رئيس التحرير أحمد متولي
 ابن تيمية مدرسة.. فتاوى القتل والتكفير والرد عليها

ابن تيمية مدرسة.. فتاوى القتل والتكفير والرد عليها

يستند معظم التكفيريين على فتاوى ابن تيمية في قتل المرتد والخارج عن الدين أو من رأوه كافرا بشكل عام، ويعتبر ابن تيمية مؤسس مدرسة التيمية السلفية.

وأصبحت العبارة الشهيرة «يستتاب فإن تاب وإلا قتل» من أشهر الأسانيد التي يستند عليها مروجوا الفكر التفكيري، كما حوت مؤلفاته العديد من الفتاوى التي تستند عليها الجماعات التكفيرية ومنها داعش.

فمن هو ابن تيمية؟

الملقب بشيخ الإسلام. متكلم وفقيه عربي واعتبره مناصروه حجة في التفسير والحديث، وكان سريع الحفظ بطيء النسيان. ولد في حران عام 661 هجرية.

وكان له آليات لم يسبقها إليه أحد في تفسير الأحكام الشرعية، وكان يرى التضرع للأولياء وزيارة القبور بدعة.

وله العديد من الكتب التي حوت فتاوى يستند إليها معظم الجماعات الجهادية. وهو مؤسس مدرسة التيمية السلفية.

المعتزلة بين التاريخ والحاضر.. محاولة للفهم

ما هي الفتاوى التي أصدرها؟

قتل من تلفظ في الصلاة

من أشهر الفتاوى التي استند عليها مريدو ابن تيمية وحوتها كتبه: ففي كتابه «الفتاوى الكبري»، جاء « رجل يصلي يشوش علي الصفوف التي حواليه بالنية وأنكروا عليه مرة ولم يرجع».. وقد أفتي ابن تيمية بقتله حيث يقول: «من ادعي أن ذلك من دين الله وأنه واجب فإنه يجب تعريفه الشريعة واستتابته من هذا القول فإن أصر علي ذلك قتل».

ولكن الفقيه عبد الرحمن الجزيري، فند هذه الفتوى في كتابه «الفقه على المذاهب الأربعة»، وقال فيها إن التلفظ بالنية جائز عند بعض مذاهب الأئمة، ولكن ابن تيمية ذهب لأبعد فلم يتورع عن الحكم بكفره.

تارك الصلاة

أفتى ابن تيمية في كتابه «الفتاوى الكبرى» بقتل تارك الصلاة وقال في فتواه «يؤمر بالصلاة مع المسلمين فإن كان لا يصلي فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل».

أما الئمة الأربعة فحرموا قتل تارك الصلاة، استنادا على قول الرسول «إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله».

وقولهم فيه أنه فاسق ولكن لا يتم تكفيره.

محمود عبدالرحمن يكتب: نبش القبور والمثلية الجنسية في «الخلافة الإسلامية»

الصيام على سفر

قال ابن تيمية في أحد فتاواه «من قال إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل». وحكم على من يخالفون ذلك بالقتل لكفرهم. واعتبر أن الصائم في السفر كالمفطر في الحضر.

العالماء أجازوا للمسافر أن يفطر الو يصوم على قدر استطاعته. استنادا لـ«َمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ».

الإكراه على الإسلام

وفي كتابه «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية».. يقول ابن تيمية إن «قوام الدين بالمصحف والسيف»، ثم يشرح ذلك بقوله: «لقد أمرنا رسول الله أن نضرب بهذا - يعني السيف - من عدل عن هذا يعني المصحف».

وفند هذا العلامة الدكتور عمر بن عبد المجيد البيانوني، واستند على قوله تعالى «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».

وعندما بعث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار أمرهم أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحداً إلا مَنْ قاتلهم. ولما قال سعد: اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة، أرسل رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إلى سعد بن عبادة فعزله.

إكراه غير المسلمين

دعا ابن تيمية أي جماعة إلي مقاتلة غيرها من المسلمين لإلزامهم بما تراه من أمور الدين.. وأن تقتل كل من يقف أمام دعوتها ولا يستجيب لها.. فيقول بالحرف الواحد في صفحة 109 من نفس الكتاب: «كل من بلغته دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي دين الله فلم يستجب لها فإنه يجب قتاله».

لكن العلماء فندوا هذه الفتوى وقالوا إنها خاطئة، استنادا لـ «لَا اكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، و« وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ». وهو ما أكدته دار الإفتاء المصرية وعلماء المسلمين.

القتل بالتحريق

وجاء في فتوى الحرق، لابن تيمية، «فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع». وهو ما نفاه الأزهر، وقال هذا يتعارض مع قول الرسول «لا يعذب بالنار إلا رب النار». وهذا النهي العام عن العقوبة بالتحريق بالنار استثنى منه جمهور أهل العلم التحريق بالنار على سبيل القصاص ، والمعاقبة بالمثل ؛ فمن حرَّق غيره ، يجوز ـ على هذا القول ـ أن يعاقب بالحرق قصاصا استنادا لقوله تعالى «فمن اعتدى عليك فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».

هيومن رايتس تكشف «فظائع داعش» في ليبيا

الأزهر يهاجم ابن تيمية

هاجم مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفي عام 1935، في كتابه «تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد»، .. ابن تيمية هواتهمه بالخروج عن الدين وإثارة الفتن والقلاقل وسوء المعتقدات في الله تعالى والرسول وكبار الصحابة:

وقال في موضع من كتابه عن ابن تيمية «الكثيرين من علماء عصر ابن تيمية قد حكموا عليه بالكفر.. وإن العلماء الأقل تشدداً قد حكموا عليه بالفسق»، وقال أيضا في موضع آخر «ابن تيمية لم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات ولم يكفه التعرض لمن تأخر من صالحي السلف حتى تعدي الى الصدر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل فنسب الى سيدنا عمر بن الخطاب وعلى بن ابي طالب الأخطاء والغلطات وبليات أي بليات وزعم أن الأنبياء غير معصومين وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا جاه له ولا يتوسل به وأن السفر إليه للزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه».

من أفتى بالقتل من قبل في مصر؟

الشيخ محمود شعبان، إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، أفتى بجواز قتل قيادات جبهة الإنقاذ، وهي التهمة التي تم إلقاء القبض عليه بسببها بعد تقديم بلاغ ضده بالتحريض على القتل بسبب فتواه.

واستند شعبان لـ حديثا لعبدالله بن عمرو، قال فيه «من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق».

ولكن الرئاسة خرجت ببيان بعد هذا الحديث مباشرة، ورفضت ما أسمته بخطابات الكراهية التي تتمسح في الإسلام.

وقال عنه الشيخ محمد الغزالي من قبل، إن الحديث يتعارض مع لا إكراه في الدين، وبالتالي لا يعتبر حديثا صحيحا.

وجدي غنيم

وجدي غنيم كفر أيضا من قبل المعارضين لحكم مرسي، ووصف معارضوا الإعلان الدستوري بالخوارج، ودعا إلى قتلهم من خلال الآية "يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم». وجعل الغظ بمعنى الاقتتال.

واستند أيضا إلى «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علىا لأخرى، فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله».

وقال صراحة اللي يخرج على الشرعية «يستحق القتل».

الكلمات المفتاحية

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية