رئيس التحرير أحمد متولي
 هتولدي طبيعي ولا قيصري؟.. اعرفي الفرق من هنا

هتولدي طبيعي ولا قيصري؟.. اعرفي الفرق من هنا

«أولد طبيعي ولا قيصري؟»، «أيه أسهل؟»، «طب أنا مش عايزة أولد»، ألم الولادة بعبع يخيف الحوامل حاليا، وبالتالي يبحثن عن أسهل طريقة تجنبهم الألم، ويلجأن للقيصرية، ويفاجأن أن ألمها صعب للغاية.

في هذا التقرير من «شبابيك» مقارنة بين الولادة الطبيعية والقيصرية، وتفاصيل كل منهما والاختلافات، ولماذا بعض الحوامل يفضلن واحدة على الأخرى، ولكن في البداية نعرض لكم تجارب بعض السيدات:

«مش خايفة خالص زي ما بيقولوا»، هكذا تقول ضحى جمال (اسم مستعار)، 20 سنة، طالبة، وتوضح «أنا كنت ناوية أولد طبيعي، بس حصلي مشكلة، وولدت قيصري، ومحستش بأي حاجة خالص، وفوقت ولقتهم بيوروني البنت، بس كنت عاوزة مسكن عشان كنت خايفة البينج يروح واحس بألم، وكام يوم بقيت عايشة على المسكن والحمد لله عدت كل المخاوف، بس أحيانا مكان الجرح بيوجعني جدا وبيشد عليا».

لكن أميرة أحمد، 30 سنة، ربة منزل، ولدت طبيعي، وتقول: «أنا ولدت الصبح، وبالليل كنت بغسل المواعين». تحكي «أميرة» عن تجربتها مع الولادة، وتقول: «المفروض كان معاد ولادتي الساعه 2 الضهر، بس معرفش أيه اللي حصل وولدت قبل المعاد، ومكنش معايا دكتور ولا مسكن ولا أي حاجة».

وتقول: «شوفت الموت بعنيا بجد، أصعب حاجة في الدنيا، بس مجرد ما ولدت وفوقت، روحت البيت، وكنت مع ماما لوحدي، لأن جوزي كان مسافر، وقمت حضرت أكل ليا وكلت، وكمان غسلت المواعين، ومكنتش حاسة غير بإرهاق، ودوخة بس».

سارة جمال، موديل، تقول، إنها «خدت الوجعين»، وتوضح: «جالى آلام طبيعي وفجأة مع إنى من الأول مقررة أولد قيصرى لخوفي من الطبيعي، وقعدت طول النهار بيجيلي طلق، وفي الآخر الرحم مفتحش وولدت قيصري، ووجع الجراحة صعب، خصوصا في الرضاعة، والحركة.. من أسبوع لأسبوعين عشان تقدر تقف على رجلها».
الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية:

الميعاد


 

الولادة القيصرية «عملية»، يتم تحديد ميعاد محدد لإخراج الجنين، عكس الولادة الطبيعية، التي تسلتزم حدوث المخاض لحدوث الولادة.

وهذا يفسر لجوء السيدات للولادة القيصرية، وذلك بسبب تعجلهم للولادة، أو عدم رغبة الطبيب الانتظار إلى 12 ساعة بجوار المريضة لتلد طبيعي، وفقا لاستشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور أحمد مرزوق.

الجرح


هناك اعتقاد بأن الطبيعي لا يحدث جرحا لأن الولادة الطبيعية تكون بتمدد عضلات المهبل حتى يمر الجنين ثم تعود لوضعها الطبيعي، ولكن «مرزوق» يوضح أن التدخل الجراحي ضروري، لاستخراج الجنين بصورة صحيحة.

ويوضح أستاذ النساء والتوليد الدكتور حسن جعفر، أن الجرح في الولادة الطبيعية يكون سطحيا، لايتجاوز 5 سم، في المهبل، أما في الولادة القيصرية، لا يتجاوز 8 سم، ولكن يكون الجرح أعمق لأنها تكون نتيجة لفتح طبقات البطن، وعضلاتها.

«مرزوق» يقول إن «مشرط الطبيب قد يؤذي الرحم أو الجنين»، ولكن يؤكد أن الأمر يعود إلى مهارة الطبيب وخبرته.

الآثار الجانبية

الولادة الطبيعية المتكررة لأكثر من 3 مرات، قد تؤدي إلى اتساع فتحة المهبل، وبالتالي قد تؤثر على العلاقة الزوجية.

ويرى «مرزوق» أن نسبة بسيطة من السيدات معرضة للإصابة باتساع المهبل، وفي تلك الحالة يتم إجراء عملية «التصليح المهبلي»، عند الحاجة، وهي آمنة تماما.

أما الولادة القيصرية المتكررة لأكثر من 3 مرات، تؤدي إلى ترهلات في البطن، واحتمالية حدوث ألم في الحوض، وفقا لحسن جعفر.

الفرق بين الولادتين

بين الولادة القيصرية والأخرى، ينصح «مرزوق»، بوجود فرق عامين على الأقل، أما الطبيعية فلا شرط لها.

شكل البطن


 

بعد الولادة الطبيعية تعود البطن إلى طبيعتها بشكل أسرع من الولادة القيصرية، لأن في الأخيرة، يتم إزاحة عضلات البطن لإخراج الجنين، ثم إعادتها مرة أخرى، مما يجعلها تأخذ فترة  تتراوح مابين «6 : 8» شهور.

وهنا يشير «مرزوق»، إلى اتجاه بعض الأطباء إلى عمل ربط لعضلات البطن أثناء العملية، تلك العمليات نسبة نجاحها قليل جدا، لذا يرى الأفضل هو انتظار عضلات البطن تعود لوضعها الطبيعي.

استشاري النساء والتوليد، الدكتور عز الدين عزام، ينصح بممارسة التمارين الرياضية البسيطة التي تشد البطن، كالنوم على الظهر، ورفع الساقين إلى الأمام، والأعلى، بعد مرور أسبوع من الولادة، سواء الطبيعية أو القيصرية.

ويوصي «عزام»، بأهمية ممارسة المرأة للرياضة قبل الولادة، لتسهيلها، ولتخفيف آلامها، على أن تبدأ بممارسة الرياضة من الشهر التاسع.

الأسباب

أحمد مرزوق يوضح أن الولادة القيصرية حالة خاصة، يتم اللجوء إليها في حال معاناة الأم بعض المشاكل الصحية، كتسمم الحمل وسكر الحمل، وجود ورم ليفي في عنق الرحم، مشاكل في الحوض. وأيضا هناك مشاكل متعلقة بالجنين، ومنها زيادة وزن الجنين عن الحوض، أو انعكاس وضعه أي «نازل بالمقعدة أو بالعرض». في حالات متعلقة بالمشيمة،  كالمتقدمة وانفصال المشيمة وحالات المشيمة الملتصقة.

أما أثر جرح الولادة القيصرية، فيعود إلى عدة عوامل، منها المرأة وطبيعة جسمها، وأيضا الطبيب ونوع الخيط المستخدم، وشكل الخياطة.

أما بالنسبة للعلامة التي تتركها القيصرية، فيوضح جراح التجميل الدكتور سامح الشريفي، أن تلك العلامة يتم التخلص منها بواسطة بعض العمليات التجميلية كالليزر، والصنفرة، وغيرها، ولكن لا يختفي الأثر بنسبة 100%، ولكن يتحسن بشكل كبير، ويوضح أنه لايكون ظاهرا بشكل منفر، ولا يزعج الزوج.


الغذاء

في حالة الولادة القيصرية، لا يجب على الزوجة تناول أي طعام قبل مرور 4 ساعات، على أن تكتفي فقط بالمشروبات التي تدر اللبن، أما الطبيعية فلا يوجد مشكلة في تناول الطعام بعد الولادة مباشرة.


فترة الراحة اللازمة

فترة الراحة تختلف بين حالة وأخرى، ولكن على الأقل أن تكون فترة الراحة أسبوعا، حتى يعود الرحم لوضعه.

هل لنوع الولادة تأثير على صحة الجنين؟

الولادة الطبيعية تتم بعد نهاية شهور الحمل، واكتمال نمو الجنين داخل الرحم، خاصة أن الولادة الطبيعية تتم على 4 مراحل، أما الأولى فتبدأ بألام المخاض، وتأخذ يوم أو 12 ساعة، والثانية فتكون بفتح عنق الرحم وكل سنتيمتر يستغرق ساعة، ويفتح حتى 10 سم، والثالثة تكون بنزول الجنين، وأخيرا نزول المشيمة، ويوضح «عزام»، أن تلك المراحل، والطلق، ونزول المياه، تهيأ الجنين نفسيا أنه سيفارق رحم أمه وينطلق للحياة.

ولكن القيصرية، يتم تحديد ميعاد للولادة، وفتح و«خطف» الجنين دون تهيأته، وهذا ما جعل بعض الأطباء يلجأون إلى الطلق الصناعي لتهيئة الطفل.

«عزام»، يوضح أن استعجال الأم أو الزوج أو حتى الطبيب لإجراء القيصرية قبل اكتمال نمو الجنين، يؤدي إلى ولادته غير مكتمل النمو، ويوضع في حضانة، وقد يعاني من نقص في الاكسجين، لذا يشدد على أهمية اكتمال نمو الطفل قبل إجراء العملية.

أما بخصوص تأثير الولادة الطبيعية والقيصرية على صحة الطفل فلا تؤثر إلا عند عدم اكتمال نموه فقط.

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل