رئيس التحرير أحمد متولي
 حفل زفاف

حفل زفاف


زواج الأقارب سبب رئيسي لإعاقة الأطفال.. هل هناك حل؟

تزوج «ناصف» عن قصة حب من ابنة خالته، ورزق بولدين وبنت واحدة، إلا أنه يشكو من عيوب خلقية تصيب أبنائه.

ويقول «ثلاثة أبناء، ولدان وابنة واحدة، وجميعهم ولدوا بإعاقات بسيطة أحدهم لديه في أحد أرجله 4 صوابع فقط، والآخر رأسه شبيهة بالمنحدر، والثالثة لديها وحمة كبيرة في بطنها».

ويضيف «ناصف» لـ«شبابيك» أن: «لا لم أكشف ولم استشر طبيبا بعد أن اتخذت قرار الزواج بابنة خالتي».

زواج الأقارب يطلق عليه الزواج اللحمي أو الداخلي، واستخدم على مر العصور من أجل توثيق العلاقات بين العائلة والحفاظ على نقائها، فالتاريخ أثبت أن ملوكا تزوجوا من أخواتهم حتى لا يضيع الملك خارجا، كما كان في عهد الفراعنة. كما أن العشائر كانت تستخدم تلك الطريقة للحفاظ على وجودها.

الدين لم يحرّم زواج الأقارب والقانون لم يجرّمه، لكن للطب رأي آخر. فالعديد من الدراسات أثبتت أن زواج الأقارب أحد أهم مسببات المشكلات الصحية لدى الأطفال والتي قد تصل لإعاقات كاملة، وعيوب خلقية وأمراض جينية، وغيرها.

وحسب الدراسات أيضا هناك 82 مرضا يورثها زواج الأقارب للأطفال أهمها الإجهاض المتكرر، والإعاقات، والحويصلات المتعددة بالكلى، وزيادة الحديد بالدم وضمور عضلات الوجه والكتفين، وأورام القولون.

وفي مصر تتراوح نسبة زواج الأقارب ما بين 20% إلى 40%، وفي دراسة للمركز القومي للبحوث في مصر، أجريت على 10 من حالات الأطفال الذين يعانون من تخلف عقلي، أن 65 طفلا منهم جاءوا نتيجة زواج الأقارب.

ماذا يحدث في زواج الأقارب؟

الجميع يحمل جينات غير سوية أو معطوبة لكنها لا تسبب أمراضا لمن يحملها والأقارب يحملون نفس تلك الجينات، وعند الزواج تنتقل تلك الجينات إلى الأبناء من الأبوين وتعمل؛ مما يسبب الأمراض التي تخلفها الوراثة.

يقول أستاذ علم الوراثة الدكتور حامد السيد، لـ«شبابيك»، أن هناك قاعدتين في الوراثة: الأولى ضرورة تباعد مصدر الموروثات، والثانية نسبة ظهور المرض الوراثي تزداد كلما ازدادت صلة القرابة.

وخلال الأعوام السابقة أثبت العلم أن الأمراض غير المرغوبة تنتقل بصورة أسرع وأكثر من خلال زواج الأقارب. وأضاف «السيد»، أن هذا ليس في الإنسان فقط وإنما في الحيوانات أيضا.

وأوضح «السيد» أن من جملة الأمراض التي من الممكن أن تنتقل للمولود بسبب تلك الزيجات، منه أنيميا البحر الأبيض المتوسط، أو ما يعرف بفقر الدم المنجلي، وتدمير خلايا الدماغ، وضمور العضلات، والتليف الكيسي، وغيرها من الأمراض التي تسبب إعاقات.

هل هناك حل؟

تقول دكتورة النساء والتوليد أماني خالد، لـ«شبابيك»، إن الأزواج وخصوصا الأقارب يطلب منهم تحليل ما قبل الزواج، لمعرفة إذا ما كان هناك مانع من إتمام الزواج أم لا. وإذا وجدت أمراض أو صفات من الممكن أن تنتقل إلى الأبناء يتم علاجها أولا قبل الزواج.

وتنقسم تلك الفحوصات إلى فحوصات الأمراض الوراثية، وفحوصات القدرة على الإنجاب، وفحوصات الأمراض التي من الممكن أن تنتقل لأحد الزوجين عن طريق الاتصال الجنسي.

المصدر

  • study.com
محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية