رئيس التحرير أحمد متولي
 السيسي وتصريحات الرحيل.. ماذا يخفي الرئيس؟ (فيديو)

السيسي وتصريحات الرحيل.. ماذا يخفي الرئيس؟ (فيديو)

«لو المصريين مش عايزني همشي».. عبارة يرددها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، ويتحدث عن احترام إرادة الشعب إن قال «لا» في صناديق الانتخابات القادمة.

ماذا خلف رسائل السيسي؟ هل يحاول الرئيس احتواء غضبا شعبيا يراه كامنا، أم يهدئ من الآثار المترتبة على الأزمات الاقتصادية أو الأمنية التي تشهدها البلاد منذ فترة. ولماذا تبدو في نبرة صوته الكثير من الثقة تارة والتوتر تارة أخرى وهو يدلي بذات التصريحات؟ هل يمكن أن تكشف تلك التصريحات والظروف السياسية المتشابكة معها عن سبب أو رسالة ما؟

المولد النبوي 2015

يقف الرئيس «عبد الفتاح السيسي» أمام المنصة التي أعدتها وزارة الأوقاف لتلك الاحتفالية الخاصة بالمولد النبوي في يناير من العام 2015.

يبدو «السيسي» منفعلا بعض الشي منذ أن يبدأ الخطاب عن ضرورة تجديد الخطاب الديني، ونبذ ممارسات العنف التي تتم باسم الدين.

ينتقل الحديث إلى نقطة أخرى ويتحدث بنبرة مستهزئة عن دعوات ثورة جديدة في البلد، ليردد: «أنتم عايزين تضيعوها ليه.. مفيش حاجة اسمها كدا».

لكنه يعود فورا ليتحدث عن شرعيته كرئيس للبلاد: «أنا جيت هنا بإرادتكم وهفضل، والكرامة الوطنية تأبى أن أستمر في المنصب دون إرادة المصريين».

تزداد نبرة صوته حدة وانفعالا، وكأنه يلوح إلى أن الثورة لا تكفي لتكون معبرة عن رأي الشعب أو أنها ضد الإصلاح: «هذا الأمر أنا جيته هنا عشانكم.. عشان خاطر بلادي.. وإذا كان ده إرادة المصريين.. من غير ما تنزلوا.. اللي بيحب ربنا بجد يشتغل ويتعلم ويصبر، غير كدا نبقى عايزين نضيعها.. أنا بقول إرادة أمة مش إرادة مجموعة».

تقارير إعلامية اعتبرت أن خطاب «السيسي» بهذه اللهجة هو تحذير من دعوات البعض لثورة جديدة في ذكرى الخامس والعشرين من يناير عام 2015، وقد جاء هذا الخطاب في أواخر شهر ديسمبر 2015.

يستخدم الرئيس كذلك التلويح بمصير بلاد مجاورة، ليحذر المصريين من مصير تلك الدعوات؛ كما تقول شبكة «سي إن إن».

«السيسي» الذي يعتبر الثورة وحدها لا تعبر عن رأي شعب بأكمله.. يجيب في حواره مع فضائية «PBS» الأمريكية، عندما يسأله المذيع: «هل أنت قلق بشأن ثورة تقام ضدك» بأن الشعب رغب في التغيير في 2011 وصحح مثار ثورته في 30 يونيو 2013، والآن لدينا دستور ورئيس منتخب، لا يمكن أن يبقى في الحكم ليوم إضافي بعد أن تنتهي ولايته.

مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي

كان رئيس الجمهورية يراهن على مؤتمر «شرم الشيخ الاقتصادي» الذي انقعد في الفترة ما بين 13 مارس إلى 15 مارس 2015، بعد أربعة أعوام على ثورة شعبية، تبعها هروب رؤوس الأموال من البلاد، وتخوف المستثمرين.. آمال كثيرة وضعها السيسي على مؤتمر «شرم الشيخ» ليكون عونا له على الاستقرار السياسي؛ بعد تصاعد الكثير من التساؤلات حول ما حققته ثورة 25 يناير من إنجازات على أرض الواقع في ظل توتر أمني وسياسي كبيرين. 

«مصر تستيقظ» كلمة يصف بها «السيسي» هذا الحدث العظيم، الذي يعتبره هو بداية لتغيير اقتصادي كبير، بالمشاركة مع الدول الأخرى. لكنه يرفض أن  أن ينهي كلمته الأخيرة إلا بعد أن يشيد في الوقت نفسه بما فعله الشباب من تغيير في ثورة الخامس والعشرين من يناير.. «لما حبوا يغيروا في 25 يناير غيروا، ولما حبوا يغيروا في 30 يونيو غيروا.. ولو عاوزين يغيروا تاني هيغيروا».

يركز «السيسي» هنا على 30 يونيو ويصفها بأنها قدرة كبيرة من الشباب لمواجهة الإخوان «بس أنا لا يمكن أستنى أبدا لما يحصل ده»، ليشير إلى أنه سيتنحى عن الحكم إذا وجد رغبة حقيقية من الشعب، ودون أن ينتظر ثورة شعبية.

تصريحات الرئيس تلك تأتي في قت تصاعد فيه الكثير من الجدل، حول جدوى مؤتمر شرم الشيخ، وغيره من المشاريع التي يعتزم رئيس الجمهورية تنفيذها، مثل العاصمة الإدراية وقناة السويس الجديدة، والتي تستنزف جانبا كبيرا من الاقتصاد، في وقت يعاني فيه المصريون ارتفاع الأسعار والبطالة، وعدم تحقق أي شيء من إنجازات ثورة يناير.

مؤتمر الشباب

يتحدث الرئيس بثقة هذه المرة.. كان الحدث هو مؤتمر الشباب بشرم الشيخ في شهر أكتوبر من العام 2016.  حول المشروعات الاقتصادية التي يقول أنه بدأها خلال فترته الرئاسية والتي ذكر تحديدًا أنها 1350 مشروع.  

لم يتحدث هذه المرة عن ثورة شعبية أو تزوير انتخابات، لكنه يقول في لمحة خاطفة «في 2018 هسلمكم الـ1350 مشروع».. وهو العام الذي تنتهي فيه فترة ولايته الأولى، دون أي إشارة من الرئيس للترشح لفترة تالية.

ويحذر «السيسي» من مؤامرات تحاك للوقيعة بين الشعب وحكومته، وبالأخص القوات المسلحة، التي يشير إلى دورها في حماية الأمن القومي، وخضوع مشاريعها الاقتصادية لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات.

واستمرارا للأزمات المعتادة التي يعانيها المصريون من أزمات اقتصادية وأمنية؛ وارتفاع سعر الدولار بشكل غير مسبوق، وهجوم كمين «زقدان» الأخير بسيناء؛ تزامنت تصريحات «السيسي» هذه المرة مع دعوات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لانتفاضة شعبيرة في يوم 11 نوفمبر 2016 لتكون على غرار ثورة 25 يناير.

لكن «السيسي» في حوار سابق له وعندما سئل عن ترشحه لفترة رئاسية ثانية؛ لم يجب تماما عن هذا السؤال، وقال أن الوقت لا يزال مبكرا على سؤال مثل هذا.

مؤتمر الشباب بالإسماعيلية

هل بدا رئيس الجمهورية متوترا بعض الشيء عندما وجه إليه أحد الحاضرين في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية سؤالا حول: «ماذا لو لم تنجح في الانتخابات القادمة»؟

«لو أنا صادق يارب يصل صدقي إليكم».. عبارة كررها «السيسي» أكثر من مرة ليؤكد أنه لا يسمح لنفسه بأن يحتل منصب رئيس الجمهورية رغمًا عن شعبه.

ويعترف «السيسي» بأخطاءه في وسط الكلام: «أقول أني أحاول أن التزم بالدستور.. عشان لا أنفي عن نفسي الخطأ».

وهو يشير دون أن يتضمن السؤال ذلك إلى «تزييف الانتخابات».. «المفروض أن أنا لا أزيف الانتخابات تحت أي اعتبار أنا أقسمت بالله تلاتة أرجو أن يصل صدقي لو كنت صادق».. هكذا يشدد على صدقة مرة ثانية.

يضع «السيسي» الانتخابات وحدها كفيصل لرأي الشعب، وأنه إذا حدث ونزلت أعداد كبيرة في الانتخابات تقول لا لـ«السيسي» فأهلا وسهلا.. مش يا أنا يا أهدها».

وكرد فعل على هذه التصريحات، دشن مستخدموا موقع «تويتر» هاشتاج «مش عايزين السيسي» الذي احتل المركز الثالث عالميا في ساعات قليلة.

وعبر الهاشتاج عن غضب كبير من توترات يشهدها الشارع المصري منذ فترة، وربطها بفترة حكم السيسي، مثل ارتفاع الأسعار بعد تطبيق سياسيات الإصلاح الاقتصادي وتحرير سعر الصرف، وارتفاع معدل التضخم لمستوى قياسي، هو 31.7 %، وفقا لتقرير شبكة «بي بي سي» نقلا عن الجهاز المركز للمحاسبات.


مشكلات أخرى عبر عنها المصريون في الهاشتاج تتعلق بالانفلات الأمني في سيناء وتفجير الكنائس، والحريات السياسية والاعتقالات.  

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر