رئيس التحرير أحمد متولي
 باعتراف رموزها الشباب.. حلم الثورة اختبأ في 6 أخطاء وهذه سبل العودة

باعتراف رموزها الشباب.. حلم الثورة اختبأ في 6 أخطاء وهذه سبل العودة

لا خلاف أن غالبية أهداف ثورة 25 يناير لم تتحقق، بالرغم من مرور 6 سنوات على اندلاعها؛ فما السبب في ذلك؟.. تصريحات ومراجعات عدة لشباب الثورة تنطوي على اعترافات مهمة، فيها ما يؤمنون به من أخطاء وقعت في الثورة أدت لعرقلة أهدافها، وتجمدها عند حد الإطاحة برئيس فقط.

في التقرير التالي يتحدث عدد من أبرز شباب الثورة -إعلاميا وميدانيا- عن عورات 25 يناير التي تتكشف لهم يوما بعد الآخر، وسبل تحقيق أهدافها حاضرا ومستقبلا.

استفتاء 19 مارس

تؤكد الناشطة إسراء عبد الفتاح، أن السبب الأساسي الذي حال دون تحقيق أهداف الثورة، هو الموافقة على إجراء استفتاء 19 مارس بشأن إجراء تعديلات على الدستور؛ وطبقا لحديث «إسراء» كان يُفترض وضع دستور جديد مباشرة يحمل مبادئ الثورة ويحقق أهدافها كما حدث بعد 30  يونيو.

المطالب الفئوية

«حين اندلعت كثير من المظاهرات الفئوية دون أهداف واضحة في الفترة التي أعقبت الإطاحة بنظام مبارك، ما أدى إلى انقسام الصفوف بدلا من حشدها لتحقيق أهداف الثورة».. كان ذلك وفق ما ترى إسراء عبد الفتاح، سببا في تراجع يناير وفشلها في تحقيق أهدافها.

إحنا في زمن المسخ.. 5 أفلام سينمائية مهدت لثورة يناير

وتتهم «إسراء» التي ساهمت في تأسيس حركة «6 أبريل»، النظام الذي تأسس بعد «30 يونيو»، بتبني حملات تشويه لثورة 25 يناير، ووصفها بـ«المؤامرة الممولة» لتخريب مصر؛ ليتحول الكفاح من تحقيق أهداف الثورة لمجرد الحفاظ على سمعتها.

غياب النضج

عضو حركة «الاشتراكيون الثوريون»، هشام فؤاد، يرى أن من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل ثورة يناير في تحقيق كثير من أهدافها «قلة الخبرة السياسية أو غياب النضح السياسي للثوار»، مشيرا إلى أن «القائمين على السلطة آنذاك استغلوا ذلك لصالحهم، بالتخلص من رأس النظام فقط، وتمكين نظام آخر من السلطة، لكنه يحمل نفس أفكاره».

نفس السبب، يراه عضو ما كان يسمى بـ«ائتلاف شباب الثورة»، شادي الغزالي حرب، الذي قال لـ«شبابيك» أن «الخطأ الذي وقع فيه الثوار وحال دون تحقيق أهداف الثورة هو عدم تمكنهم من الاتفاق على قيادة تتصدر المشهد بعد تنحي مبارك لتطالب بتحقيق ما قامت من أجله ثورة يناير وتتصدى للنظام الأمني والعسكري والتيارات الإسلامية التي نجحت في سرقتها».

صراعات القوى السياسية

القيادي بـ«الاشتراكيون الثوريون» هيثم محمدين، يرى أن «الانفصال بين مطالب ميدان التحرير والحركة العمالية التي نادى بها العمال، بالإضافة إلى أن القوى السياسية كانت مهتمة بالإصلاح السياسي»، كان من أبرز الأخطاء التي أدلت لفشل الثورة في تحقيق أهدافها.

كما أن «الثورة انجرفت بسبب الصراعات التي حدثت بين القوى السياسية بعيدة عن الأهداف التي طالب بها الشعب، كالصرعات على الهوية وشكل الدولة»، وفق «محمدين».

6 من شباب يناير «غير المؤدلج» يتحدثون عن الإحباط والأمل

الأحزاب الكرتونية

أستاذة العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر، الدكتورة هالة الهلالي، ترى أن الأحزاب التي شاركت في الثورة «كانت أحزاب كرتونية ليس لها أي دور»؛ لذلك لم تسعى بشكل جدي لتحقيق أهدافها بل سعت وراء مصالحها الخاصة.

واتفق مع ذلك، عضو حركة «الاشتراكيون الثوريون»، هشام محمد، الذي قال: «الخلافات تفاقمت بين الأحزاب السياسية خاصة بعد تنحي مبارك وحاول النظام تعميق هذه الخلافات، فبدلا من أن تتحد لتحقيق أهداف الثورة، تصارعت على السلطة، سواء الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أو الليبرالية».

كذلك يقول عضو ائتلاف شباب الثورة، شادي الغزالي حرب، إن «الأحزاب التي تأسست بعد اندلاع الثورة كانت أهم من تلك التي كانت موجودة قبلها؛ إلا أن الخطأ الذي وقعت فيه هو تشتتها وعدم سعيها إلى توحيد نفسها».

القيادي بـ«الاشتراكيون الثوريون»، هيثم محمدين، أيضا يرى أن «عدم وجود حزب سياسي ثوري، كان من أبرز الأسباب التي حالت دون تحقيق أهداف الثورة، بعد عزوف الأحزاب والحركات عن الميدان، وتزعم المجلس العسكري حينها للحياة السياسية مع بعض الأحزاب الإسلامية».

