رئيس التحرير أحمد متولي
 هل الجواز قبل الـ50 استعجال؟.. أنت محتاج الحل ده

هل الجواز قبل الـ50 استعجال؟.. أنت محتاج الحل ده

لم تعد عبارة «حنتجوز في سن الخمسين» ساخرة بعد -كم الضربات- التي تلقاها الشباب خلال هذا العام من ارتفاع مستمر لأسعار الشقق، والأثاث، ومؤخرا الذهب، لينهار أي حلم للزواج وفتح بيت، أو على أقل تقدير يتم تأجيله إلى حين ميسرة.

في هذا التقرير من «شبابيك» ستتعرف على حلول عملية يقترحها الشباب المقبلون على الزواج، وبعض تجاربهم، ومنها الفاشل بالطبع. فربما تجد في هذه المقترحات والتجارب ما يساعدك على الزواج قبل بلوغ سن الـ50 عاما.

تخفيض وزن الشبكة 

يرى محمد عزيز، 28 سنة، أنه في ظل عدم إمكانية إلغاء بند الشبكة من مصاريف الزواج، أصبح هناك حل من إثنين؛ إما تخفيض حجم الشبكة من 80 جرام إلى 35 جرام فقط كي يتمكن العريس من سداد ثمنها أو تبديل فكرة الشبكة الذهب بأخرى من الفضة.

ووافقه في الرأي إسماعيل محمود، 30 سنة، والذي تمكن من شراء شبكة بقيمة 40 جرام في فبراير الماضي، قائلا: «أنا دفعت 15 ألف جنيه في 40 جرام دهب والحمد لله إني قدرت أخطب في الوقت ده لأني لو كنت استنيت لشهر أكتوبر كان زمان الخطوبة ما تمتش بسبب الارتفاع اللي حصل ده، إنما مشكلتي دلوقتي بقت مشكلة إيجار الشقة لأنه أكيد حيزيد هو كمان في الهوجة دي».

بينما يقول كريم سلّام، 28 سنة، إنه لا مفر من تنازل الأهالي عن مبدأ الشبكة الذهب، والاكتفاء بوجود خاتم ومحبس فقط كي لا تتوقف الخطوبة من أجل ما يعتبره هو شكليات، قائلا: «الموضوع مش موضوع فلوس نحوشها وخلاص، الدهب بنشتريه كشبكة يتلبس يوم الخطوبة وبعدين يتشال في الدولاب لحد يوم الوفاة يعني مالوش لازمة غير إنه يحط العقدة في المنشار للشباب ويعطلهم أكتر في رحلة الجواز وخلاص».

تفصيل الأثاث وإلغاء النيش

هناك من كان حظهم جيدا وهربوا من فخ الشبكة قبل غلاء الذهب الشهر الماضي إلا أنهم اصطدموا بعدها بأسعار العفش المبالغ فيها، حيث أصبحت أقل غرفة نوم بـ15 ألف جنيه وصولاً إلى 80 ألف جنيه، وعن هذا يقول هشام إسماعيل، 26 سنة، «أنا من الناس اللي حظها كويس لأن والدي بالفعل اشترالي الشقة وحسيت إن أكبر مشاكل الجواز اتحلت ومن هنا قررت اعتمد على نفسي في فلوس المهر والشبكة وبالفعل اتفقت مع أهل خطيبتي على شبكة 15 ألف ومهر 30 ألف وهم في البداية وافقوا إنما بعد فترة لقيتهم بيطالبوا إني أزود المهر لـ40 ألف بعد ما اتصدموا من أسعار العفش وقالوا إن الشقة لا يمكن تتكلف أقل من 80 ألف عفش وكماليات واضطريت أدفع للأسف».

ولكن هذا لم يكن نفس رد فعل عمرو محمد، 32 سنة، فرغم أنه يملك شقة ووضعه المالي ميسور، إلا أنه اختلف مع أهل خطيبته عندما أصروا على أن يشتري غرفة سفرة بـ8 كراسي ونيش في الوقت الذي أصر هو على شراء 6 كراسي فقط والاكتفاء ببوفيه صغير للأطباق والفضيات بدلاً من النيش المتعارف عليه، وهو ما تسبب في خلاف حاد بين الطرفين انتهى بفسخ الخطبة.

