رئيس التحرير أحمد متولي
 شغل سيما.. مغالطات بالجملة يكشفها الأطباء في أفلامك المفضلة

شغل سيما.. مغالطات بالجملة يكشفها الأطباء في أفلامك المفضلة

السينما المصرية تناولت مجموعة من الأمراض خلال أفلامها سواء كانت أمراض نفسية أو عضوية، بس يا ترى الأفلام دي قدرت تجسد المرض بالشكل الموجود بيه على أرض الواقع ولا كان فيه بعض المغالطات؟ 

آسف على الإزعاج​​​​​​​

أحمد حلمي بعد ما مات والده حصلتله صدمة نفسية قوية أدت لإصابته بمرض نفسي يسمى «الفصام الذهاني»، والمرض ده خلى عنده هلاوس سمعية وبصرية وبيتخيل والده، وحبيبته ويعيش معاهم لحظات مختلفة، ودخل في النهاية المستشفى بعد ما عرف حقيقة مرضه وتخيله لأشخاص غير موجودين.

استشاري الصحة النفسية جمال فرويز بيقول إن «حلمي» قدر يجسد مريض الفصام اللي بيعاني من مرض عقلي بيخلي عنده اضطرابات في التفكير، والإضطرابات دي بتخلي عنده هلاوس سمعية وبصرية، بس بالنسبة لجزء الهلاوس البصرية قال إنها نادرة الحدوث مع المريض العقلي لكنها في نفس الوقت ممكن تحصل فمنقدرش نقول إنه غلط لما جسد الهلاوس البصرية.

وأبرز الفيلم فكرة أن المريض بيكتشف الدكتور بسرعة، وده في جزئية لما راح الدكتور عند «حلمي» في البيت وحاول إنه يخبي شخصيته لكن «حلمي» كشفه وطرده.

وبيقول استشاري الصحة النفسية جمال فرويز إنه مبيرضاش أبدًا يروح للبيت عند المريض، ولا يخفي شخصيته عشان يشوف الحالة لأن المريض هيكتشف ده، و رد فعله هيكون مش كويس. وبيشوف إن الأفضل إن المريض يروح ليه في العيادة.

سماع الناس

ويضيف «فرويز» إن الشيء اللي كان غلط في الفيلم هو لما حد كان بيقول لـ«حلمي» كلام حلو بنلاقيه يسمع الكلام بالعكس بإنه بيشتمه وده مش بيحصل مع مريض الفصام الذهاني.

والمخرج ممكن يكون زود ده عشان يضفي نوع من الكوميديا على الشخصية ولقاها مناسبة للسياق الدرامي. لكن بشكل عام الفيلم جسد المرض وشخص العلاج بشكل جيد.

بئر الحرمان​​​​​​​

سعاد حسني مصابة بمرض «اضطراب هستيري تحولي» مخليها عندها شخصية مزدوجة في الصبح بتعيش بشخصيتها كـ«ناهد»، وبليل بتعيش بشخصية فتاة ليل اسمها «ميرفت» والمرض اللي حصلها ده بسبب إن وهي طفلة باباها بيكتشف خيانة أمها فبيعاملها بشكل جاف وبيعيشها في حرمان عاطفي. ولما بتروح للدكتور بيقدر في النهاية إنه يخلصها من شخصية «ميرفت».

بس هل يا ترى سعاد حسني جسدت المرض صح؟ ده السؤال اللي بيشوف «فرويز» أنه أه هي جسدت المرض بشكل سليم، وده مرض يسمى اضطراب هستيري تحولي بيخلي الواحد يعيش بشخصيتين وهي قدرت تجسد أعراضه، وأن العلاج بيكون علاج نفسي مع بعض العقاقير زي ما كان الدكتور بيعالجها في الفيلم.

التقلب السريع

لكن «فرويز» بيشوف إن التقلب السريع بين الشخصيتين مش بيبقى موجود بالشكل اللي اظهره الفيلم إنها بتتقلب من شخصية للتانية كل نص ساعة بشكل سريع. وإن ده ممكن اتعمل عشان ماشي مع سياق الدراما زي ما حصل في فيلم «آسف على الإزعاج».

اسماعيل ياسين وصورة المرض النفسي

وبخصوص كلامنا عن المرض النفسي في الفيلمين اللي فاتوا قالنا «فرويز» إن أفلام اسماعيل ياسين اللي كان فيها مشاهد بتدور في مستشفى المجانين زي مثلًا فيلم «اسماعيل ياسين في مستشفى المجانين» كانت بتقدم صورة غلط عن المرض النفسي والمريض، وبتظهر المريض بصورة المهرج اللي بيلعب وبيتنطط جوا المستشفى وكل ده غلط وفيه إهانة للمريض وبيخلي الناس تاخد فكرة غلط عن المرض النفسي والمريض.

حياة أو موت

«من حكمدار بوليس العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل»، طبعًا كلنا فاكرين الجملة دي واللي اتقالت في فيلم «حياة أو موت» اللي كان بطولة عماد حمدي.

بطل الفيلم كان عنده مرض في القلب والدوا بتاعه خلص وبنته كانت مفروض تجبلوا الدوا وطلع التركيب بتاعه غلط فالحكومة كلها لما عرفت حاولت توصل ليه بكل الطرق وتعرفوا إن الدوا اللي مع بنته غلط وفعلًا وصلوا ليه في آخر لحظة ومعاهم الدوا السليم.

الدوا ده بقى بيقول عليه دكتور الأمراض القلب والأوعية الدموية مازن توفيق غانم إنه مظهرش خالص في الطب لحد دلوقت دوا يقوم بالمفعول السحري اللي يخلي مريض عنده القلب وفي أزمة صحية كبيرة أول ما ياخد الدوا على طول يكون عال العال.

وكمان مفيش واحد يكون في أزمة قلب بالصورة المتدهورة اللي كانت فيها صحة عماد حمدي ويقعد مستني الدوا كل ده لحد مايجي لأنه مفروض في حالة صعبة جدًا وكان لازم يتنقل للعناية المركزة مش يفضل قاعد في البيت، وبالتالي الفيلم كان بيقدم صورة مبالغ فيها ومش صح عن أزمة مريض القلب.

تناول الأفلام الأمريكية للمرض

وبيكمل دكتور «غانم» وبيقول إن اللي حصل في الفيلم ده عكس ما بيحصل في الأفلام الأمريكية اللي بتتناول أمراض يعني لو فيه فيلم هيطلع فيه واحد عنده مرض ما، بيروح كاتب السيناريو لدكتور مختص يكلمه عن المرض بكل تفاصيله وبعدين يبتدي يوظف المعلومات اللي أخدها في السياق الدرامي وده عشان لما يتعرض العمل يكون بيقدم صورة من الواقع بالظبط اللي بيعيشه المريض مش بيقدم صورة مبالغ فيها أو فيها معلومة غلط. ومش بس ده بيحصل في الأفلام الأمريكية لأ بيحصل كمان في الأوروبية، وحتى النيجيرية.

التأكد من المصطلحات الطبية

ونفس الموضوع بيحصل برضه لو فيه دكتور في الفيلم هيقول مصطلح طبي معين بيروح يسأل دكتور مختص عن المصطلح وإزاي ينطقه بشكل صح، ودي النقطة اللي مفتقدينها في بعض الأفلام عندنا لما يطلع فيها دكتور بنلاقي إنه بيقول اللفظ الطبي بطريقة غلط بتثير الضحك وده اللي حصل مثلًا مع دور الدكتور في فيلم «جري الوحوش» اللي كان المصطلحات الطبية اللي بيقولها مخارج الألفاظ فيها كانت غلط.

الرجوع للمختص أمر مهم

يرى رئيس قسم النقد السينمائي الدكتور "وليد سيف" ان اي عمل هيتناول مرض ما لازم يتم الرجوع فيه للمختص اللي يشرح تفاصيل المرض كلها عشان يقدر يطلع المرض خلال العمل مفيهوش غلطة. لأن لو فيه غلطات ده هيفسد العمل ككل.

مسئولية المخرج

ووجود غلطات في السيناريو ديه بترجع مسئوليتها للمخرج اللي كان لازم يستعين بحد يراجع الموضوع ويعرف تفاصيل المرض بشكل صحيح.

الإستعجال في كتابة السيناريو

وبيشوف سيف أن اوقات كتير في صناعة السينما بيحصل استعجال في كتابة السيناريو ومش بيتم اعطاء التقدير الكافي ليه فده أكيد بيخلي ان السيناريو يطلع فيه غلطات.

السيناريو جزء هزيل من الميزانية

كمان السيناريو يعتبر جزء هزيل من الميزانية فمش بيتم الإهتمام  بالصرف عليه أكتر في حالة الإحتياج لسؤال مختصين عن مرض هيتم تجسيده في العمل.

اهتمام كاتب السيناريو

ويرى سيف ان لو حتى كانت الميزانية اللي محطوطة للسيناريو هزيلة ومفيش ميزانية تكفي ان الكاتب يروح لمختصين ويسألهم عن التفاصيل اللي عايزها بحيث يحطها في السياق الدرامي الصحيح. هو مفروض انه يهتم بنفسه ويسأل عن كل التفاصيل بحيث يطلع السيناريو مظبوط.

الطابع الفانتازي مقبول 

وعن ان فيه بعض افلام بتضيف أشياء على المرض لأنها شايفة انها مناسبة للسياق الدرامي بيشوف سيف ان فيه افلام بيكون ليها طابع فانتازي بتتناول الواقع بطريقة غير مألوفة فبالتالي اضافة شيء فيها على المرض اللي بيتم تناولوا بتبقى حاجة مقبولة مش مرفوضة.

وفيه حالات مرضية استثنائية ممكن بجانب المرض بتاعها أحط ليها حاجة تانية زي انه يكون عند الشخص فصام وفي نفس الوقت مش بيسمع انا كدة معملتش غلطة في المرض بل ضيفت حاجة مقبولة هتخدم السياق الدرامي. وفي النهاية بيشوف سيف ان الإهتمام بالقواعد العلمية للمرض اللي بيتم تناولوا لازم يكون ماشي في سلاسة مع  دراما العمل بحيث يطلع العمل متكامل. 

​​​​​​​

رغدة جلال الدين

رغدة جلال الدين

صحفية مصرية تكتب في المجال الفني، إلى جانب كونها ممثلة ومغنية بفرقة «بهججة»