أهداف الثورة، «وفق محمدين» مازالت موجودة بسبب «الأوضاع التي تعيشها الآن، فهي تشبه عهد مبارك، حيث الظلم الاجتماعي والفقر».

الثورة المضادة

لم يغفل «الغزالي حرب» الإشارة إلى أن الثورة المضادة كانت سببا في فشل ثورة يناير. ويتهم مراقبون نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بتأجيج الثورة المضادة منذ تنحيه عن الحكم، ويقول  «حرب» بأن «نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي يمثل حالة تضاد لثورة يناير».

6 سنوات ليست كافية للحكم إذن

أستاذة العلوم السياسية، هالة الهلالي، أكدت في تصريحاتها لـ«شبابيك»: «أن مرور 6 سنوات على ثورة يناير ليست كافية للحكم على نجاحها أو فشلها في تحقيق أهدافها»، مشيرة إلى أن الثورة الفرنسية استغرقت من 10 إلى 15 سنة حتى تتمكن من تحقيق أهدافها التي اندلعت من أجلها».

رفض وقبول ثم رفض.. رصد لآراء مشاهير الإعلام في الثورة منذ انطلاقها

إذن، كيف تحقق الثورة أهدافها؟

يوضح ناشطون بعض الآليات والخطوات التي يجب اتخاذها لكي تتمكن الثورة من تحقيق أهدافها، وتتمثل فيما يلي:

الضغط الجماهيري

يرى نائب رئيس حزب مصر القوية لشئون الاتصال السياسي، محمد القصاص، صعوبة إيجاد حلول أو البحث عن الآليات التي تساعد في تحقيق مبادئ الثورة في الوقت الحالي لضعف القوى السياسية والشبابية نتيجة للتقييد العمل السياسي.

وأضاف: يمكن ممارسة نوع من الضغط الجماهيري عن طريق نواب البرلمان أو التظاهر السلمي، لكي تحقق السلطة مبادئ وأهداف الثورة.

يختلف القيادي بتيار الاشتراكيين الثوريين، هيثم محمدين مع سابقه، فيرى أن الضغط الشعبي لن يحقق أهداف الثورة بشكل كامل إلا أنه يمكن أن يساعد فقط في تقديم النظام لتنازلات تصب في مصلحة الثورة والشعب. فمثلا وقف الاخفاء القسري والاكتفاء بالاعتقال فقط تعتبر اصلاحات تصب في مصلحة الثورة إلا أنها في الوقت نفسه لا تحقق أهدافها بشكل كامل.

وتابع هيثم: «استجابة النظام للضغط الشعبي الذي يُطالب بتحقيق أهداف الثورة يعني أنه نظام ثوري وهذا على غير الواقع حاليا».

النضال في القضايا الصغيرة

لن تتحقق المكاسب الكبيرة أو الأهداف التي قامت من أجلها ثورة يناير إلا بنضال القوى السياسية والثورية في القضايا الآنية المرتبطة بالشعب المصري، مثل  الوقوف ضد «بيع جزيرتي تيران وصنافير» وفقا لما ذكره «محمدين»، فهو يرى أن «كسب هذه القضايا سيساعد على كسب ما هو أعلى فيما بعد ومن بينها مطالب الثورة».

 

إلغاء القوانين المعارضة للثورة

شدد محمد القصاص، على ضرورة إلغاء القوانين التي يراها تتعارض مع أهداف ومطالب ثورة يناير وعلى رأسها قانون التظاهر، مع ضرورة تعديل قانون الإرهاب الصادر في 2015 حتى لا يُتخذ ذريعة لتقييد الحريات.

ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التي جاءت على رأس مطالب ثورة 25 يناير، يطالب «القصاص» البرلمان بإعادة النظر في الكثير من القرارات والقوانين المتعلقة بالنواحي الاقتصادية، كتعويم الجنيه، ورفع الدعم عن الطاقة، فضلا عن قانون الجمعيات المدنية والأهلية الذي يعوق عملها.

تشكيل جبهة ثورية

نبّه هيثم محمدين إلى ضرورة تنظيم صفوف القوى السياسية وبالأخص القوى الثورية، لأنه في حالات التراجع والهزيمة يحدث تفكك للمجموعات ما يُضعف من قوتها في مواجهة الثورة المضادة، معتبرا ذلك يتحقق عن طريق بناء جبهة ثورية للقوى المعارضة تتفق على بعض النقاط التي تساعد على تحقيق أهداف الثورة أو حتى جزءا منها، لتبدأ في العمل عليها.

مقاومة الإحباط

حذر القيادي بتيار الاشتراكيين الثوريين من الاستسلام لحالة الإحباط أو اليأس التي يمر بها الكثيرون بسبب تقييد الحرية في التعبير عن الرأي أو التظاهر، وأكد أن أكبر خطر على الثورة هو أن يفقد الشعب الرغبة في التغيير.

التوعية السياسية

وأشار نائب رئيس حزب مصر القوية، إلى أن التوعية السياسية للمواطنين سواء عن طريق الندوات التي تنظمها الأحزاب والقوى السياسية أو الحملات الجماهيرية أو حتى الكتابات الصحفية التي تزيد من وعيهم بأفكار ومبادئ الثورة والتظاهر السلمي يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تحقيق أهداف الثورة.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب