رئيس التحرير أحمد متولي
 «سبوبة» مشاريع تخرج طلاب كليات الإعلام في مصر

«سبوبة» مشاريع تخرج طلاب كليات الإعلام في مصر

«مشاريع التخرج».. موسم مهم لكثير من المتخصصين في مجال الإعلام وشركات الإنتاج لاستقبال الطلاب الباحثين عمن ينفذ لهم المشروع  لإنهاء فترة دراستهم الجامعية.

هؤلاء المتخصصون والشركات ينتظرون هذا التوقيت ويستعدون له جيدا ويدشنون حملات الترويج لأنفسهم لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب، كما أن فرص استغلال الطلاب ورفع التكاليف عليهم غير مستبعدة.

جامعات مثل أسيوط أيضا، استغلت هذا الموسم وفرضت على الطلاب تنفيذ مشاريعهم في المركز الإعلامي التابع لها بتكاليف يراها الطلاب مرتفعة، فهل تحول إنتاج المشروعات لـ«سبّوبة» يكون ضحيتها الطالب فقط؟

اعتماد الطلاب على الشركات

يرجع المتخصص في إنتاج مشاريع التخرج، عبدالرحمن جلال، أسباب اعتماد كثير من الطلاب على شركات ومراكز الإنتاج في تنفيذ مشروعات التخرج إلى ضعف إمكانيات الكلية، وعدم اهتمام الطالب بالجانب العملي والتركيز على النظري ومناهج الدراسية.

 كثير من الطلاب –حتى وإن توافرت لديهم بعض الخبرة- لا يفضلون إنتاج المشاريع بأنفسهم ويرون أن دفع المال لإحدى الشركات أيسر من تنفيذ المشروع.

«جلال» يقول إن البعض تكون الخبرة هي العائق فلا يرى من المشروع سوى المنتج النهائي، والبعض الآخر رغم قلة خبرته إلا أنه يسعى لحضور التنفيذ مع الشركة بنفسه ليتعلم ويكتسب المهارات، «في طلبة يقولوا خد خلصلي المشروع وريحني عشان عندي امتحانات واحنا نخلصله المشروع كامل وهو ميعرفش عنه حاجة، وفيه طلبة بتقول عاوز أقف معاك واتفرج وأشوف بتنفذ إزاي ومتحمس».

ويؤكد خالد هبيلة وهو منتج للعديد من مشاريع التخرج أيضا، وجود فجوة كبيرة بين طلاب الإعلام، لافتا إلى أنهم مقسمين إلى طلاب شغوفين بالمجال فيعملون على تنمية مهاراتهم وإنتاج مشاريعهم الخاصة، وآخرين كان التنسيق سببا في دخولهم الكلية ونتيجة ذلك يعتمدون على غيرهم في إنتاج مشاريع التخرج.

لكن الطالبة بإعلام بني سويف، لمى محمد، تقول إن ضيق الوقت وتقدم موعد تسليم مشروع التخرج أجبرهم للاستعانة بأحد المتخصصين في التصميم، لتصميم مجلة «بلدينا» الخاصة بهم، مشيرة إلى أنهم تعلموا في الكلية تصميم المجلات لكن الوقت لم يسعفهم في التنفيذ.

وأضافت أنه يفترض بالطالب تنفيذ مشروعه بنفسه، لكنه في حالة عدم توافر الخبرة لديهم، فيجب لوم الكلية وليس الطلاب.

وفسر «هبيلة» ظاهرة اعتماد الطلاب على متخصصين ومراكز بإنتاج المشاريع «بقت عادة وموضة إن المشروع حد تاني يعمله، وكل كا يكون شخص مشهور تلاقي الطلاب بيروحوله لأن اسمه معروف».

التكاليف المادية

تكلف تصميم مجلة «بلدينا» فقط 8500 جنيه، وذلك بعد تخفيضات المصمم لطلاب إعلام بني سويف، نظرا لوجود تكاليف أخرى في التنقل بين المحافظات وتصميم موقع إلكتروني وإنتاج عدد من المواد المصورة والمسجلة.

تختلف تكاليف إنتاج المشروع لطلاب كليات الإعلام باختلاف نوع المشروع وجودة المنتج وإمكانيات الطلاب المادية، وهذه الأخيرة تجعل الطلاب يختارون أفكارهم بحسب ما يمتكلون من ماديات تكفي الإنتاج.

ويضع «جلال» متوسط تكاليف إنتاج المشروع بحوالي 5 آلاف جنيه، لكنه يشير إلى وجود بعض المتخصصين الذين يقومون بتنفيذ المشروعات بأسعار أٌقل تصل إلى 2500 جنيه لاعتمادهم في التنفيذ على الشخصية الواحدة وليس فريق العمل «في متخصصين مفيش معاهم فريق عمل وبيعتمد على نفسه في كل حاجة من تصوير ومونتاج وتسجيل صوتي وإخراج، ولو اعتمد على فريق بيكون دوره استثنائب وبمقابل قليل».

التكاليف المرتفعة

في مشروع تخرج لطلاب بكلية الإعلام جامعة بني سويف، يوضح الطالب معاذ حاتم أن فيلمهم الذي يتحدث عن منطقة النوبة تكلف حوالي 27 ألف جنيه تحملها الطلاب بمفردهم.

ويوضح عبدالرحمن جلال، أن أسباب التكاليف المرتفعة ترجع إلى استئجار معدات حديثة وكثيرة وكذلك التنفيذ بجودة مرتفعة وعمل احترافي.

سبوبة المشاريع

مع مطلع كل عام جديد، يبدأ موسم مشاريع التخرج، يستعد الطلاب لتقديم الفكرة والموافقة عليها من الجامعة ليبدأ التنفيذ، إما بالاعتماد على أنفسهم أو من خلال الشركات والمتخصصين.

عبد الرحمن يقول «مفيش شركة ولا متخصص بيكون شغله مشاريع وبس، لكن بالنسبالي بيكون مشاريع التخرج موسم، ببدأ أجهز نفسي ومعداتي وفريق العمل من مصورين ومونتيرين».

ويرفض  تسميتها بـ«السبوبة» ويرى أنها رزق ياتي إليهم في موسمه كل عام، لكنه لا ينفي وجود متخصصين وشركات يقومون باستغلال الطلاب أو النصب عليهم من خلال إنتاج أفلام ضيفة بأسعار مرتفعة.

لكن منتج المشاريع خالد هبيلة كان رأيه أنها «تعتبر سبوبة لناس كتير جدا شغالين في المجال ده، وفي ناس بتقنع الطلاب إنه لو عمل مشروع عند حد تاني مش هياخد تقدير، وإن التقدير مرتبط أ،ه ينفذله المشروع، وفي نفس الوقت في ناس فعلا بتاخد على قد مجهودها ومبتستغلش الطلاب».

وتحكي لمى محمد تجربتها في البحث عن متخصص لتصميم المجلة، تقول إن أحد المصممين طلب في الورقة الواحدة 150 جنيه، وترى أنه مبلغ كبير كان يجب عليه التخفيض لكونهم طلابا ولا يستطيع الجميع تحمل هذه النفقات.

وتشير إلى أنهم لجأوا إلى مصمم آخر لغت تكلفة تصميم الصفة 100 جنيه فقط، وكذلك مصمم الموقع الإلكتروني خفّض التكلفة 50% بعدما علم أنهم طلابا يحتاجون الموقع لمشروع تخرجهم.

تجربة جامعة أسيوط

فرضت الجامعة على الطلاب إنتاج مشاريعهم بالتنسيق مع مركز التدريب الإعلامي، وحددت سعر ساعة التصوير 150 جنيه، ودقيقة المونتاج بـ 125 جنيه، ودقيقة الإخراج بـ 250 جنيه، وتصميم ورقة المجلة لـ10 جنيهات وطباعة الورقة بـ 2.5 جنيه.

وبحسب عدد من الطلاب فإن تكاليف مشروع الفيلم يتكلف حوالي 7 آلاف جنيه تدخل جميعها لصالح الجامعة، غير تكاليف الاكسسوارات والممثلين والتنقلات وغير ذلك، ما يجعل تكلفة مشروع واحد قد تصل إلى 12 ألف جنيه.

 كفاءة الطلاب

بخلاف العام الماضي، بدأ اعتماد الطلاب على مراكز وشركات الإنتاج في الاختفاء، وركز الطلاب على تنمية مهاراتهم لتنفيذ المشروعات بأنفسهم وطلب المساعدات من زملاء لهم وليس الشركات، هكذا يرى عبدالرحمن جلال.

ويضيف أنه بحكم احتكاكه بهذه الشريحة وجد الكثيرين منهم جهّزوا أنفسهم للمشروع منذ بداية العام الدراسي وتوفير الكاميرات والمعدات، واختيار فريق المشروع بشكل متكامل بحيث يجيد كل عضو مهارة معينة كالتصوير أو المونتاج أو التسجيل الصوتي، وأن من يفتقد للمعدات يقوم بتأجيرها دون استئجار مصور بمعداه أو الذها لشركات الإنتاج.

وفي جامعة القاهرة، ترفض كلية الإعلام اعتماد الطلاب على متخصصين أو شركات خارجية أو استئجار معدات، وفي المقابل توفر لهم الكلية المعدات الخاصة بها ووحدات المونتاج والاستويو الإذاعي والتليفزيوني.

 

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.