رئيس التحرير أحمد متولي
 صندوق العجايب.. يتلقى القمامة ويشكرك بمكافأة في الإسكندرية

صندوق العجايب.. يتلقى القمامة ويشكرك بمكافأة في الإسكندرية

أن تصادف صندوق قمامة بتصميم جميل أو شكل مميز في الأماكن الراقية فهذا أمر معتاد، وأن تجد صندوق قمامة مخصص للمخلفات العضوية أو الصلبة ومدون عليه عبارة تشير لذلك، فهذا أيضا أمر متبع في معظم الدول المتقدمة.

لكن ما يحدث في الإسكندرية، أن صندوق القمامة يقدم لك رسالة شكر صوتية، ويلتقط لك صورة لينشرها - تلقائيا - على «فيسبوك» تقديراً لك لإلقاء القمامة في مكانها الصحيح، وهذا باختصار هو مشروع «إيكو خضرا».

يعتبر صندوق «إيكو خضرا» أحد المشاريع المبتكرة التي أنتجها فريق «كراكيب»، وهو فريق من مبدعي الإسكندرية الذين حاولوا منذ سنوات إنتاج مشاريع تكنولوجية تستهدف الحفاظ على البيئة عن طريق استغلال المنظور التكنولوجي بأبسط وسائل ممكنة.

هذا الفريق تمكن حتى الآن من اختراع أكثر من جهاز لأغراض مختلفة، أبرزها صندوق «إيكو خضرا» وهو صندوق قمامة للمخلفات المعدنية والبلاستيكية فقط، ويقدم مكافأة فورية لمستخدميه في حالة إن قاموا بإلقاء المخلفات الصلبة فقط بداخله دون بقايا الأطعمة.
 


وبمجرد أن تلقي عبوات المياه الغازية (الكانز) أو أي عبوات بلاستيكية في مكانها الصحيح، تجد الصندوق أصدر رسالة صوتية تحمل لك الشكر، كما تكتشف أن له شاشة أمامية قد تم فتحها إلكترونيا وتحولت لكاميرا ترى وجهك فيها، ويطلب منك الجهاز البقاء ثابتاً لمدة 3 ثوانِ فقط لالتقاط صورة لك ونشرها مباشرة على صفحة المشروع على «فيسبوك» تعبيراً من القائمين على المشروع على شكرهم لكل شخص يحافظ على مبدأ فصل المخلفات الصلبة.


 

وعن فكرة الصندوق الفريد، تقول رباب حسن، أحد المنظمين بفريق «كراكيب» بالإسكندرية، إن فكرة المشروع بدأت من رغبتهم في تعريف المواطنين بأهمية المخلفات الصلبة، وكيف لها أن تكون مصدرا للثروة للوطن في حالة إن تم التخلص منها بالطريقة الصحيحة لإعادة تدويرها واستخدامها في الصناعات العديدة، علما بأن قيمتها تقل في حالة ضياعها أو اختلاطها بالمخلفات العضوية العادية.

وتؤكد «رباب» أن هو ما دفعهم للتفكير في نموذج فريد لصندوق هو تشجع الناس على مبدأ فصل القمامة، ومن هنا جاءت فكرة تزويد الصندوق بشاشة، وكاميرا تتمكن من التقاط صورة لتحية وتشجيع كل شخص يلقي فيه مخلفات صلبة.

وأوضحت «رباب» أن الصندوق يوجد بداخله حساسات (سنسور) للتعرف على المواد الصفيح والمعدنية والبلاستيكية فقط، وبمجرد التعرف على الجسم الملقي بداخله يصدر تلقائيا رسالة الشكر ويفتح الكاميرا، كمان أنه مجهز ليقوم بإرسال الصورة المتقطة مباشرة على صفحة المشروع على «فيسبوك» باسم Ecokhadra، مشيرة إلى أن تلك الفكرة لاقت استحسان جميع المستخدمين وخاصة الشباب، علما بأنا لصندوق متواجد في مكان ثابت داخل مركز الجيزويت الثقافي بمنطقة كليوباترا شرق الإسكندرية للعام الثالث على التوالي.

ويوجد ماكينتان أخريان من نفس المشروع داخل مدرسة «كلية سان مارك» في الشاطبي، بخلاف نموذج آخر متنقل يستخدمه فريق «كراكيب» في الفعاليات الكبيرة التي تستهدف تقديم مشروعات مبتكرة تخدم مجال الحفاظ على البيئة، حيث سبق وشارك المشروع في مسابقة بمهرجان الأقصر وفعاليات أخرى بمكتبة الإسكندرية وغيرها.


وأكد القائمون على فريق «كراكيب» (مينا عفت، رباب حسن، وشادي جمال) أنهم قرروا استغلال دراستهم (هندسة الاتصالات) ومواهبهم الابتكارية في اختراع أجهزة تكنولوجية مختلفة تساهم في الحفاظ على البيئة والموارد وتجعل حياة المواطنين أكثر سهولة وتحضرا في نفس الوقت من دون أن يكونوا مستهدفين الربح المادي.

وقالوا إن شركة المجمعات الاستهلاكية «أليكس ماركت» سبق وعرضت عليهم تعميم فكرة مشروعهم بمختلف فروعها ولكن كان هذا يتطلب عددا من الإجراءات القانونية والروتينية التي تسببت في وقف التنفيذ على نطاق واسع، مكتفين في الوقت الحالي بالآلة الموجودة داخل مركز الجزويت الثقافي للعام الثالث على التوالي بخلاف أخريات داخل مدرسة «سان مارك» على أمل أن يتمكنوا من تطوير جهازهم أكثر ونشره في مختلف مؤسسات مصر.

مي مصطفى

مي مصطفى

محررة صحفية ومدونة مهتمة بالتنمية البشرية والمجالات الأدبية