رئيس التحرير أحمد متولي
 بلاش منها.. «حجج خايبة» تدفع أمهات للجوء للرضاعة الصناعية

بلاش منها.. «حجج خايبة» تدفع أمهات للجوء للرضاعة الصناعية

ترى أمهات أن الرضاعة الطبيعية أمرا سهلا، بينما تراه أخريات تعكيرا لصفو حياتها، وتجد نفسها أمام الرضاعة الصناعية كبديل لائق مع كافة الظروف.

يقول استشاري أمراض النساء والتوليد والباحث في مجال الصحة الإنجابية بالمركز القومي للبحوث الدكتور عمرو عباسي إنه رغم ارتفاع أسعار لبن الأطفال إلا أن هناك كثير من النساء الحوامل راغبات في إرضاع أطفالهن لبنا صناعيا لأسباب غير مقبولة على الإطلاق.

وأشار «عباسي»  إلى أن معظم أمهات هذا الجيل يرفضن إتمام الرضاعة الطبيعية لأسباب غير مقبولة منها:

الشكل الخارجي 

بالطبع الحمل والولادة يؤثران على الشكل الخارجي للجسم ولكن هذا لا يعني على الإطلاق رفض إتمام الرضاعة الطبيعية بحجة الخوف من ترهل الثدي.

وعامة إذا كنتِ تعتقدين ذلك، فأنتِ مخطئة لأن إحدى الدراسات الحديثة قالت إن الرضاعة الطبيعية لا تتسبب في تدلي الثدي وإنما هناك بعض العوامل الاخرى كـ «التدخين»، و«مرات الحمل المتكرر»، إضافة إلى أن الرضاعة من الصّدر يمكن أن تحرق 500 سعرة حرارية في اليوم، ما يساعد الأم على الرجوع إلى قياسها قبل الحمل.

التحجج بالعمل

هناك بعض السيدات اللاتي يرفضن إتمام الرضاعة الطبيعية بغرض الحفاظ على وظائفهن، رغم إمكانية الحصول على إجازة للاعتناء بطفلها خلال فترته الأولى.

أما اللاتي يصعب عليهن الحصول على إجازة أو حتى لا يملكون المكان المناسب لإرضاع أطفالهن كالبائعات المتجولات فهؤلاء لديهن عذرهم المقبول.

قلة الوعي

تعتقد بعض الأمهات أن اللبن الصناعي أكثر فائدة من اللبن الطبيعي أو على الأقل يمكن الاستغناء به عن اللبن الطبيعي باعتبار أنه يزيد من حجم الطفل سريعًا وبالتالي فهو يحتوي بذلك على المزيد الفوائد الصحية له.

وهذا الأمر خاطئ لأن حليب الأم قادر على تحسين أداء الجهاز الهضمي، وله دور مهم في الوقاية من خطر العدوى، وقيمته الغذائية أعلى بكثير مقارنة باللبن الصناعي، كما أنه يخفف من حدة التوتر لدى الرضيع، إضافة لفوائده العديدة بالنسبة للأم كتلك الخاصة بالتقليل من نسبة الإصابة بسرطان المبيض والثدي.

إهمال صحة الحلمة

رغم أهمية القيام ببعض التمرينات الخاصة بحلمة الثدي قبل عملية الولادة بفترة قصيرة إلا أن معظم الأمهات تتغافل عن القيام بالأمر سواءً كان ذلك بشكل غير مقصود أو بشكل مقصود ناتج عن عدم رغبتها في إتمام الرضاعة الطبيعية.

وبالتالي عندما يحاول أي شخص إتهامها بالتقصير مع ذلك الطفل ستكون ردودها منطقية بأن الطفل الذي لا يستطيع التعامل مع الحلمة جيدًا ويفضل الببرونة عليها.

الرضاعة الخاطئة

من المعروف أن الأطفال حينما يولدون لابد أن يتم وضعهم على ثدي أمهاتهم حتى يعتادوا تلقائيًا على هذا اللبن مهما حصلوا بعد ذلك على كميات كبيرة من اللبن الآخر.

ولكن هنا يتحججن الأمهات بآلام الولادة التي نعلم جميعًا أنها لا تحتمل حتى يتم إرضاع أطفالهن صناعيًا فيتفاجئن بعد ذلك أن أطفالهن لا يرغبون في الرضاعة الطبيعية.

لم يختلف ما ذكره استشاري النساء والتوليد عما جاء في استطلاع الرأي الذي طرحه «شبابيك» على جمهوره من الأمهات والتي جاءت كتالي:

تقول هاجر أحمد عن إحدى صديقاتها: «بالرغم إنها قاردة ترضع ابنها وعندها لبن كويس بس بترفض لإنها خايفة على جسمها، ده غير إن في أمهات مهملة كتير بتفكر في نفسها بس ومش عاوزه تجبر نفسها إنها تفضل جنبه على طول فبتستسهل اللبن الصناعي».

سمر صلاح قالت: «أوقات تانية بيبقى سبب رفض الأم هو إنها مش عاوزه تتعب نفسها، يعني ليه تغلب نفسها في رضاعة طبيعية مع إن الصناعي سهل وبردوا هيفيد الطفل حتى لو مكنش زي الطبيعي، بس في النهاية هيقضي الغرض».

أما جهاد عبدالرحمن: «في ستات معندهمش موانع صحية ولا حتى قلة لبن بس بيرفضوا لإنهم خايفين من ترهل صدرهم بسبب الرضاعة مع إن الطب أثبت أن الرضاعة الطبيعية ملهاش علاقة طالما الأم بترضع بشكل ووضع صح».

أسباب مقبولة

استشاري أمراض النساء والتوليد، عمرو عباسي، أوضح أن موانع الرضاعة الطبيعية ليست جميعها غير مقبولة، وذلك في بعض الحالات الخاصة مثل:

  • ضعف كمية اللبن في ثدي الأم، الأمر الذي يتطلب استخدام اللبن الصناعي كغذاء مكمل.
  • تناول بعض الأدوية التي تظهر آثارها الجانبية في حليب الأم ما يجعل الطفل عرضه للأمراض.
  • إصابة الطفل بمرض الصفراء، والذي يحتاج معه لتناول حليب يحتوي على نسبة عالية من السكر والفيتامينات التي من شأنها تنشيط الكبد بعكس تناول لبن الأم الذي لا يحتوي على أي سكريات.

سوزان حسني

سوزان حسني

صحفية مهتمة بالكتابة في مجال العلاقات