رئيس التحرير أحمد متولي
 محمد ربيع يكتب: ماذا قدم «شبابيك» لي ولك؟

محمد ربيع يكتب: ماذا قدم «شبابيك» لي ولك؟

بدأت العمل في «شبابيك» منذ ما يقارب الشهر والنصف، فبالإضافة إلى روح التعاون بين الزملاء في العمل، فكلنا شباب  أصغرنا 18 عاما وأكبرنا 28 عاما. اخترنا أن نتحدث للشباب فقط. وهل يوجد أفضل من الشباب لمخاطبة الشباب؟!

الشباب هم الشريحة الأكبر في المجتمع وكذلك هم أساس الارتكاز الاقتصادي والثقافي الأبرز؛ لذا شعرت بانبهار في أول يوم عمل «ليس بيننا كهول يمطروننا بوابل من النصائح التي لم يستطيعوا تطبيقها في حياتهم ولكنهم يريدون أن يظهروا أكثر حكمة لكبر سنهم».

تحدثت يوما مع رئيس تحرير مر بتجارب العمل في مؤسسات بالخارج لفترات طويلة. قال لي إن «صالة التحرير الناجحة تعج بالشباب دون غيرهم، فهم الحاملون للأمل والأفكار المرحة الطموحة، أما المسنين فقد أرهقهم طول العمر فلا تنتظر منهم مواكبة الجديد إلا فيما ندر».

شركة «فيس بوك» مارك بدأها في عمر 19 عاما، وشركة آبل بدأها ستيف جوبز وعمره لم يتجاوز الـ25 عاما.. ففي أي عمر كانوا سيبدأون غير تلك التي بدأوا فيها. وابحث عن جذور أي نجاح ستجده بدأ في مرحلة الزهور دون غيرها.

ليس ذنبك أن الدولة لا تدعمك وليس ذنبك أنك لم تتلقى التعليم الصحيح.. لكنه سيكون ذنبك إذا لم تعرف قدراتك وتحاول جاهدا العمل عليها.. وهو ما يحاول «شبابيك» مساعدتك على تحقيقه.

فـ«شبابيك» لا يعمل به شباب فقط، فهو أيضا تم إنشاءه خصيصا للتحدث إليهم دون غيرهم، ركز على اهتماماتهم وتطلعاتهم ومشاكلهم وآلامهم.

لا تأخذ الحكمة من عجوز فيما يخص اهتماماتك الشخصية بل خذها ممن يفكر مثلك ويعيش ما تعيشه. وإذا أردت ما يقولون عنه «عين الحكمة» وخبرات السنين فأنت تعرف أين تجدهم، أو لا تبحث عنهم هم سيجدونك يحيطون بك من كل جانب، أقربائك جيرانك العجائز أو اولئك ممن تقابلهم في الشارع أو المواصلات أو من يرون فيك طيش الشباب في كل مكان هم متواجدون.

«شبابيك» لا يدعي الحكمة ولا يدعي الإطلاع على ما تكنه نفسك. هو فقط يضع أمامك الحقائق المجرد وأنت تختبرها، لا ينقل لك «عين الحكمة» فهو لا يدعيها بل يقول لك إنك تستطيع. يضع أمامك التجارب الحقيقية وأنت تستقي منها ما يفيدك. لا يوجهك بل يقول لك هناك عدة طرق وأنت تختار. أيضا نحن لا نملي عليك شيئا نحن نعرف أن لديك القدرة على التجربة والتحديد والاختيار والتحدي. هكذا هو «شبابيك».

في أول يوم عمل لك بأي مكان، ستشعر بالغربة، هو الطبيعي فانت غريب عن المكان غريب عن الأشخاص غريب عن كل شئ.. أنا لم أشعر بهذا في بداية عملي في «شبابيك»، اختلاطك بمن هم في سنك في أي مكان وممن هم قريبون من فكرك، لن يجعلك غريبا.

كذلك كان من يتحدث إليك أقرب لعمرك ستهضم ما يُقال على الأقل ستنتقده وأنت راضي عن نفسك وأنت غير خائف.. نعم نحن نقول لك انتقدنا فعين الحكمة هو الانتقاد. فنحن نستمع ثم نقيم ثم نصصح إذا أخطأنا كذلك أنت.

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية