رئيس التحرير أحمد متولي
 قصة إنشاء جامعة عين شمس.. حين انحنى طه حسين أمام غضب الطلاب

قصة إنشاء جامعة عين شمس.. حين انحنى طه حسين أمام غضب الطلاب

في عام 1950 زاد الإقبال على التعليم الجامعي عقب تضخم أعداد خريجي المدارس الثانوية بعد الحرب العالمية الثانية، عاصَرَ ذلك زيادة في سكان القاهرة والمحافظات القريبة منها، ولم تكن جامعة القاهرة قادرة على استيعاب المتقدمين إليها في هذه الآونة في ظل كثافة حاملي الشهادات الثانوية.

البداية مع المعاهد العليا

بعد ذلك بحثت وزارة المعارف عن كيان بديل لاستيعاب الطلاب، فكانت جامعة عين شمس، التي انطلقت في ذلك الوقت تحت مسمى جامعة «إبراهيم باشا الكبير» والتي كانت في بدايتها مُشكّلة من عددٍ من المعاهد العليا الواقعة تحت إشراف وزارة المعارف حينها.

ثلاثة معاهد، هم «المعهد العالي للهندسة بالعباسية، والمعهد الزراعي العالي بشبين الكوم، والمعهد العالي للعلوم المالية والتجارية»، كانوا نواة لإنتاج جامعة، فإنشاء هذه المعاهد كان يهدف في المقام الأول إلى توفير فرصة للدراسات العلمية المهنية.

تعرف على «أولياء الله الصالحين» بجامعة عين شمس

لم تكن ظروف الإنشاء ممهدة لوجودها ولم تكفلها الدولة بما يُعين على رعايتها، ولم تُقر ميزانية ثابتة قبل ثلاثة أعوام من إنشائها، وفي عام 1954 تغيّر اسم الجامعة إلى «هليوبلس»، بعد أن صدر اقتراح بتسمية الجامعات المصرية من وحي جذور ومعالم تاريخية، وبعد ذلك وفي نفس العام تغيّر اسمها إلى الاسم الحالي «عين شمس».

وعين شمس، هي الترجمة العربية لكلمة «هليوبلس» أو «أون»، التي كانت إحدى أقدم الجامعات في التاريخ وكان إمحوتب من أشهر المعلمين بها، ونالت نصيبًا كبيرًا من الشهرة الواسعة، وتخصصت في علوم الطلب والفلك والهندسة.

تكونت الجامعة في بادئ الأمر من ثماني كليات، الآداب والعلوم والهندسة والزراعة والتجارة والحقوق والطب بالإضافة إلى معهد التربية المستقل للبنين ومثله للبنات، وفي عام 1969انضمت كلية التربية إلى قائمة كليات الجامعة، وفي عام 1973 كانت كلية الألسن هي الكلية العاشرة بجامعة عين شمس.

كل هؤلاء تخرجوا من جامعة عين شمس

الغضب الطلابي يحرّك الوزير طه حسين

لم تنشأ الجامعة في ظروف عادية هادئة، لكن قرار إنشائها جاء عقب ثورة من طلاب المعاهد العليا مطالبين بمساواتهم بخريجي الجامعات الأخرى كجامعة «فؤاد الأول» القاهرة حاليًا، وجامعة «فاروق الأول» الإسكندرية حاليا، ووضعهم تحت ظل جامعة كباقي زملائهم في الجامعتين سالفتي الذكر.

وكانت فكرة إنشاء الجامعة عُرضت في جلسة لمجلس النواب في السابع والعشرين من شهر مارس عام 1950، وفي ذلك اليوم نوقش تقرير لجنة شؤون التربية والتعليم عن مشروع إنشاء جامعة إبراهيم باشا الكبير.

وفي تلك الجلسة قال وزير المعارف وقتها الدكتور طه حسين: «لقد وجدت بعض هذه المعاهد مضربا وبعضها الآخر قد اعتصم فيه طلابه يودون أن يستمتعوا بالنظام الجامعي كزملائهم في جامعتي فؤاد الأول وفاروق الأول، ووجدت الأساتذة ليسوا أقل رغبة منهم في أن يستمتعوا أيضا بهذه الحرية الجامعية».

وأضاف «حسين»: «ولم أكد أعلن أن وزير المعارف يريد أن يحول هذه المعاهد إلى جامعة حتى امتلأت هذه المعاهد بهجة وغبطة وسرورا»، وبهذا أنهى «حسين» الجدل الدائر حول ما إذا كان مناسبا إنشاء جامعة ثالثة أم لا.

20 معلومة قد تهمك عن قصر الزعفران

حكاية أول رئيس للجامعة

الدكتور أشرف مؤنس، رئيس قسم التاريخ بكلية التربية جامعة عين شمس، يقول: «إن أول من شغل منصب رئيس الجامعة هو الدكتور محمد كامل حسين بعد أن عينه طه حسين وزيرًا للمعارف وقتها».

ويضيف مؤنس لـ«شبابيك»، أن الدكتور محمد كامل هو الوحيد في مصر الذي جمع بين جائزتي الدولة للعلوم والآداب، لافتًا إلى أنه قدم استقالته بعدما فعّلت الدولة قانون التطهير، وذلك لتصفية مؤسسات الدولة ومنها الجامعات من أتباع النظام الملكي السابق، وتم فصل 122عضو هيئة تدريس عقب هذا القانون، ما أدى إلى تقديم «كامل»استقالته لعدم أخذ رأيه في هذا الشأن.

وعن قصر الزعفران (مبنى رئاسة الجامعة)، يوضح رئيس قسم التاريخ بكلية التربية جامعة عين شمس أن فكرة إنشائه جاءت عندما أعجب الخديوي اسماعيل بقصر فيرساي أثناء زيارته لباريس وقرر إنشاء قصرًا شبيها له، وأتى بالمهندس الذي صمم قصر فيرساي ليصمم قصر الزعفران.

ويستطرد «مؤنس»، أن معاهدة 1936 بين مصر وإنجلترا وقعت في قصر الزعفران، وأن مفاوضات تأسيس جامعة الدول العربية كانت تُجرى في القصر ذاته، لكونه تابعا لوزارة الخارجية حينها.

مدحت رمضان

مدحت رمضان

صحفي متخصص في مجال SEO ومحركات البحث - حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة الأزهر الشريف دفعة 2013 - 2014، يكتب في مجال الرياضة والسياسة والتعليم