رئيس التحرير أحمد متولي
 حكايات الأطفال من ميادين الثورة.. لعب مع الضبّاط وهروب من الدرس

حكايات الأطفال من ميادين الثورة.. لعب مع الضبّاط وهروب من الدرس

كان للأطفال حضور لافت في ميادين الثورة في يناير 2011، كغيرهم من جميع الفئات والأعمار المشاركين، كان الأطفال يحملون روح الفكاهة والبراءة للاعتصامات، تواصلنا من 4 طلاب كانوا في عمر الطفولة وقتها ليخبرونا ذكرياتهم ومشاعرهم مع ميادين الثورة.

أحمد مصطفى واللعب مع الضباط

أحمد مصطفى طالب في الصف الثالث الابتدائي، ذهب إلى ميدان التحرير مع شباب جمعية «رسالة»، لتوصيل الأدوية، والطعام للمتظاهرين، وكان الميدان  بالنسبة إليه ساحة لعب.

يتذكر أحمد وهو يحكي لشبابيك مساعدة المعتصمين بشاش القطن والأدوية المناسبة للجروح، ويتذكر أيضا مداعبة ضباط الجيش له ممن كانوا متواجدون بجوار المتحف المصري.

اقرأ أيضا ◄ حين انتقلت روح يناير للجامعات.. هذا ما استطاع الطلاب تغييره عقب الثورة

محمد جابر، هرب من الدرس وشارك

رفضت والدة محمد جابر «اسم مستعار» اشتراكه في المظاهرات، فهرب من الدرس، وتوجه إلى كفر الزيات، وشارك يوم 28 يناير بعد صلاة الجمعة ثم عاد سريعا للمنزل، حتى لا تشك والدته في الأمر.

وعاد للمشاركة في الليل، ويحكي أنه كان منبهرا من عدم خوف المصريين من أفراد الشرطة، يقول: «عمري ما هنسى الرجل الكبير اللي اضرب جنبي، وبصّلي وقالي متخافش، كمّل، متغلطوش غلطتنا».

لم ينس محمد هتافات المتظاهرين بقوة، واتحادهم ضد البلطجية الذين تسللوا إلى المظاهرات لضرب الشرطة، والجيش، ورغم أنه لم يكن يعلم معنى «ثورة»، إلا أنه كان شاهدا على الظلم الذي تعرض له عمّه، وتعذيب بعض الأشخاص من قريته دون سبب.

اقرأ أيضا◄ أحدهم في منزله والآخر مريض.. أين كان رؤساء الجامعات الحاليين وقت الثورة؟

​​​​​​​أحمد صلاح، فسحة قلبت جد

أحمد صلاح كان عمره 13 عام وقت الثورة، وذهب مع ابن عمه في يوم 28 يناير لمركز الزقازيق بالشرقية، ولم يكن يتوقع ما رآه، يقول :«انا كنت نازل اتفسح ومش في دماغي»، وبيكمل: «لقيت مظاهرات، وإصابات، وضرب نار، وكر وفر، وقتها حسيت بالخوف، وفي نفس الوقت قلت احنا لازم نغير الخطأ».

وفهم من رفيقه وقتها أن ما يحدث لتحسين مستقبله ومستقبل غيره من الشباب، وقتها قرر أن يشارك بكثافة، وتظاهر مرة أخرى يوم 6 فبراير، بعد انسحاب الشرطة، ويوم 11 فبراير،وحين عاد لمنزله سمعنا قرار تنحي مبارك.

يوسف، وتجربته مع غاز الدموع

رغم أن يوسف المنشاوي كان طالبا في الصف الثاني الإعدادي، إلا أنه كان يشعر بالظلم، وحرمان الشعب من حقوقه، وشارك في المظاهرات.

لا يستطيع المنشاوي «نسيان» قنابل الغاز الذي تعرض إليها لأول مره في حياته، يقول: «حينها شعرت بعدم القدرة على التنفس، وأنني سأفارق الحياة، ولكن صوت المتظاهرين وهم يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام، كان قادرا على إيقاظ همتي وإفاقتي».

يقول يوسف: «أنا مش عبيط، وكنت واعي لكل حاجة بتحصل، ونزلت شاركت عشان أعلن رفضي للظلم ده، دا كان كل تفكيري وقتها».

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل