رئيس التحرير أحمد متولي
 كيف نتعامل مع التغيرات السلوكية للمراهقين؟

كيف نتعامل مع التغيرات السلوكية للمراهقين؟

تشهد فترة المراهقة الممتدة من 15 إلى 21 عاما تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية في حياة الفرد، يصاحبها تغيرات في السلوك والنفسية تؤثر عليه والمحيطين به، حتى يقترب من مرحلة النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي.

تمر تلك الفترة بثلاثة مراحل (الأولى – الوسطى – المتأخرة) حتى يتحول الفرد إلى إنسان راشد مظهرا وتصرفا، بداية من ظهور العضلات وتحول الملامح الطفولية، وزيادة الوزن والطول، وبدء الحيض للبنات، ومن ثم تتسبب التغيرات الهرمونية والجسدية للفرد المراهق بعض الاضطرابات النفسية والفكرية.  

التغيرات النفسية في حياة الفرد تجعله والمحيطين به أمام عدة تحديات تصاحب تلك الفترة العمرية، حيث تظهر علامات العصبية والحدة في التعامل مع الآخرين، ويشتعل صراع داخلي لدى المراهق مرتبط بالمشاكل الجنسية والفكرية التي يواجهها.

السلوك

يقول الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية في تصريحات لـ«شبابيك» إن المراهقة تعرف غالبا بمرحلة الاستقلالية، باعتبارها مرحلة فاصلة بين الطفولة والشباب، إذ يشهد المراهق تغيرات كثيرة في بنائه الجسدي والفكري والنفسي، بداية من الاحتلام والبلوغ.  

كما أن المراهق في هذه المرحلة ربما لا يفهم كثير من التغيرات التي طرأت عليه، ما يستوجب والده التعامل معه بطريقة جديدة، حتى ينجح في الاقتراب منه ومصاحبته، وذلك لتخطي أعراض التغير النفسي المتمثلة في الميل للاستقلالية بشكل أكبر، والانعزال عن العائلة.  

وتتغير نظرة المراهق للأنثى بشكل عام في تلك الفترة، فبعد أن كان في مرحلة الطفولة يكتفي باللهو واللعب معهن، يجد نفسه أمام مشاعر وعواطف جديدة عليه تجاههن، ما يستوجب على المسئولين عنه الاقتراب منه وشرح كافة الأمور له حتى لا يسير في اتجاه خاطئ، خاصة في ظل توسع مدارك الفرد تدريجيا.

النمو العقلي 

مرحلة يتجه فيها المراهق نحو التركيز والقدرة على التفكير المجرد، حيث يصبح أكثر قدرة على التخطيط العملي والتفكير التأملي.

الانفعالات

في فترة المراهقة يمر الفرد بمرحلة توتر انفعالي، نتيجة للنمو السريع، حيث يشعر بانزعاج من نمو أطرافه، وتضخم صوته، ونمو أعضائه وبروزها، ويقضي وقتا كبيرا أمام المرآة، ويؤدي ذلك إلى العزلة والشعور بالخجل، وتقل اهتماماته الاجتماعية، ويظهر لديه عدم الاستقرار فتتغير ميوله.

الاجتماعيات

يشعر المراهق  بالحاجة إلى الانتماء إلى مجموعة تشاركه المعيشة في تلك المرحلة، الأمر الذي يفسر رغبته في اللجوء أكثر إلى الأصدقاء دون الأهل، إلا أن فترة المراهقة مرحلة انتقالية مؤقتة يحكمها تغيرات سريعة ومتنوعة تؤثر على الفرد من حيث الاستقرار النفسي والطمأنينة والأمن.

وهناك مخاوف لدى المراهق مثل الخوف من تحمل المسؤولية والنجاح فيها، وتعالج من خلال تعليمه تحمل الأعباء الأسرية، والمشاركة الاجتماعية، أما التخوف من التحولات الجنسية، فأشار إليها الدكتور أحمد علام بأن والده لابد أن يتحدث فيها معه وطمئنته.

أما التخوف من مواقف الحوار والمواقف الاجتماعية، فتعالج بعد تدريب المراهق على الحوار والمناقشة.

ويحتاج المراهق أيضا إلى القبول فهو مطلبا نفسيا واجتماعيا لا يستغني عنه الإنسان فالفرد في وسط البيئة الأسرية والاجتماعية يسعى للحصول على الرضا والمحبة والتقدير من الآخرين، ويكره أن يسخر منه ويستهان به، ويأنف من الاحتقار ويتألم لذلك، ويحاول تلافيه ما ستطاع إلى ذلك.

وتحدث استشاري العلاقات الأسرية عن بعض المخاوف التي يواجهها الفرد المراهق، لذلك يجب أن يتعلم تحمل المسئولية والأعباء الأسرية، والمشاركة الاجتماعية، وإتاحة الفرص له للحديث والمناقشة في كافة الأمور.  

أسلوب المعاملة

 بينت الدراسات النفسية ظاهرة الإحساس بالمسؤولية في مرحلة المراهقة، والعوامل التي  تدفع بها، وهي حاجة يسندها إحساس داخلي واستعداد نفسي وبدني، بالإضافة للعوامل الاجتماعية والبيئية التي تعزز الاتجاه إلى المسؤولية وممارستها أو تثبيطها، وينبغي أن تستند أسرة المراهق إلى مشاركته في كل شيء حتي يكتسب ثقته في نفسه. 

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية