رئيس التحرير أحمد متولي
 النكلة والريال.. قصص عملات مصرية انقرضت ولن تعود

النكلة والريال.. قصص عملات مصرية انقرضت ولن تعود

«الشلن» و«البريزة» و«الربع جنيه المخروم».. هذه العملات التي اعتبرناها شيئا أساسيا من مصروفنا ونحن أطفال صغار. ولكن مع مرور الوقت لم يعد لها وجود الآن.

في هذا التقرير يأخذك «شبابيك» في جولة تاريخية للتعرف على مجموعة من العملات المصرية المنقرضة والتي لم نسمع عنها سوى في حكايات أجدادنا مثل المليم والنكلة والتعريفة. كما ستتعرف معنا على سبب تسمية كل منها بهذه الأسماء.

البارة

قد لا تكون سمعت عن عملة بهذا الاسم من قبل، لأنها عملة قديمة جدا، لدرجة أنها تعتبر الآن من ضمن الآثار.

البارة هي عملة تعود للدولة العثمانية وقد استخدمت في مصر. وكان القرش الواحد يحتوي على 40 بارة.

وكانت البارة المصرية يكتب عليها «ضرب في مصر».

أما البارة العثمانية فيكتب عليها «ضرب في القسطنطينية».

المليم 

عندما نسمع كلمة مليم نعود بالذاكرة لزمن «جدي وجدتك» عندما كان المليم الواحد يمكنه شراء بعض الأطعمة البسيطة، مثل البيضة أو قرطاس اللب أو حلوى الأطفال.

أول استخدام للمليم كان في عهد محمد علي باشا، لكنه في هذا الوقت كان يسمى بـ«عشر القرش» لأن القرش الواحد يحتوي على 10 مليمات.

أما تسمية المليم فكانت في  عام 1916. وهي مأخوذة من كلمة «Millieme» وهي وحدة قياس فرنسية، تعني واحد على الألف، لأن الجنيه به ألف مليم.

ظهرت أشكال متنوعة من المليم، منها المليم الأحمر المصنوع من النحاس والمليم الأبيض المصنوع من الفضة.

 

التعريفة

بالتأكيد قد سمعت هذه الكلمة كثيرا في أفلام إسماعيل يس ونجيب الريحاني. عندما كانت التعريفة تستخدم للمواصلات وشراء بعض الأكولات الشعبية مثل ساندويتش الطعمية والحلاوة أو الذرة.

والتعريفة تساوي خمسة مليمات. وكان قوة شرائية كبيرة حتى الأربعينيات والخمسينيات.

ويقال أن الخمسة مليمات سميت بالتعريفة، لأنها كانت قيمة تعريفة الجمارك التي فرضها الإنجليز على البضائع.

النكلة

النكلة تساوي اتنين مليم. وسميت بهذا الاسم، لأنها مأخوذة من عملة «النيكل» البريطاني التي تساويها في القيمة.

والنيكل البريطاني أخذا هذه التسمية لأنه مصنوع من مادة النيكل كروم. لكن النكلة المصرية أو «الاتنين مليم» كانت تصنع من الفضة.

القرش

القرش الواحد عملة قديمة جدا، أخذتها الدولة العثمانية عندما كانت تتاجر مع إيطاليا والنمسا وألمانيا.

وكان الأوروبيون يطلقون على هذه العملة «جروسو» أو «جروشن» وتعني العملة الكبيرة. ومن الدولة العثمانية انتقل القرش أو الجروشن لمصر والسعودية واليونان، وغيرها من الدول التي وقعت تحت الحكم العثماني.

وفي عام 1885 قرر محمد علي باشا أن يكون القرش هو أساس العملة المصرية، بدلا من العملات العثمانية السائدة في ذلك الوقت. والمفاجأة أن القرش ظل مستخدما حتى بداية التسعينيات.

الشلن

الشلن يساوي خمسة قروش أو «خمسة صاغ» في العامية. وهو في الأساس عملة إنجليزية، مأخوذة من كلمة «Shilling ».

وفي أثناء الاحتلال انتقل الشلن الإنجليزي للدول التي احتلتها بريطانيا؛ مثل مصر والأردن والصومال. واستخدمته بريطانيا في هذه الدول كجزء من سياسة الإصلاح النقدي.

ومنذ صدوره حتى اختفاءه أخذ الشلن أشكالا متعددة، ففي البداية كان يُصنع من الفضة، وكانت قيمته تساوي قيمة الشلن الإنجليزي. ومع انخفاض قيمتها بدأ تصنيعها من معادن أخرى مثل النحاس أو الحديد والألومونيوم، وبعد ارتفاع أسعار هذه المعادن، ظهر أول شلن ورقي عام 1918.

الباريزة

الباريزة هي العشرة قروش أو الـ«عشرة صاغ». ورغم أنها عملة مصرية في الصميم إلا أنه يقال أن تسميتها «باريزة» أو «باريسة» تعود لأنه تم صناعتها لأول مرة في باريس.

تمت صناعة العشرة قروش في البداية من الفضة، ثم ظهرت الباريزة الورقية في عهد السلطان حسين كامل عام 1916 أي قبل ظهور الخمسة قروش الورقية بعامين. وكانت مصر في هذه الفترة واقعة تحت حكم الاحتلال البريطاني أيضًا.

 

وفي بداية طباعة العشرة قروش الورقية كان يكتب عليها «الحكومة المصرية السلطانية». ولكن بعد انفصال مصر عن الدولة العثمانية وتولي الملك فاروق الحكم، تم استبدال هذه الكلمة بالـ«حكومة الملكية المصرية».

الريال 

ويساوي 20 قرشا. وهو يرجع لعصر محمد علي باشا الذي قرر إصدار نسختين من الريال واحدة من الذهب والأخرى من الفضة. كما صدر في عهده الريال المخروم.

أما كلمة ريال فهي مشتقة من الكلمة الإسبانية «Regal» التي تعني «مَلكي».. كما ذكر عباس العقاد في مقال له بجريدة الأخبار.

المصدر

  • 1 2 ​​​​​​​

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال