رئيس التحرير أحمد متولي
 عن مؤلفي المسرحيات التي أمتعتنا

عن مؤلفي المسرحيات التي أمتعتنا

كتبت- شيماء مصطفى:

«كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية».. هل تعرف المسرحية التي وردت فيها هذه الجملة؟ قد يكون إجابة هذا السؤال «سهلة»، ولكن ماذا لو سألناك عن مؤلفها؟

ماذا لو سألناك على كتاب أشهر المسرحيات المصرية مثل «العيال كبرت» و«مدرسة المشاغبين»؟.. هل تعرف أن عدد من هؤلاء الكتاب الذين أمتعونا بأعمالهم تشابهت حياتهم مع ما كتبوه؟ هل تعرف أن أحدهم أيد التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

فى التقرير التالي نستعرض أشهر المسرحيات المصرية التي لا تزال خالدة في قلوب المشاهدين بحواراتها وأفيهاتها التي أصبحت كلاما يستخدمه المصريون في حواراتهم اليومية، وأبرز المعلومات عن حياة من ألفوها وكتبوها.

العيال كبرت

مسرحية «العيال كبرت»، من المسرحيات المضحكة التى لا يمل الجمهور من مشاهدتها، وكان أول عرض لها عام 1979، وهي بطولة: حسن مصطفى، وكريمة مختار، وأحمد زكي، وسعيد صالح، ويونس شلبي، وتأليف بهجت قمر وسمير خفاجي، وإخراج سمير العصفوري.

تدور أحداثها حينما يكتشف «كمال» عن طريق الصدفة رسالة غرامية في حقيبة والده «رمضان السكري»، ويعلم فيها عن نيته الزواج بامرأة أخرى غير والدته، فيقرر هو وأخوته الاجتماع للبحث في الأسباب التي دعت والدهم إلى ذلك وإبعاده عن هذه الفكرة بطرق مضحكة دون مواجهته بالحقيقة وعلم والدتهم.

بهجت قمر ولد في 27 يوليو 1937، وعمل في التأليف والتمثيل والإنتاج، وكتب عددًا من المسرحيات الخالدة في تاريخ المسرح المصري أبرزها «ريا وسكينة»، و«علشان خاطر عيونك»، و«شارع محمد علي».

وكان لبهجت قمر حبكة درامية في مسرحيته «العيال كبرت» تظهر عدم الاستقرار النفسي للأولاد حال تفكير الأب أو الأم في الطلاق، والزواج من آخر، وهذا ما حدث في حياته الحقيقية، حيث انفصل عن زوجته، التى تزوجت من رجل آخر، مما تسبب في أزمة شديدة لابنهما الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر.

وكان أيمن قمر قال في لقاء تليفزيوني «بعد وفاة والدي انتقلت لمنزل والدتي وزوجها ثم تركتها وذهبت إلى منزل آخر، وبعد طلاق والدتي من زوجها انتقلت إلى منزل آخر، وتنقلى أكثر من مرة كان سببا في عدم استقراري نفسيًا، وقررت أتمرد على والدتي، وكان سبب مقاطعتها لي حيث قررت أن أعيش بمفردي وذهبت للعيش في بيت والدي من جديد».


مدرسة المشاغبين

مسرحية «مدرسة المشاغبين» من أشهر المسرحيات في تاريخ المسرح المصري، كما أنها أثارت جدلًا كبيرًا منذ عرضها بعد حرب 1973، نظرًا لإتهام البعض بأنها سبب في هدم منظومة الأخلاق بالمدارس وفقدان المعلم الهيبة بين تلاميذه.

كتب المسرحية علي سالم، وأخرجها جلال الشرقاوي، وشارك في بطولتها عادل إمام، وسعيد صالح، ويونس شلبي، وهادي الجيار، وأحمد زكي، وحسن مصطفى، وسهير البابلي.

عُرف عن على سالم كاتب المسرحية أنه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه. ولد عام 1936 لأسرة فقيرة تضم 10 أفراد، لكنه كان مثقفًا ورسامًا موهوبًا، واضطر إلى العمل مبكرًا ككمساري، وسائق طفطف، وترك التعليم فترة بعد رحيل والده لإعانة أسرته، لأنه كان المسؤول الأول عنها.

 لكنه عاد بعد ذلك ودرس الأدب الإنجليزي وتخرج في الجامعة الأمريكية، لذلك مكنته حياته الصعبة من الاحتكاك بالطبقات الفقيرة، حيث رأينا أن شخصية «أحمد الشاعر» التي أداها الفنان أحمد زكي في «مدرسة المشاغبين» جزءًا لا يتجزأ من حياته، فهو طالب فقير هاديء مثقف يكتب الأشعار ويبيعها ليتقاضى أجرا يعين أسرته بعد وفاة والده.

ومن المفارقات أن «سالم» الذي كتب مسرحية بعنوان «أغنية على الممر» يروي فيها بطولات الجنود المصريين على الجبهة في أثناء الحرب ضد إسرائيل، هو ذاته الذي سافر إلى تل أبيب وأيد التطبيع مع إسرائيل، ولم يتنازل عن موقفه رغم الهجوم عنه وشطب اسمه من جمعية الأدباء المصريين إلا أنه لم يتم لأسباب قضائية.

سك على بناتك

«كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية»، «وفجأة راح ماسك أيدي.. قال أيه بيعديني»، هذه الأفيهات الأشهر في تاريخ المسرح، حيث تعد مسرحية «سك على بناتك» من المسرحيات التي لها علامة مميزة في عقل المشاهدين بردود الأفعال المضحكة من أبطال العمل.

المسرحية بطولة وإخراج فؤاد المهندس، ويشاركه البطولة شويكار، وشريهان، وأحمد راتب، وسناء يونس، وتأليف لينين الرملي، وأول عرض لها كان عام 1980.

تدور أحداث المسرحية حول الأب الذي ماتت زوجته وتركته يربي بناته الثلاثة، لكنه يسعى أخيرًا بعد أن تكبر بناته إلى الزواج بـ«عصمت» لتحدث العديد من المفارقات التي يكتشف من خلالها أن عملية تربية البنات ينبغى أن يكتنفها إعطاء جزء من حريتهن.

لينين الرملي من المؤلفين الذين أمتعونا بأعمالهم، فاسمه بالكامل لينين فتحي عبد الله فكري الرملي ولد في 18 أغسطس 1945 بالقاهرة، وكون ثنائياً فنياً مع الممثل محمد صبحي في العديد من أبرز مسرحياته مثل «الهمجي»، و«أنت حر»، و«تخاريف»، و«جهة نظر».

ودائمًا ما نجد أن مسرحياته تعبر عن رؤيته في الحياة التي تنظر للأفكار القديمة وتعاديها وتثور عليها، وتحرص على التغيير وهذا ما شاهدناه في مسرحية «سك على بناتك»، وكيف يربي المجتمع بناته ويعطيهم مع ذلك قدرا من الحرية ليتمنكوا من خوض الحياة وعثراتها.

المتزوجون

مسرحية «المتزوجون» من المسرحيات المتميزة، بطولة سمير غانم، وجورج سيدهم، وشيرين، وإخراج حسن عبد السلام، وكان أول عرض لها عام 1981.

تدور أحداثها حول مشكلة المتزوجين في مصر، والمشاكل التي تواجههم نظرًا للفوارق الطبقية والاقتصادية.

كتبها المؤلف والسيناريست فيصل ندا، الذي ولد بحي عابدين في عام 1940، وتخرج في كلية التجارة قسم المحاسبة، وكان عضوًا في فريق التمثيل بكلية التجارة قسم المحاسبة، وعقب تخرجه التحق بوزارة المالية إلا أنها لم تُرض طموحه نظرًا لحبه للتمثيل والتأليف، حتى يؤلف مسلسل «هارب من الأيام» الذي تمكن من خلاله إنشاء أسس وقواعد كتابة المسلسل التليفزيوني.

من أبرز أعماله السينمائية: فيلم «الوفاء العظيم»، و«دسوقي أفندي في المصيف»، و«قضية سميحة بدران»، و«المعلمة سماح»، ومن المسلسلات «صيف ساخن جدًا»، و«أهلًا بالسكان»، و«كسبنا القضية»، و«أزواج في ورطة».

الواد سيد الشغال

«التيتا في النانا.. والنانا في التيتا وبابا أوبح أه بابا أوبح» جملة شهيرة قالها الزعيم عادل إمام في مسرحيته «الواد سيد الشغال» التي شارك في بطولتها معه: عمر الحريري، مصطفى متولي، مشيرة إسماعيل، ورجاء الجداوي، وأخرجها حسين كمال.

مؤلفها هو سمير عبد العظيم، الذي ولد في عام 1942، وشق طريقه الفني من خلال إخراج العديد من المسلسلات في الإذاعة المصرية التي تحولت بعدها إلى أفلام سينمائية مثل «الشك يا حبيبي»، و«على باب الوزير»، وشغل بعدها عدة مناصب كان آخرها نائب رئيس الإذاعة.

 كل هذا إلى جانب إبداعه في العديد من الأعمال التي أثرت السينما المصرية مثل: «أفواه وأرانب»، و«"شعبان تحت الصفر»، و«رجب فوق صفيح ساخن»، وإلى جانب كونه مخرجاً ماهرًا كان أيضا كاتباً موهوباً، حيث دائما ما كان يتناول في كتاباته طبقات وفئات المجتمع جميعاً، ورصده للتغيرات الاجتماعية الناتجة عن الانفتاح، وقد كانت آخر أفلامه «أبو الدهب» للنجم الأسمر أحمد زكي، وبعدها تعرض لنوبة قلبية وتوفي على إثرها في عام 2001.


الزعيم

تدور أحداث المسرحية حول «زينهم» الرجل البسيط الذي لا يستطيع أن يصمد في أي عمل لفترة نتيجة للتشابه الذي بينه وبين زعيم دولته الديكتاتور، ليأتي اليوم الذي يستيقظ فيه من نومه ليجد نفسه على فراش غير الفراش، ومهنة غير المهنة، ويتحول الكومبارس إلى زعيم لدولته بسبب التشابه العجيب بين زعيم راحل خاف رجاله من بطش الشعب فوضعوا الكومبارس ليحل محله وليحكموا البلاد من خلاله.

المسرحية بطولة عادل إمام، وأحمد راتب، ورجاء الجداوي، ويوسف داود، ومصطفى متولي، وتأليف فاروق صبري، وإخراج شريف عرفة.

يعد الكاتب والمنتج فاروق صبري من أبرز صناع السينما فى مصر حيث إنه يعمل بالمجال منذ منتصف الستينيات وكتب العديد من الأفلام السينمائية من أبرزها «البعض يذهب إلى المأذون مرتين»، و«خلي بالك من جيرانك»، و«أحنا بتوع الأتوبيس»، و«اقتل مراتي ولك تحياتي»، كما تولى رئاسة غرفة صناعة السينما.

إنها حقًا عائلة محترمة

تدور أحداث القصة حول «أبو الفضل» الأب المتفاني في تربية أبناءه، ويسخر كل حياته وقوته من أجل تحقيق ذلك الهدف خاصة بعد وفاة والدتهم، ولكن تتغير حياته بعد تعرفه على «أوسة» الراقصة، التى يقع في غرامها ويتزوجها.

المسرحية من تأليف سمير خفاجي، وإخراج سمير العصفوري، وبطولة فؤاد المهندس، وشويكار، وأمينة رزق، وعبد الله فرغلي، ومحمود الجندي.

ولد المؤلف سمير خفاجي في 13 أغسطس 1930، وأسس فرقة «ساعة لقلبك» التي خرجت جيل كبير من الفنانين، بعدها كوّن فرقة «الفنانين المتحدين» التي ساهمت في ظهور العديد من الفنانين مثل عادل إمام، وسعيد صالح، ويونس شلبي، وأحمد زكي.

كثيرون لا يعلمون أن المنتج والمؤلف سمير خفاجي لم يتزوج أبدًا لأنه أراد أن يتفرغ لمسيرته الفنية، ولذلك كان يريد أن يقف بجانبه بعد أن اشتدّ عليه المرض الفنانين الذين ساهم في ظهورهم، ولكنه صرح من قبل للصحافة أنهم تجاهلوه ولم يسألوا عليه.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر