رئيس التحرير أحمد متولي
 عشقوا صغارا.. هذه أجمل قصص حب الأطفال في الأدب

عشقوا صغارا.. هذه أجمل قصص حب الأطفال في الأدب

نادرًا ما تخلو رواية ما من علاقة حب بين بطلين فيها، فالواقع أن الحب والعشق والوله باختلاف مرادفاته هو الموضوع المحبب لأي كاتب، فنجده في الأشعار والأغاني والمسرحيات والسير الذاتية، حتى الأساطير والموروثات الشعبية لم تزهد فيه، ولذا عرفنا ثنائيات الحب في كل الثقافات، قيس وليلى.. روميو وجولييت.. والكثير مما لا يعد ولا يحصى.

والأطفال كان لهم نصيب من حكايا الحب الجذابة لكل الجمهور، فقلوب هؤلاء الصغار أبت ألا تنبض لحبيب صغير، بلا شهوات أو شبهات.. عاشوا أرقى مشاعر الحب في المدينة والقرية، عبر كل العصور وبمختلف أصقاع الأرض.. في هذا التقرير نصحبكم في جولة نرصد لكم فيها أجمل حكايات العشاق الصغار في أدبيات الشرق والغرب قديمها وحديثها.


بول و فرجيني (فرنسا 1789)


 

الحب العذري كما لم تره من قبل في قصة كلاسيكية بالغة العذوبة، بين النخيل والجداول وكل مظاهر الطبيعة، عاش الطفلان بول وفرجيني في كنف أم كل منهما فقط، حياة خشنة صعبة ملؤها الفقر والحاجة، لكن الحب والود وفطرة الخليقة في الغابة هونت كل هذا.

الرواية شهيرة جدًا في التراث الفرنسي، وتعد أيقونة عن حب الطفولة، وهي من تأليف برناردين دي سان بيير، وتحوي قيمًا أخلاقية عالية، كرجولة بول وحبه البريء لفرجيني التي صارت بدورها رمزًا للعفة والطهارة.

ومن حسن حظنا كقراء عرب أن القدير مصطفى لطفي المنفلوطي ترجم الرواية في غمرة اهتمامه بالأدب الفرنسي تحت اسم (الفضيلة)، فكانت تحفة قصصية ولغوية فريدة.

يمكنك تحميل الرواية المترجمة من هنا

مغامرات توم سوير.. (أمريكا 1876)


 

لعلها الرواية الأشهر عن حياة الأطفال بكل ما فيها من نوستالجيا، وكيف لا تكون وهي لأديب أمريكا الأظرف في تاريخها مارك توين، التي يسجل فيها ذكريات طفولته على ضفاف الميسيسبي في قرية أمريكية هادئة، حيث نرى «توم سوير»، الشيطان الصغير ومغامراته مع صديقه المتشرد «هك فين»، والأهم حبه لزميلته في الصف «بيكي تاتشر».

يسعى توم للفوز بحب «بيكي» بكل شكل، مستغلاً مهاراته كشقي مغامر، يتعرض لمصاعب أكبر من سنه حين يشهد جريمة قتل ويكون الشاهد الوحيد، ويصل حسه المغامر لدرجة الهرب من القرية مع «بيكي» لشعوره أن الناس تكرهه!

يمكنك تحميل الرواية مترجمة من هنا

وا إسلاماه.. (مصر 1945)


 

«محمود و جهاد» أو «قطز وجلنار» كانا المثل الأشهر في التاريخ العربي، قريبين من نسل الملوك أخنى عليهما الدهر ليباعوا في سوق الرقيق، ثم تفرقهما الأقدار ليلتقيا أخيرًا على أرض المحروسة، ويتزوج محمود ابن خالته جهاد التي أعانته في حربه ضد التتار حتى انتصر.

بغض النظر عن الدقة التاريخية، سطر المؤلف علي أحمد باكثير، تحفة جميلة عن الجهاد ومكافحة الاحتلال والسعي نحو الحرية، نعيش فيها فترة حرجة كاد التتار فيها يحرقون العالم بأكمله كما فعلوا في بغداد، لولا صبي صغير حلم بقتالهم ودرأ خطرهم عن المسلمين والعالم كله حين اشتد عوده.

يمكنك تحميل الرواية من هنا

رد قلبي مصر.. (1954)

«علي» ابن الجنايني وإنجي بنت افندينا، قصة حب طبقت شهرتها الأفاق، حيث تعتبر التأريخ الأدبي الأروع و الأقوى عن ثورة 1952 ضد الحكم الملكي، كتبها ضابط سلاح الفرسان يوسف السباعي، متأثرًا بتلك الحالة من اليقظة ومركزًا على الإيجابيات والمزايا.. حكى عن الحب الدفين الذي كتمه علي الطفل الفقير تجاه إنجي الهانم الصغيرة المرفهة.

«علي» الذي خشى أن ترى حبيبته رقعة بنطاله، وقاسى أبوه البستاني البسيط مرار الطبقية أمام الأمير الإقطاعي وصلفه، ها هو يصير ضابطًا مع أصحاب الثورة، ويأتي وقت مصادرة أموال الأمير كلها كأي لص نال ما لا يستحقه، آن لحب الطفولة البريء الآن أن ينتصر مع الشعب كله.

يمكنك تحميل الرواية من الرابطين أدناه

الجزء الأول

الجزء الثاني

هيبتا.. (مصر 2014)


- أنا بحبك وعاوز أتجوزك !

قالها الصغير ذو السنوات السبع لجارته التي تماثله عمرًا، في قصته الغنية عن التعريف خاصة بعد تحويلها لفيلم سينمائي ناجح، يرينا محمد صادق نموذجًا واضحًا لعشق الصغر، فالحبيب يغار على حبيبته من الأولاد الآخرين ويصارحها بحبه ورغبته في الاقتران بها، هي سذاجة الطفولة المحببة اللطيفة.

الرواية تسعى لفلسفة أية علاقة حب وتحديدها في سبعة مراحل ثابتة مهما كان عمر وظروف الحبيبين.. وصلت الفكرة للقراء وتقبلوها بترحاب، حتى نالت الرواية الاستحسان وحققت نجاحًا تجاريًا باهرًا؛ هي وجبة لذيذة عن أحوال الحب والمحبين.
 

ريم.. (مصر 2017)


 

رواية قصيرة لليافعين تنتمي لعالم الفانتازيا والسحر، نتلقى فيها ريم الفتاة الرقيقة التي تخفي سرًا كبيرًا بخصوص جدتها غريبة الأطوار، في منزلها المخيف ومع قطها.. تبدو «ريم» لنا رمزًا للطفولة بكل جمالها وطيبتها، هكذا قصد المؤلف أحمد صلاح المهدي، بلغته السلسة أن يعبر عن بطلته.

تقابل «ريم» حبيبها الصغير أسامة حين تهرب من جدتها، وتبدأ صداقة معطرة بالحب تدفع أسامة للسعي نحوها مما يوقع كليهما في المشاكل، فتبدأ مغامرة قوامها الحب ومد يد العون للصديق والحبيب.

امرأة بطعم التوت.. (مصر 2017)


 

- الحب حرام !

- الحب حياة عليكِ اللعنة!

في عمل الكاتبة حلا المطري، الثالث، نرى عرضًا جديدًا لحب الطفولة حيث تصحبنا نظرة الدين وأحكامه هذه المرة، نعيش مع حب صغيرين بريئين في المدرسة على مرأى من الأهل المتزمتين، فالأم تؤنب طفلتها وتنهاها عن مجرد الحديث مع الصبيان، كما ألبستها الحجاب قسرًا دون أي رقة ورحمة في التعامل.

القصة تناقش مساوئ التربية على أساس القهر و التعسف، مما قد يؤدي لنتيجة عكسية تمامًا، و في الآن ذاته تفضح الرجال الذين هم فقط محض (ذكور) و لا يهمهم في الفتاة سوى جسدها، وكيف أن الحب هو المخرج من كل بلايا الدنيا وأنه فعلاً حياة وليس حرامًا!
 

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة