رئيس التحرير أحمد متولي
 شد الفيشة.. متخليش الشغل ياخدك من أهلك وصحابك

شد الفيشة.. متخليش الشغل ياخدك من أهلك وصحابك

تقول تسنيم محمد إن العمل يأخذ أغلب وقتها، ولا يترك لها أي مجال للتواصل مع أصدقائها، وأهلها بصورة سليمة، وربما تبالغ حين تقول: «أنا هموت على الكيبورد»، لكن هذا الأمر يحدث مع نسبة كبيرة من المشتغلين.

في هذا التقرير يسلط «شبابيك» الضوء على تجارب الشباب والبنات مع العمل وكيف يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية، وأيضا سبل تحقيق التوازن بين العمل والعلاقات.


تجارب الشباب والبنات

  

via GIPHY

تقول «تسنيم»: «تقريبا أنا مبقتش أكلم حد من صحابي خالص، لدرجة أنهم بعدوا عني، وبقوا يخرجوا سوا، من غير حتى ما يعرفوني، بقيت أشيل هم ارد على حد فيهم عشان ميفضلوش يلوموني، أما أهلي فتقريبا مش بتعامل مع حد غير ماما، اللي كل شويه تتخانق معايا وتقولي سيبي الشغل اللي هيقضي عليكي ده، أما بابا واخواتي فبشوفهم صدفة في البيت لو صاحية».

«أنا خلاص هنتحر»، هكذا بدأت هاجر محمد حديثها، والتي لا يختلف حالها عن حال «تسنيم»، وتقول: «أنا تقريبا شغالة 24 ساعة في اليوم، حتى لما بنام بحلم بالشغل، واصحى على الشعل، معنديش وقت أكلم حد أصلا، ولا حتى أسال على حد، حتى ماما اللي قاعدة معايا في البيت».

أحمد بدران، صحفي مغترب من الصعيد، يقول: «أنا حتى تلفوني مبقتش أبص فيه، وممكن أقعد يومين من غير ما أكلم والدتي أو والدي، ده غير إني مبقاش عندي وقت اسأل ولا أسلم على صحابي، ولما بروح ببقى عاوز أنام، ويوم الأجازة بقضيه غسيل وتنضيف، أنام وأتفرج على التلفزيون عشان أفصل».


التأثير النفسي

via GIPHY


أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتور عادل مدني يقول عن الشباب المنهمكين للغاية في عملهم إنهم: «هيخسروا الاتنين».
ويوضح ذلك بأن الصحة النفسية في الأساس قائمة على القدرة على الحب الاجتماعي والعمل، فإن أخفق في إحداهما سيخفق في الأخرى، ويفقد التوازن النفسي الذي يحققه له العلاقات الاجتماعية، وبالتالي يفقد قدرته الانتاجية في العمل.

تجارب ناجحة


«لا لا انتم مأفورين»، هكذا عبر محمود إبراهيم، صحفي مغترب، عن اختلافه مع الآخرين، يقول «أنا شغال في مكانين، وبدي كورسات تحرير صحفي يومين في الأسبوع، وعندي وقت أكلم أهلي يوميا، واقعد مع صحابي، واسأل عليهم».

يوضح «محمود»: «ببساطة أنا منظم نفسي، أول ما أصحى من النوم اكلم أهلي اسأل عليهم، وفي الطريق بصبح على صحابي، أحيانا برسالة، وأحيانا ببوست على حسب الوقت، وبعد ما أخلص شغلي، بروح أنام، وأنزل اقعد مع صحابي ساعة على القهوة، ويوم الأجازة بسافر واقضيه مع أهلي، وبفصل النت خالص عشان محدش يفصلني عنهم».

ولتحقيق التوازن الذي حققه «محمود»  قدم خبير تطوير الذات وتنمية المهارات، الدكتور حسن سليمان روشتة تساعدك على تحقيقه، وفيها:
- ضع نفسك مكانهم وفكر ما الذي تحتاجه منهم؟

- فاجئهم باتصال، وكأن تقول «ألو أخبارك إيه .. واحشني جدا»، بحيث تقطع عندهم أي باب للوم والعتاب.

- «شد الفيشة»، أي افصل نفسك قليلا عن العمل، واجلس مع أسرتك في البيت وشاركهم في حديث، أو مشاهدة التليفزيون، ساعة واحدة في اليوم، أو يوم كل أسبوع.

- حدد يوم ثابت مع أصدقائك تجتمعون فيه، بعيدا عن العمل، والحديث عن العمل.

- لا تنس دور مواقع التواصل الاجتماعي، وقم بتجميع أهلك وأصدقائك بصورة قديمة لكم عن طريق «تاج» على فيسبوك، أو شات جماعي حتى وإن كان على الواتس آب، وإرسال رسالة بشكل دوري، أو جروب ونشر بوستات وأبرز المواقف التي تتعرض لها، فهذا بدوره يجعلكم متواجدين دائما معا.

- انتظر يوم تجمع أهلك، واذهب إليهم بهدية، ولتكن بداية لعلاقة جديدة معهم.

- كن مدركا أن كل هذه التفاعلات، ستجدد طاقتك العاطفية، وتجعلك قادرا على الإنتاج بصورة جيدة، أما الاكتئاب والقلق والتوتر وغيرها من المشاكل النفسية التي تعيشها ستجدها تتلاشى بالتدريج، وتجد نفسك متحمسا للعمل، والإبداع فيه، حتى ينتهى وأنت راضِِ عن ذاتك، لتلتقي مع أصدقائك وترفه عن ذاتك.

حسن سليمان يؤكد لك أن النجاح في العلاقات الاجتماعية يشكل 85% من النجاح الوظيفي.

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل