رئيس التحرير أحمد متولي
 علشان متندمش.. هكذا تُميّز بين الصديق الحقيقي والمزيف

علشان متندمش.. هكذا تُميّز بين الصديق الحقيقي والمزيف

خسارة بعض الأصدقاء يتسبب في مشاكل نفسية كثيرة، إلا أنه يكون ضروري في كثير من الأحيان، لأنهم في الواقع لم يكونوا أصدقاء حقيقيين لكنك توهمت عكس ذلك.

في هذا التقرير يوضح «شبابيك» العلامات أو الصفات التي تمكنك من معرفة الصداقة المزيفة أو القائمة على المصلحة، فضلا عن النصائح التي يجب اتباعها للخروج بأقل الخسائر من هذه العلاقة، وذلك من خلال الاستعانة بتجارب عدد من الشباب وخبراء علم النفس والاجتماع.

صداقات 

«4 سنين صداقة مزيفة كنت باجي على نفسي عشانها، لو تعبانه أحاول أخفف عنها لو متضايقة اطلعها من المود، ولما تعبت لقيت اللي معرفهومش بيسألو عليا عشان يطمنوا وهى لأ ولما عتبتها زعلت أوي وقالت مش هتكلم، وبعدين بقيت ألاحظ إنها لما تشوف درجاتي أعلى منها كانت بتزعل»، بهذه الكلمات تلخص بثينة حمدي (اسم مستعار) تجربتها مع الصداقة المزيفة. وتستكمل حديثها: «بعدين بقت تخبي عني أي حاجة رغم إني أي كورس أو تدريب كنت بجيبهولها لحد عندها، وفي الأخر علاقتنا ببعض اتقطعت».

ويحكي رامي عبد الله: «سكنت مع واحد زميلي في نفس الشقة لما كنا بندرس في الجامعة، وبعدين بقيت اتعامل معاه على أنه صديق ليا، لكن اكتشفت غير كده، لأني كنت مرتبط ببنت وهو كان بيحبها وأنا مكنتش أعرف، وبعد ما خلصنا كلية الموضوع اتفركش وهو لقاها فرصة وقالها كلام عليه ملهوش أي صلة بالحقيقة، ومصدقتش غير لما سمعتني الكلام منه».

من المفيد أن تخسر بعض الأصدقاء.. اعرف السبب

صفات تنبهك

يؤكد استشاري الطب النفسي، الدكتور خالد العطار أن ملاحظة صفات معينة في الشخص الذي تعتبره صديق مقرب بالنسبة لك تعتبر بمثابة علامات تنبهك إلى أن صداقته لك في الغالب أساسها المصلحة فقط، وتتمثل هذه الصفات في:

- ليس لديه قدرة على العطاء الحقيقي، أو بمعنى أخر لا يعطي شيئا إلا بمقابل.

- مصداقيته ضعيفة، لديه قدرة كبيرة على المناورة.

- أغلب علاقاته سطحية.

- ثقته في نفسه تكاد تكون معدومة، وبالتالي ثقته فيمن حوله محدودة.

- تنافسي أكثر من اللازم: أي يرغب في أن يحقق هو فقط النجاح وألا يحققه الآخرون.

وبالتالي إذا لاحظت هذه الصفات في الشخص الذي تعتبره صديق مخلص بالنسبة لك، يؤكد أستشاري الطب النفسي، أنك تحتاج في هذه الحالة إلى إعادة تقييم العلاقة بينكما، لأن صفة كالغيرة مثلا، الزائدة عن الحد، يمكن أن تدفعه إلى أن يضرك.

وعلى العكس من ذلك فإن الصديق الحقيقي ستجده دائما يحفزك على تحقيق النجاح، ويحذرك من المشاكل أو الصعوبات التي يمكن أن تواجهك، وينبهك إلى عيوبك لتصبح أفضل مما أنت عليه، وتتقبل انتقاده لك، ولديه القدرة على التأثير عليك، وتسمح له بالتصرف في بعض أمورك الخاصة نيابة عنك، هذا وفقا لما أوضحه «خالد»

 «الصداقة الحقيقية» تحميك من الأمراض.. تصور!

يقول محمد أبو سفيان: «أنا كان ليه واحد صحبي كنت بعتبره قريب مني أوي، لكن راح استلف فلوس من صديق ليا تاني، ومرجعهمش ولما طالبه بيهم قاله أنه اداهم ليا عشان أوصلهم له، الموقف ده خلاني أتأكد أنه مكنش ينفع يكون صديقي».

أما الغيرة هى التي دفعت صديقة «شروق حسن» إلى محاولة تشويه صورتها أمام صديقتهما الأخرى، حيث ذكرت: «أنا كان ليه صديقة قريبة مني جدا من أيام المدرسة وفضلنا مع بعض لحد الجامعة، لحد ما اتعرفنا على واحدة زميلتنا تانية في الجامعة واعتبرناها صديقة لينا بردو، وبعد فترة بقيت تيجي تقولي كلام على صاحبتي، وبعدين اكتشفت إنها بتقول لصاحبتي التانية كلام وحش عني بردو، عشان توقع بينا، ومرتحتش غير لما علاقتنا مع بعض اتقطعت».

نصائح

تقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس دكتورة سامية خضر لـ«شبابيك» إننا في زمن يصعب فيه إيجاد الصداقة الحقيقية، لذلك يجب ألا تتسرع في الحكم أو الاختيار، وأن تحافظ على أسرارك مهما بلغت ثقتك بالشخص الذي تعتبره صديق مقرب، لأن الإنسان بطبيعته متغير، لذلك فالحذر ضروري حتى تنجي نفسك من مشاكل كثيرة.

ويتفق معها «العطار» حيث شدد على ضرورة عدم التسرع في الحكم على شخص ما بأنه صديق مخلص وتبدأ في التعامل معه على هذا الأساس، لأنك من الممكن أن تكتشف عكس ذلك فيما بعد.

وأشار إلى أن الصداقة تمر بعدة مراحل، هى: التعارف، الزمالة، علاقة أعمق من الزمالة، وأخيرا الصداقة بدرجاتها المختلفة، والصداقة الحقيقية تكون قائمة على الوفاء، و«الجدعنة» على حد تعبيره.

وقدم استشاري الطب النفسي بعض النصائح الأخرى، نوضحها فيما يلي:

- لا تعتبر أي شخص صديقك لمجرد أنك لاحظت فيه صفات حميدة، أو لأنه وقف بجانبك في موقف بسيط.

- تأكد من أن الشخص الذي تعتبره صديقك وتمنحه ثقتك يبادلك نفس الثقة أيضا، فمثلا لا تبوح له بأسرارك في الوقت الذي يحتفظ هو فيه بكل أسراره، فالصداقة الحقيقية تشترط الثقة المتبادلة.

- ضعه في اختبار: المواقف الصعبة هى التي تمكنك من التفريق بين الصداقة الحقيقية والمزيفة، لذلك حاول أن تضعه في مواقف واختبارات، حتى لو على سبيل التجربة، ثم لاحظ هل صداقتكما أصبحت أكثر قوة أم أصبحت هشة وسطحية؟

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب