رئيس التحرير أحمد متولي
 البيوت الآثرية.. الوجه الآخر لمصر

البيوت الآثرية.. الوجه الآخر لمصر

إذا أردت "الترويح" عن نفسك والخروج في نزهة تلتمس فيها الراحة و الهدوء، فعليك الذهاب إلي أحد البيوت الآثرية، التي تري فيها جمال الماضي وروعة التصميم، تستنشيق فيها نسيم الهواء النقي.

سنأخذك في جولة داخل تلك البيوت الموجودة في القاهرة الكبري ويمكنك زيارتها لترى فخامة البناء وورعة التصميم.

بيت السناري

يعتبر واحدا من القصور الفخمة الباقية التي تم بناؤها للصفوة. يقع بيت السناري بحارة مونج بجوار المدرسة السنية بميدان السيدة زينب، بمجرد دخولك المنزل تشعر براحة و هدوء.

يتكون بيت السناري  من جزأين: الجزء الغربي ويشمل المقاعد وقاعات الاستقبال والجزء الشرقي يشمل الغرف الثانوية.

للمنزل مدخل كبير يطل علي حارة وهو مدخل حجري تعلوه مشربية، يؤدي المدخل علي ممر مرتفع يفضي علي الفناء الداخلي الذي يتوسطه نافورة وتطل الواجهات الداخلية علي الصحن وقد ازدانت الواجهات الحجرية بالنقوش المنحوتة وبها مكانين للاستقبال، له مقعد و باب غني بالزخارف ويؤدي سلمه إلي بابين الأيمن يوصل إلي غرف البيت ثم القاعة الكبري والحمام والأيسر يؤدي إلي المقعد والجناح الشرقي.

بيت الست وسيلة

يقع خلف الجامع الأزهر بالقاهرة، ويعتبر مزارا أثريا وثقافيا بما يسمى بيت الشعر، مصمم كمعظم البيوت الإسلامية القديمة على نحو يُمكن أهله من رؤية القادم عليهم وفى الوقت نفسه لا يستطيع من في خارجه رؤية من بداخله، البيت عبارة عن صحن أو حوش يحوى الحجرات التي كانت تمثل مرافق المنزل، واسطبل خيل، وطاحونة، وحجرة للخدم، ومندرة، وإلى يمين الباب توجد بئر المياه.

أما فناء المنزل فهو فناء مكشوف يتوسطه مقعد من "براطيم" خشبية، وهي أخشاب غليظة يدعم بها البيت تحصر فيما بينها مستطيلات غائرة تزينها زخارف نباتية وهندسية وعليها كتابات نسخية، ويتميز البيت بوجود قبتين مثمنتين الأضلاع يعلوها غطاء هرمي ووظيفتهما الإضاءة.

ويضم الطابق الأرضى من البيت القاعة الرئيسية والتي تتكون من إيوانين بينهما نافورة على عمق ٩٠ سنتيمترا تم اكتشافها مؤخرا. وتطل على القاعة الرئيسية مجموعة من المشربيات أو "المغانى" وهى المكان الذي كان يجلس فيه النساء للاستماع إلى المغنى. ويوجد في صحن البيت إلى اليسار سلم خشبى يؤدى إلى الدور الأول الذي يشمل المقعد الصيفى، ويحوى سقفه العديد من النقوش العثمانية، وإلى اليمين توجد قاعة النوم التي تضم نماذج نادرة من اللوحات الزيتية ، أما الدور الثاني فيضم قاعة أخرى وحماماً ويتكون من جزءين هما المغطس- مكان الاستحمام- والموقد الذي تشعل فيه النيران لتسخين المياه وإلى جانبه توجد غرفة خلع الملابس، وأخيراً السطح.

منزل زينب خاتون

يقع خلف الجامع الأزهر بالقاهرة. ويُعتبر بيت "زينب خاتون" نموذجًا للعمارة المملوكية، وفور أن تمر من المدخل إلى داخل البيت ستجد نفسك في حوش كبير يحيط بأركان البيت الأربعة وهو ما اصطلح على تسميته في العمارة الإسلامية بـ "صحن البيت".

يتكون المنزل من ثلاثة طوابق، تتميز غرف البيت بالزجاج الملون المتقن الصنع الذي يضيء الغرفة بألوان مختلفة حين يسقط ضوء الشمس عليه.

بيت الكريتليه

يقع "بيت الكريتلية" على شارع طولون ملاصقاً للزيادة الجنوبية الشرقية لجامع ابن طولون في الركن الشرقي له. وهو عبارة عن منزلين تم الربط بينهما بممر(قنطرة).

من أهم قاعات البيت قاعة الحريم وتطل على فناء الدار في مواجهة المقعد وكذلك على الواجهتين البحرية والغربية، وزخرفت هذه الغرفة من الخارج بالنوافذ والمشربيات الخشبية الجميلة، وحتى السقف لم يترك خاليا من الزخرفة. وقد حوت القاعة من مختلف التحف والمقتنيات ما يندر أن نجده مجتمعا في غرفة واحدة، زخارفها مفرغة بعناصر نباتية وكتابات عربية قرآنية، وتحتوي هذه القاعة على مخبأ سري.

من أبرز غرف هذا المنزل الغرفة البيزنطية، وهي حجرة صغيرة مربعة، وسميت كذلك لأنها تحوي تحف بيزنطية وقبطية، وكذلك الغرفة التركية، يوجد بها مجموعتان من الأواني الزجاجية إحداهما زرقاء والأخرى خضراء اللون، وهما من الزجاج المموه بالمينا والذهب. وبجوار الغرفة التركية، توجد غرفة الملكة "آن"، وسميت بهذا الاسم نسبة للملكة آن ستيوارت ملكة بريطانيا، وأول ما يلفت النظر بها ثريا زجاجية بديعة الصنع تتدلى من السقف، وهي ملونة باللون الأحمر الياقوتي، كما نقشت عليها زخارف مذهبة.

بيت السحيمي

يقع في الدرب الأصفر الذي يتفرع من شارع المعز لدين الله. البيت متأثر تخطيطيا بالعمارة العثمانية التي كانت تخصص الطابق الأرضي للرجال ويسمى السلاملك والطابق العلوي للنساء ويسمي الحرملك.

الطابق الأرضي من البيت كله لاستقبال الضيوف وليس فيه أي غرف أو قاعات أخرى، له صحنان، صحن أمامي بمثابة حديقة مزروعة يتوسطه ما يسمى بالتختبوش، هو دكة خشبية زينت بأشغال من الخشب الخرط، الصحن الخلفي به حوض ماء وساقية للري وطاحونة.

 

 

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب