رئيس التحرير أحمد متولي
 «الدولار +18».. جمال المرأة المصرية قد يقل

«الدولار +18».. جمال المرأة المصرية قد يقل

لتظهر أكثر أنوثة وجمالا.. أو لتخفي حزنا وربما كبر سن، تضع المرأة مستحضرات التجميل، التي تدفع من أجلها كثير من الأموال. إلا أن زيادة بنسبة 40% في أسعار هذه المساحيق قد يدفع المرأة المصرية لعدم الوقوف أمام المرآة مثل السابق.

ندى إبراهيم، شابة تجاوزت العشرين من عمرها، تشتري بعض من مستحضرات التجميل التي تكفيها لعدة أشهر، تقول لـ«شبابيك»: «قررت اشتري مستحضرات التجميل الأساسية بس، بعد الزيادة الكبيرة في أسعار مساحيق التجميل»

سبب الزيادة

كان البنك المركزي المصري قد قرر في 3 نوفمبر تعويم الجنيه بحيث يجري تحديد سعر الصرف وفق قوى العرض والطلب في سوق ما بين البنوك بدون تدخل مباشر من المركزي، ما أدى لارتفاع سعر الدولار لما يزيد عن 18 جنيها، بعد أن كان قبل التعويم بـ8.8 جنيهات.

وبخلاف زيادة سعر صرف الدولار، لفت ماجد جورج، عضو شعبة مستحضرات التجميل بغرفة الأدوية باتحاد الصناعات، إلى أن واردات مستحضرات التجميل تأثرت بالقرارات التى أصدرتها الدولة لتحجيم استيراد السلع غير الأساسية، مثل زيادة الجمارك، وإعطاء الأولوية فى تدبير العملة الأجنبية للسلع الأساسية، وفق تصريحات صحفية.

الضرورة القصوى

تقليل استخدام مستحضرات التجميل، كان «الحل الأفضل» الذي رأت ميرام الشناوي، أن عليها اتباعه. وتنصح غيرها في ظل هذه الزيادة الكبيرة في أسعار مساحيق التجميل التي تسبب بها تعويم الجنيه، باستخدامه في حالات «الضرورة القصوى».

وتشير «ميرام» إلى أنها بدأت بتقليل استخدام الماكياج وتضع فقط «روج وكونسلر». وتضيف «لما بخرج مع خطيبي بحط ميكب كامل ولكن مش كتير».

صالونات التجميل والصيدليات

وصال المصلوحي، خبيرة تجميل، وصاحبة بيوتي سنتر «وصال»، تقول إن «الزيادة أثرت على كل مراكز التجميل، مثلما أثرت على المنتجات الغذائية وغيرها من المنتجات». وتضيف «لكي نساعد الناس نقوم بعمل عروض حتى يشعروا بأن لا شيء تغير ونقدم السعر الذي يناسب الجميع»

التأثير طال الصيدليات أيضا، حيث تقول انتصار عبد الرؤوف، طبيبة صيدلانية بمجموعة صيدليات «العزبي» إن الزيادة أثرت على حركة البيع والشراء، مضيفة «جاتنا شكاوي كتيرة بخصوص زيادة الأسعار.. فيه اللي بيشتري وفيه اللي بيرفض. فمثلًا الصن بلوك كان بـ179 جنيه وبقى بـ215 جنيه».

ويقول الدكتور شريف صالح، صاحب صيدلية «شريف» في منطقة الدقي «فيه منتجات زاد سعرها وجاتني فاتورة بالزيادة الجديدة ومنتجات تانية سعرها لسه زي ماهو لحد دلوقتي»

المنتجات الرخيصة حل.. ولكن

على بعض «الجروبات» النسائية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قدمت شابات نصائح باستخدام مستحضرات غير باهظة الثمن، مثل صافيناز محمود، التي رشحت شراء ماركات «ريميل»، «سيبال»، «برجوا»، و«مبيلين» لأن «أسعارهم مناسبة».

وأضافت سلمى الشريف، على الماركات السابقة«لونا»، و«تشاو». إلى جانب استغلال الخصومات التي تقدمها باستمرار ماركات «أورفيليم»، «ماي واى»، و«ايفون».

وفي ظل هذا التوجه من النساء للمستحضرات غير باهظة الثمن، يحذر دكتور الأمراض الجلدية، هاني الناظر، من شراء أي منتجات تجميلية «رخيصة» أو مجهولة المصدر التي يتم الإعلان عنها على بعض القنوات التلفزيونية، لأنها «تصيب الجلد بحساسية والتهابات».

«زواق يوجع»

هبة الله صلاح، فتاة في العقد الثالث من العمر، قصت لنا عن تجربتها مع استخدام مستحضرات التجميل «رخيصة» ومجهولة المصدر، حيث قالت «في يوم من الأيام اشتريت قلم كحل من بوتيك وكان سعره 10 جنيه واستخدمته أكثر من مرة، بعدين حسيت بوجع شديد في عيني»، مشيرة إلى أن هذا الوجع ظل يومًا كامًلا وكان مصحوبا بـدموع غزيرة، فقررت عدم استخدام أي منتج سعره رخيص وأن تشتري الماركات المعروفة.

بدائل

لم تقبل مها صلاح، شابة في العقد الثالث من العمر، فكرة التنازل عن استخدام مستحضرات التجميل، ولكنها في ذات الوقت ترهقها زيادة الأسعار، لذا قررت اللجوء إلى بدائل طبيعية، حيث تشيرى إلى أنها تشتري ورق «الكاركديه» وتضع عليه نقطة من «دم الغزال» ثم تضيف «فازلين»، لتطلي به شفتاها بدلا من الروج.

أما رحاب نور الدين، فلديها بديل لـ«البلاشر» اقترحته وهو «وضع دم الغزال على أي كريم»، مشيرة إلى أن ذلك سوف «يُعطي لون لبشرتك».

أما بخصوص «الأيلينر»، فتقول رحاب «من الممكن إستخدام الكحل كبديل للأيلينر لأن الكحل أسعاره مناسبة».

في هذا السياق، تقترح خبيرة التجميل وصال المصلوحي، أن تستبدل الفتاة كل الماركات المستوردة بماركات مصرية، لأن أسعارها ستكون في المتناول بخلاف أسعار المستورد، مشددة على ضرورة شراء هذه المستحضرات من الصيدلية أو المحلات التي تبيع أدوات التجميل.

بشرة نضرة

قبل زيادة أسعار مستحضرات التجميل، كانت تستيقظ نهاد الحديدي، من النوم، فتغسل وجههت بـ«صابونة» تناسب نوعية بشرتها ثم تضع ماء ورد، وبعد ذلك كريم مرطب مناسب لبشرتها، وعندما تخرج تضع «Sun block»، وحين تعود للمنزل في المساء تغسل وجهها وتنظفه جيدًا وتضع مرة أخرى ماء ورد وكريم مرطب. كل ذلك جعل بشرتها «نضرة وصحية».

الرواية سالفة الذكر قصتها «نهاد» على «جروب» نسائي، لتنصح بها الفتيات بعدم وضع أي «ميك آب» في ظل ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل، مشيرة إلى «البشرة النضرة» ما سيحصلون عليه في النهاية.

في هذا السياق، يقول دكتور الأمراض الجلدية، هاني الناظر، في تصريحاته لشبابيك مخاطبا المرأة «عليكي أن تعودي نفسك على استخدام الماكياج اذا كان لديك شيئًا ضروريًا، أما غير ذلك فلا تقومي باستخدامه لأن استخدام الماكياج بكثرة يساعد على ظهور التجاعيد المبكرة».

رغدة جلال الدين

رغدة جلال الدين

صحفية مصرية تكتب في المجال الفني، إلى جانب كونها ممثلة ومغنية بفرقة «بهججة»