رئيس التحرير أحمد متولي
 أسماء عمر تكتب: الحِكم المتعددة من خلـق حواء

أسماء عمر تكتب: الحِكم المتعددة من خلـق حواء

نعـرف جيـداً قصـة خـلق حـواء وقـد كثير منا الحكمـة فـى ذلك ولكننى أريـد أن أتنـاولها تأكيـداً لتـوضيحها، خـلق الله سبحانـه وتعالى حـواء أم البشـر وجعـل فى خلقها حكـم عديدة توضح طبيعـة العلاقـة فيما بينهم وتبـرز قيمـة ومكانـة حـواء وتوضح ايضاً بعض واجبـات وحقـوق كل منهما تجاة الأخـر.

  •  خُـلقـت حــواء مـن أدام وهـو نـائـم، لقـد خـلق الله عـز وجـل حـواء مـن سيدنا أدم أثناء نـومـة كى لا يشعـر بالألـم لحظـة خلقها فيكـرهها رغـم إحتياجـة إليها. ولهـذا يجـب على المرأة أن تتفهـم طبيعـة زوجـها وإحتياجاتـه وتحـرص على إحتوائـه ومحاولـة تخفيف الألام والضغـوط التى يتحملها من أجل رعايتها وحمايتها ولا تجعل زوجـها يتألم بسببها إطـلاقـاً كـى لايكـرهها ويبتعـد عنها.
  •  خُـلقـت حــواء مـن ضلع أدم، لقـد خـلق الله سبحانـه وتعالى حـواء من أحد أضلاع سيدنا أدم عليـه السلام ويتصف هذا الضلع بأنه (ضلع أعـوج، تحت كـتفه، جـهـة قلبـه) هذه الدقـة فى خلق حـواء لها دلالات يجـب أن نفهما ونتعلم الحكمـة منها جـيداً. لقـد خـلقها من (ضلعـه) كـى تكـون بجـانبـة ملازمـة لـه طيل حياتـه مساويـةً لـه دون أن يكون أحدهما أفضل من الأخـر، فالله جـل جلالـه لـو كـان يـريد أن يجعل المرأة أفضل مـن الـرجل لخلقها مثـلاً مـن رأسـه كى تعتليـه ويكـون دليـلاً على سيادتها وأفضليتها، لـو كـان يـريد أن يجعل المرأة أقـل مـن الـرجل لخلقها مثـلاً مـن قدمـه كى يعتليها ويكـون دليـلاً على أفضليتـه وضعـف مكانتها بالمقارنـه بـه، كما كـان بأمكانـه أن يجعلها جـاريتـة أو خادمـة بدلاً من كـونها زوجـة تشاركـه تتمتع بما يتمتع من حقـوق وميـزات - وخـلقها الله مـن (ضلع أعـوج) هذا الضلع تحديداَ هـو الذى يحمى القلب وجعلـه ضلع أعـوج كى يحمى القلب من الجهتين فلولا وجـود هذا الضلع لكانـت أقل ضربـة أو اصابـة على الصدر تسـببت فى حـدوث نـزيـف فى القلب وربما وفاتــه - كما خـلقها الله مـن (تحت كتفـه) لتكـون تحـت حمايتـه يخـاف عليها ويرعاها ويقـومها ويصلح من شأنها - وخـلقها الله مـن (جهـة القلب) كى تكون محبوبتـه ورفيقـة حـياتـه دائما يشعـر فى وجـودها بالحب والإحـتواء والمتعـه ويفتقـر فى غيابها قـوته ومتعتـه.

خـــط أحـــمـــر شـديد الـخـطـورة

إعـوجاج المرأة يكمن فى بعض صفاتها الشخصيـة التى تظهـر فى العديد من تصـرفاتها نتيجـة تغلب عاطفتها الشديدة على عقلانيتها وحكمتها مما يفقدها صـوابها ويمنحها العديد من الأخطاء والسلبيات. وبالرغـم من الأضـرار التى تسببها شدة عاطفـة المرأة أحـياناً إلا أنها من أقـوى قدراتها وميـزاتها فالمرأة بدون عاطفتها لا يمكنها أن تقـوم بأدوارها ومسـؤولياتها المختلفـة. ولذلك أمـر الرسول الكـريم صلى الله عليـه وسلـم بأن يتقبلك هذا الإعـوجاج ولا يحـاول إصلاحـه كى لا يكسره أى يجـرحها ويؤذيها فيجعلها تكـرهـه وتتمرد عليـه، بينما يجـب عليـه تقـويمها وتقـويـم إعـوجاجها وإنحـراف شدة عاطفتها بأن يـحاول أن يـزيد من حكمتها وعقلانيتها ويجعلها تتعلم تحـقيق التـوازن بـين عقلها وعاطفتها وذلك نظـراً لكثـرة تجـاربـه خـبراتـه ولما له من قـوامه عليها تُحتم عليـه القيام بذلك.

أسماء عمر، محاضر في علم الإدارة والتنمية البشرية

المقالات والمشاركات المنشورة في قسم «شباك» تعبر عن رأي كاتبها، وليس لـ«شبابيك» تدخل في صياغتها ولا مضمونها.

الكلمات المفتاحية

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر