رئيس التحرير أحمد متولي
 ممنوع الضرب.. هذه العقوبات لعلاقة أفضل بين الطالب والمدرس

ممنوع الضرب.. هذه العقوبات لعلاقة أفضل بين الطالب والمدرس

يخطئ من يظن أن الضرب هو وسيلة العقاب المثلى التي تقوّم الطالب وتدفعه نحو النجاح، فالعقاب البدني عواقبه وخيمة، ويكفي الإشارة إلى أنه أودى بحياة بعض الطلاب خلال السنوات القليلة الماضية، وتسبب في عاهات مستديمة لعدد آخر من الطلاب.

مما لا شك فيه أن المنظومة التعليمية في مصر تحتاج لكثير من التغيير منها تطوير العلاقة بين المعلم والطالب بشكل ينتج عنه أسلوب عقاب أمثل لا يؤدي إلى سقوط طلاب ضحايا بشكل دائم ولا يؤدي إلى فقدان المعلم للاحترام الواجب أن يتمتع به بين الطلاب.

في هذا التقرير نحاول تقديم روشتة علاج لعلاقة أفضل بين الطالب والمدرس من خلال الاستعانة بعدد من المختصين.

العلاقة المثلى بين المعلم والطالب

يرى الخبير التربوي كمال مغيث أنه قبل البحث عن أسلوب العقاب الأمثل لابد أن نتحدث عن العلاقة التي يجب أن تكون بين المعلم والطالب، لأن تلك العلاقة ستصل بنا في النهاية لأسلوب العقاب الأمثل الذي على المعلم أن يتبعه مع الطالب.

وتلك العلاقة لابد أن تقوم على الإحترام والحب بين الطرفين لكي يصبح المعلم نموذجا يحتذي به الطالب في حياته.

أسباب الخلل في العلاقة

​​​​​​​

ما سبق هي العلاقة المثلى التي يجب أن تكون في جميع مدارس مصر، والخلل الذي حدث في تلك العلاقة يرجعه «مغيث» إلى عدة أسباب، منها:

  • الدروس الخصوصية

الدروس جعلت العلاقة بين بعض الطلاب والمعلمين علاقة «بائع ومشتري».

فالمعلم «بائع» لأنه يملك سلاح الدرجات ويساوم به الطالب ويعنفه قائلًا «اللي مش هياخد درس عندي هعمل فيه كذا وكذا».

و«مشتري» متمثل في الطالب الذي يدفع المال حتى لا يعاقبه المدرس وأيضًا حتى لا يفشل دراسيًا.

  • تدهور مرتبات المعلمين

ويرى «مغيث» أن السبب الثاني يتمثل في تدهور مرتبات المعلمين التي جعلت الطالب ينظر للمعلم نظرة دونية.

وأثر ذلك التدهور على نفس المعلم يظهر في العنف الذي يضرب به الطالب وكأنه  يخرج ما بداخله من غضب تجاه الأحوال المتدنية التي يمر بيها في المجتمع.

 وتلك الأسباب أدت إلى انهيار المنظومة التعليمية بأكملها وأصبحت المدرسة «سويقة في الشارع» على حد تعبير «مغيث».

ويؤكد الخبير التربوي أنه إذا حصل المعلم على مرتب محترم سوف يهابه الطلبة ولا يصبح مضطرا للعمل بمهنة أخرى قد لا تناسب مكانته وبالتالي ينظر له الطلبة نظرة دونية.

توطيد العلاقة بين المعلم والطالب

وحتى تكون العلاقة بين المعلم والطالب قائمة على الحب والإحترام، يرى «مغيث» أنه لابد أن لا تقتصر العلاقة بينهما على داخل الفصل فحسب، بل لابد أن يمارسوا سويًا الأنشطة التي توجد في المدرسة.

وأن يخرجا أيضًا في نزهة ترفيهية لأن كل ذلك يقرب بينهما ويجعلهما يطردا أي طاقة سلبية بداخلهما.

أسلوب العقاب الأمثل للطالب

وإذا تم توطيد هذه العلاقة نستطيع أن نضع أسلوب العقاب الأمثل للطالب.

لكن «مغيث» يرفض رفضًا تامًا أن يستخدم المعلم العقاب البدني بأي شكل من الأشكال، لأن هذا العقاب بجانب أنه يؤثر على نفسية الطالب فهو أيضًا يجعله يكره منظومة التعليم بأكملها.

وهناك عدة أساليب للعقاب الأمثل، منها استدعاء ولي الأمر، والحرمان من المدرسة لمدة معينة، والفصل النهائي.

 الأساليب الأخرى

يقترح «مغيث» أن يقوم المعلم بسؤال الطلبة في الفصل بكل ديمقراطية عن العقوبات التي يروها مناسبة إذا فعل أحدهم خطأ.

أما الإقتراح الثاني فأن يصدر المعلم قائمة بيضاء في فصله، وإذا فعل أي طالب عملا جيدا يضع اسمه فيها، وهذا سوف يشجع الطلاب للقيام بالأعمال الجيدة حتى تدخل أسماءهم في تلك القائمة.

وهناك مقترحات أخرى كأن يقوم الطالب بنظيف الفصل، أو الفناء، فكل هذه أنواع عقاب كفيلة بمنعه من تكرار أخطائه.

كيف يوثر العقاب البدني على الطالب؟

استشاري الصحة النفسية جمال فرويز يرى أن هناك بعض الطلبة يلجأون لأساليب وفها بـ"الرخيصة" تستفز المعلم، ومن ثم يكون رد فعله عنيفا تجاههم.

وعلى الجانب الآخر هناك بعض المعلمين اللذين يضربون الطالب دون أي يقترف ذنبا.

وعلى أي حال يرى «فرويز» أن العقاب البدني قد يصيب الطالب بمرض نفسي أو انحراف أخلاقي وسلوكي في شخصيته ومن ثم يصبح كارها للمدرسة.

علاقة الحب هي الأساس

«فرويز» يتفق مع الخبير التربوي كمال مغيث في أن العلاقة بين المعلم والطالب لابد أن تكون قائمة على الحب لا الكره، لأنه إذا وجد الحب بينهما فلن يستفز الطالب أستاذه والعكس صحيح.

وإن قام الطالب بأي فعل خاطىء كأن ينسى أن يكتب الواجب فسوف يتقبل من معلمه أي عقاب لأنه مدرك للخطأ الذي ارتكبه، ولأنه لا يريد أن يغضب معلمه وحبه له سوف يجعله يحاول قدر الإمكان أن لا يفعل شيئا خاطيء مرة أخرى وأن يتفوق في دراسته.

ما يريده الطالب من المعلم في كل مرحلة؟

وحتى تترسخ علاقة الحب بين المعلم والطالب عبر المراحل التعليمية يقول «فرويز» إن الطالب يحتاج إلى بعض الأشياء الهامة في كل مرحلة.

  • المرحلة الإبتدائية

وفيها يحتاج أن يشعر الطالب بأن المدرسة هي أم بديلة له، وأن المدرس هو أب بديل لأن هذا الشعور سوف يجعله يحب المادة الدراسية ويتقبل أي عقاب.

  • المرحلة الإعدادية

أما في تلك المرحلة فلابد أن يجمع المعلم في تعامله مع الطلبة بين العاطفة في شعوره بالحب تجاه الطلبة والشدة في متابعة الواجبات المدرسية معهم أولا بأول.

  • المرحلة الثانوية

أما المعلم في تلك المرحلة عليه أن يجمع بين الحزم والشدة وفي نفس الوقت علاقة الصداقة والحب مع الطلبة.

تأهيل المعلم

الخبيرة التربوية دكتورة بثينة عبد الرؤوف تقول إن المستوى الأخلاقي المتدني لبعض الطلاب يؤدي لاستفزاز المعلم وأن هناك أيضًا بعض المعلمين غير مؤهلين للتدريس ولكي يتم تأهيل المعلم عليه أن يقوم بأخذ دبلوم تربوي يؤهله لأن يصبح قادرا على التدريس.

كما أنه لابد أن يأخذ دورات تنمية بشرية حتى يستطيع أن يعرف كيف يتحكم في أعصابه وانفعالاته أمام الطلبة لكي لا يستطيع أحد أن يستفزه ويخرجه عن شعوره.

دور مدير المدرسة

والأمر لا يقع على عاتق المعلم فقط، وتقول «عبد الرؤوف» إن على إدارة المدرسة أن تفعّل لائحة الانضباط لأنها في بعض الأحيان تكون غير مفعلة.

وتشرح «عبد الرؤوف» أن تلك اللائحة بها درجات لعقاب الطالب تبدأ بلفت نظره ثم توجيه اللوم واستدعاء ولي الأمر، ثم الحرمان من المدرسة لمدة معينة، وأخيرا الفصل. 

رغدة جلال الدين

رغدة جلال الدين

صحفية مصرية تكتب في المجال الفني، إلى جانب كونها ممثلة ومغنية بفرقة «بهججة»