الرغبة الجنسية عيبًا على الفتاة، يصيبها الشعور بالذنب وقد تكره أنوثتها.

لكن استشارية العلاقات الإنسانية تؤكد لك أن «هذه المشاعر طبيعية جدا لأن مرحلة البلوغ هي المرحلة التي يتحول فيها جسمك من الطفولة ليكون جسد امرأة ناضجة قادرة على الحمل والولادة وممارسة العلاقة الزوجية».

وتنصحك بعدم الخجل من هذه المشاعر أو كبتها، لأن هذا سيسبب برود جنسي عند المرأة، والذي سيؤدي لمشاكل بين المرأة وزوجها في المستقبل.

وتؤكد «عبد العزيز» ضرورة الحديث مع الأشخاص الموثوق فيهم عما تمر به الفتاة، لتتم توعيتها بالطريقة السليمة، ولا تلجأ لمصادر غير مضمونة على الإنترنت أو من الأصدقاء.

كيف تتعاملين مع قيود الأهل؟

المراهقات

بعد ظهور هذه التغيرات على جسدك، سيعاملك الأهل كامرأة كبيرة، يجب ألا تتحدثي مع الأولاد أو ترتدي ملابس قصيرة أو ضيقة، كما كنت تفعلين في مرحلة الطفولة.

لكن إجبارك على ارتداء ملابس لا ترغبين فيها قد يدخلك في حالة من الاكتئاب وعدم الثقة بالنفس.

وهنا توضح الدكتورة شرين عبد العزيز أن جزءا كبيرا من إصرار كثير من الفتيات على ارتداء ملابس «مستفزة للغاية» عندما يدخلن مرحلة البلوغ، هو نوع من التمرد على تحكمات الأهل، لتثبت الفتاة لنفسها أنها قادرة على الخروج من سيطرتهم.

وتنصحك «عبد العزيز» بأن تفهمي طبيعة التقلبات النفسية التي ستمرين بها بسبب مرحلة البلوغ وطريقة تعامل الأهل معك بعدها، وأن تحيطي نفسك بالأشخاص الموثوق فيهم، ليوجهونك بطريقة سليمة، فلا تلغي شخصيتك تماما أو تلجأين للتمرد.

هل تمنيتي أن تصبحي رجلا؟

نتيجة لتحكمات الأهل وقيودهم بعد دخول الفتاة في مرحلة البلوغ، قد تتمنى لو كانت «ولد». فالأولاد في نظرها يتمتعون بحرية أكبر في الملابس والخروج والدخول واختيار أصدقائهم.

لكن أخصائي الطب النفسي والمخ والأعصاب، الدكتور إبراهيم مجدي، يوضح لك أن الأولاد أيضا لديهم مسئوليات وقيود اجتماعية كبيرة، تجعل بعضهم يتمنون لو كانوا «بنات» حتى لا يضطرون للعمل مثلا أو تحمل تكاليف الزواج في المستقبل.

وينصحك «مجدي» بالتصالح مع نفسك والتركيز على الصفات الجيدة التي تتمتعين بها كفتاة. ويقول: «عندما تبدأ الفتاة في تحقيق نجاحات في الدراسة أو على المستوى الاجتماعي، ستبدأ في استعادة الثقة بنفسها وفي أنوثتها».

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال