رئيس التحرير أحمد متولي
 عن ظاهرة صفحات «الكراش» والجوع العاطفي للطلاب

عن ظاهرة صفحات «الكراش» والجوع العاطفي للطلاب

أطلق طلاب بالجامعات المصرية صفحات على موقع «فيس بوك»؛ للتعبير عن مشاعرهم للـ«كراش» من خلال فتح مجال التعارف بينهم بإرسال الطالب أو الطالبة لمجموعة من الرسايل فيها مواصفات الحبيب.

«الكراش أو Crush» هى كلمة عصرية تستخدم فى اللغة الإنجليزية، وتعني وجود رغبة قوية وحب تجاه شخص معين، وعندما يعجب شخص بفتاة ويشعر بحب تجاهها تسمى هذه الفتاة بـ«الكراش» بالنسبة لهذا الرجل و يمكن تطبيق نفس التسمية على الرجل إذا كانت الفتاة معجبة به.

الجوع العاطفى وراء الـ «كراش»

 مدربة التنمية البشرية وأستاذة العلاقات الأسرية، أسماء مراد، تؤكد  لـ«شبابيك» أن الدافع وراء انتشار هذه الصفحات هو الجوع العاطفي لدي الطلاب، وبحثهم عن أي وسيلة للتعبير عن مشاعرهم.

 يوضح «شبابيك» في هذا التقرير مبرر الطلاب لإنشاء تلك الصفحات، والمشاكل التي يتعرضون لها مع تقييم من خبراء العلاقات الأسرية.

«الكراش».. حماس شباب

أدمن أحد صفحات «الكراش» بكلية التجارة جامعة القاهرة، تقول إن جميع المعلومات الخاصة بأصحاب الرسائل سرية تجنبا للمشاكل النفسية، ومعظمها تأليف من الطلاب للضحك والهزار، قائلة «ده حماس شباب، والطلبة غلابة».

استشاري العلاقات الأسرية الدكتور أحمد علام، يوضح لـ «شبابيك» أن وجود التكنولوجيا في حياتنا كل يوم يخلق طرق مستحدثة  للتعبير عن المشاعر، ويرى أن بعض الطلاب يلجأون إليها كنوع من التشويق ولفت الانتباه حتى تتوقع الفتاة من هو، تمهيدا للمصارحة، وأحيانا يكون خجلا من التعبير عن ذلك لها.

لف ودوران

تختلف متخصصة العلاقات الأسرية، أسماء مراد مع أحمد علام، معتبرة أن ما يلجأ إليها الشباب طفولي، فالمواجهة أسهل الطرق، موضحة: «ده لف ودوران وممكن يأدي إن بنات تفتكر كلام عليها وهي مش المقصودة، ويحصل مشاكل بين الأصدقاء، تؤدي لصدمة في النهاية».


 

مشكلة في الأخلاق

تعتبر الطالبة بقسم الصحافة بجامعة القاهرة، مريم عبد الحكيم، أن ما ينشر على صفحات «الكراش» غير لائق، لتعدي الضحك والسخرية عن نطاق الأصدقاء للجميع، مبررة رأيها «إن الأمور تصل لهذه الدرجة، يتضح أن الجيل الحالي لديه مشكلة في الأخلاق».

كما تستعجب الطالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، ندى عثمان، من إرسال الطلاب رسايل تتضمن مشاعرهم ويتم معرفتها للجميع، حتي لو ليتم ذكر اسمه، وترى أن ذلك لا يسمى حب لكن يندرج تحت الإعحاب الذي يتم تداركه مع مرور الوقت.

يوضح أحمد علام أن بعض الطلاب يلجأون لذلك بسبب عدم إتاحة الفرصة لمقابلة زملائهم بسبب الأعداد الضخمة بالمحاضرات، فيعتبرون تلك الصفحات وسيلة لمعرفة أي طريقة للتعامل معها مرة أخرى.

رسائل مزيفة

أشارت الطالبة بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، هند رضا، أن النشرعلى هذه الصفحات من باب الكوميديا، وهناك بعض الرسائل الوهمية يستخدمها الأصدقاء للسخرية من بعض «صحبتي نزلت رسالة لشلتها عشان تتسلى»، ومن ناحية آخرى هناك رسائل عبارة عن إسفاف وألفاظ خارجة تركز على توصيف البنات.

يؤكد أستاذ العلاقات الأسرية، أن هذا التصرفات تتواجد دائما سواء من إرسال الفتيات بعض الرسائل على الهواتف من باب التهريج والهزاء بين الأصدقاء، و في النهاية قد تحدث صدمة لبعضهم وتفتقد الثقة فيما بعد بالشخص الذي ترتبط به، وتتفق معه أسماء مراد معتبره هذا الفعل خداع كبير ينتج عنه صدمة عاطفية.

«الكراش».. ضحك وهزار

وأوضح أدمن صفحة ESES Crushes الخاصة بطلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن هدف الصفحة هو الضحك والهزار، مضيفا أن عدد من الكليات أنشئت صفحات سابقة مثل تجارة وصيدلة وهندسة،  لكن صفحة إعلام اشتهرت «إعلام فيها بنات كتير حلوة، والصفحة جالها ناس كتير معجبين».

ونفى ما تردد عن شكاوي الطلاب حول الصفحة، بخلاف طالبة واحدة: «بنت واحدة تضايقت من نزول اسمها وطلبت مسح التعليق الخاص بها وفعلت ذلك»، مستكملا «العميدة كلمتني وقالت إن البيدج دي بتسيء لسمعة الكلية، وتم تغير اسم الصفحة من MUCC  إلى ESES»

مشاكل أسرية

تتسبب تلك الرسائل والصفحات في اختلاق بعض المشاكل الأسرية للفتيات كما يؤكد أستاذ العلاقات الأسرية، أحمد علام، خاصة مع المتابعة الجيدة للأهل والأصدقاء لمواقع التواصل الاجتماعي.

وتستنكر خبيرة العلاقات الأسرية، أسماء مراد، ما ينشر على الصفحات من تفاصيل تخص بعض الفتيات،: «الموضوع هيفتعل مشكلة مع الأهل، خاصة إذا رآها شقيق الفتاة، فهذه الصفحات ما هي إلا خداع وسخافة».

فادية إيهاب

فادية إيهاب

صحفية مصرية متخصصة في الشأن الطلابي، إلى جانب اهتمامها بالإخراج التلفزيوني والتصوير