وعن هذه الأزمة، تقول أميرة شعبان، 26 سنة، إنها اتفقت مع خطيبها على اختيار موديلات الغرف التي يحتاجانها على أن يقوما بعدها بإرسال صورها لورشة متخصصة في الأثاث لتنفيذها على اعتبار أن هذ الاختيار يوفر لهم لأنه قلل من سعر كل غرفة بحوالي 5 إلى 7 آلاف جنيه كاملة، معتبرة أن النيش من الكماليات ولا داعي له خاصة بعدما أصبحت معارص الأثاث تعرض غرف السفرة ببوفيه صغير فقط.

مفيش حاجة اسمها تمليك

أما عن الشقة، فأصبح الاتجاه الغالب مؤخرا هو أن تكون إيجار جديد بعدما أصبح الإيجار القديم صعب، بعدما لم يعد هناك أحد قادر على دفع مئات الآلاف نظير الشقق التمليك إلا إن كان بمساعدة الأهل.

يقول مؤمن خضير، 30 سنة، «أنا أستعد للزواج بعد شهرين وفوجئت في نهاية شهر أكتوبر بصاحب الشقة التي قمت باستئجارها يطلب مني تعديل قيمة العقد المبرم بيننا ليرتفع إلى 1200 شهرياً بدلاً من 1000 جنيه بزعم أن الأسعار زادت بعد زيادة سعر الدولار وأنه أصبح من غير المقبول بالنسبة له أن يؤجر الشقة بألف جنيه فقط في ظل تزايد الأسعار المستمر ولكني مسكت بحقي في ألا أقوم بتعديل قيمة العقد».

ويضيف إسلام محمود، 31 سنة، أنه سبق وخطب فتاة واتفق مع أهلها على السكن في شقة إيجار جديد، ورغم موافقتهم على المبدأ إلا أنه لم يجد أي شقة في مكان مناسب بأقل من 800 جنيه وعندما لم يجد شققا توافق ميزانيته المتواضعة إلا في الأحياء الشعبية رفض أهل خطيبته كل الشقق التي رأوها واضطروا لفسخ الخطبة.

تأجيل لموعد غير معلوم

«مش باينلها جواز بقى.. احنا استعوضنا ربنا في بقية العمر اللي فاضل»، كان هذا رد شادي عويس، 31 سنة، والذي حاول التقدم لخطبة أكثر من فتاة من قبل وكان دائما ما يسمع نفس الرد «أنت إنسان كويس ومجتهد بس للأسف مش مستعد لسه للجواز» حتى وصل به الأمر إلى أنه فقد الأمل وكف عن المحاولات.

يقول «شادي»: «أنا مش فاهم كلمة مستعد للجواز دي أيه مقياسها، يعني هو الاستعداد بـ10 آلاف ولا 50 ألف ولا 100 ألف ولا نص مليون جنيه عشان يكفوا شقة وتشطيب وعفش؟!، أنا كل ما أحوش 10 آلاف جنيه زيادة ألاقي الدنيا زادت تاني والأسعار ولعت فألاقي إن مهما حوشت يبقى مش كفاية فخلاص بقى بلاها».

وهو نفس الموقف الذي تعرض له كريم معروف، 28 سنة، والذي يقول: «جمعتني قصة حب بزميلتي في الكلية واتفقنا على الزواج بشرط أن تنتظرني، ورغم أنها أوفت بوعدها لي إلا أن الظروف جاءت أقوى مننا؛ لأنه بعد انتظار 6 سنوات كاملة بعد التخرج وبعد العمل لم أستطع إلا تدبير 50 ألف جنيه وهو مبالغ غير كافي للمهر والشبكة وتشطيب الشقة التي لابد أن تكون إيجار جديد وبناء عليه لم تستطع هي معارضة رغبة أهلها وانتظاري أكثر من ذلك، أما أنا فأصبحت أفكر في الهجرة بشكل جاد بعد كم الظلم الذي أصبحت أشعر به هنا أنا وكل جيلي».

مي مصطفى

مي مصطفى

محررة صحفية ومدونة مهتمة بالتنمية البشرية والمجالات الأدبية