رئيس التحرير أحمد متولي
 الفوضى والأهداف.. أساتذة إعلام يتحدثون عن مطالب بإلغاء كلياتهم

الفوضى والأهداف.. أساتذة إعلام يتحدثون عن مطالب بإلغاء كلياتهم

دشن عدد من خريجي كليات الإعلام بالجامعات حملة على موقع "فيس بوك" بعنوان «معا لإلغاء كليات الإعلام»، كنوع من الاحتجاج واستنكار كون أغلب العاملين في القنوات التلفزيونية وإذاعات الراديو، من مشاهير الفن والرياضة، وغيرهم من غير المتخصصين في مجال الإعلام.

«شبابيك» ناقش بعض أساتذة الإعلام، في موقف الخريجين ومدى جدوى دعواتهم، إلى جانب رأيهم في الوضع الحالي الذي يعيشه الإعلام المصري.

«نوفر حرقة الدم».. خريجو الإعلام يطالبون بإلغاء كليتهم

نوع من الاحتجاج

مدير مركز التدريب والتوثيق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الدكتور محمد المرسي، يقول إن دعوات إغلاق كليات وأقسام الإعلام، تأتي انطلاقا من أن المجال أصبح ساحة مستباحة للعمل بالواسطة والاعتماد على أسماء مشهورة غير مؤهلة ولا تنتمي للمهنة، مضيفا أن هذه الدعوات لا تهدف فعليا لإلغاء التخصص الأكاديمي لدراسة الإعلام، إنما هي نوع من الاحتجاج الصارخ على تدني أوضاع الإعلام في مصر والفوضى التي نعايشها علي شاشاته واستباحته لكل من لا مهنة له.

وأكد المرسي في تصريحات لـ«شبابيك» أن هناك عدد من الخريجين يمتلكون موهبة حقيقية وتأهيل علمي أكاديمي لسنوات تخللها تدريب عملي، ولا يجدون عملا وإن وجدوا يصبحون في معركة لإثبات أنفسهم مع العاملين في الوسط الإعلامي، مما يؤدي إلى مزيد من الإحباط لهذه الكفاءات التي تستطيع أن تغير إذا ما اتيحت لها الفرصة.

ويرفض مدير مركز التدريب والتوثيق بإعلام القاهرة، دعوات بعض الخريجي، قائلا: "ليس معني وجود فوضى إعلامية وعدم وجود ضوابط للعمل الإعلامي أن نلغي كليات الإعلام، فالعمل الإعلامي يقتضي مثل أي مهنة تأهيل علمي وعملي وهذا ما توفره الدراسة الاكاديمية، ويجب أن يكون ركيزة وجواز المرور للعمل فيما هو قادم".

ويرى محمد المرسي أن هناك عدد من الملاحظات يجب وضعها في عين الاعتبار، هي أن الاعتماد على ممثلين ومطربين وراقصات ولاعبي كرة مشهورين وغيرهم من الأسماء الرنانة الهدف منه هو الاستفادة من شهرتهم لكثافة مشاهدة أعلى، ومن ثم إعلانات أكبر بغض النظر عن محتوى الرسالة الإعلامية وبغض النظر عن المهنية والأخلاقيات.

وأكد المرسي، أنه لا مانع من الاعتماد على بعض الأسماء المشهورة والموهوبة ولكن قبل ظهورهم على الشاشة لا بد من الحصول علي تأهيل علمي لمدة لا تقل عن 6 شهور لمعرفة أساسيات العمل في مجال الإعلام ورسالته وتشريعاته ومهنية وأخلاقيات العمل وقيمة الكلمة وتأثيرها، مع الوضع في الاعتبار أن هذا استثناء والقاعدة تظل بالاعتماد على الكفاءات المؤهلة علميا وعمليا.

المجلس الأعلى للإعلام

وأشار مدير مركز التدريب والتوثيق بكلية الإعلام، إلى أنه من المنتظر تنظيم ساحة العمل الإعلامي إلى حد كبير مع وجود المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية ونقابة الإعلاميين، مؤكدا أن منظومة الإعلام المصري لن تتطورإلا بتنظيمها والاعتماد علي الكفاءات المؤهلة علميا وعمليا للعمل وأن يكون نصب عينيها، والمشاهد المصري وصالح الوطن والمواطن.

قضية عرض وطلب

على النقيض، الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلان كلية الإعلام جامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم يرى أن ما يقوم به خريجي الإعلام هو افتعال، لأن مشكلة القنوات تكمن في قضية الإعلانات والعرض والطلب الذي يكسب للبرامج شرعيته، موضحا أن هناك معايير آخري لابد أن تضع في عين الاعتبار من ضمنها المضمون.

وأضاف العالم في تصريحات لـ«شبابيك»: «عند إنتاج برنامج طبي من الأفضل الاستعانة بطبيب وتدريبه 6 شهور على قواعد الإعلام والممارسة، ففي بعض الحالات يفرض علينا المحتوى والمضمون الاستعانة بغير خريجي الإعلام».

وأكد الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلان، أن هناك بعض الأماكن التي تدرس الإعلام، ولكن لا تدرسه بشكل عملي صحيح، مضيفا أن مع وجود نقابة الإعلاميين سيتم تنظيم العملية بشكل أحسن، مناشدا الخريجين بالمكافحة والمثابرة لإثبات أنفسهم.

فرص العمل قليلة

وبدوره، قال الأستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة، الدكتور عثمان فكري، إن خريجي الإعلام على حق في دعواتهم بسبب قلة فرص العمل في مقابل الواسطة والمحسوبية، مضيفا أن هناك زاوية آخرى لا بد النظر إليها وهي عدم تراجع سوق الإعلام مع الأزمات التي نتجت في الفترة الأخيرة.

وأكد فكري لـ«شبابيك» أن سوق العمل ما زال قائم وهناك فرص عمل جديدة تخلق مع افتتاح عدد من القنوات الفضائية رغم الأزمات الاقتصادية التي نعايشها.

وأوضح أن هناك مشكلة كبيرة في الاعتماد على البرامج الترفيهية أكثر من السياسية في وجود شخصيات مشهورة لا تجيد الحوار والعمل الإعلامي في وجود إنتاج ضخم، على الرغم من أنه إذا اعتمدت بعض القنوات على وجه جديد شاب كفء من خريجي الإعلام يتقاضي أجر بسيط ولديه القدرة على جذب الانتباه والجمهور فهي المستفيدة.

ودعا فكري طلاب الإعلام لعدم فقد الأمل، والعمل على كسب مهارات جديدة واكتسابها من خلال الاحتكاك بسوق العمل، ومحاولة تعظيم الإيجابيات وخلق فرص لأنفسنا.

 

فادية إيهاب

فادية إيهاب

صحفية مصرية متخصصة في الشأن الطلابي، إلى جانب اهتمامها بالإخراج التلفزيوني والتصوير