رئيس التحرير أحمد متولي
 حين تحولت الكافيهات إلى «سرادق عزاء».. الزبائن بين الشاي والقهوة

حين تحولت الكافيهات إلى «سرادق عزاء».. الزبائن بين الشاي والقهوة

كتب- عبدالله عبدالوهاب وهند رضا:

يعاني أصحاب الكافيهات من موجات ارتفاع الأسعار المستمر مع الزيادة الحتمية بقائمة المشروبات، في مقابل تدنّي أعداد الزبائن وتقليص أجرة العمال.

أصحاب 3 كافيهات تحدثوا لـ«شبابيك» عن مدى تأثرهم بالأزمة الاقتصادية وسبل مواجهتها.

سبب الأزمة

يتفق مديرا كافيهات «طيبة وبيكاسو» بالهرم، أحمد عماد وخالد الشواف، على أن الأزمة ليست وليدة ارتفاع الأسعار فقط، بل إن التدهور الذي طالهم جاء بعد حادثة مقتل أحد الشباب بكافيه النزهة بمصر الجديدة، وما تلاه من إجراءات لوزارة السياحة، منها إغلاق الكافيهات.

يقول «أحمد»: إن العمل بالكافيه توقف لمدة شهر واضطر لدفع رواتب العاملين لتدبير مسؤولياتهم وشؤونهم، إلا أن الحال ازداد سوءا مع الارتفاع المتوالي للأسعار.

وكذلك الحال بالنسبة لكافيه بيكاسو الذي دفع ما يقرب من 20 ألف جنيه رواتب للعاملين في ظل توقف العمل لأكثر من 20 يوما واحتجاز أثاث الكافيه من قبل قوات الأمن، كما يقول «الشواف».

العمال الأكثر تضرراً

كشف أقدم عامل في «بيكاسو كافيه» معتصم فودة، عن اضطرار الإدارة للاستغناء عن بعض العاملين: «مفيش شغل زي الأول، المكان مستعد يشغل 20 واحد بس فين الشغل؟».

«الزبون اللي كان بيجي كل يومين الكافيه بقى يجي مرة واحدة في الأسبوع» هكذا يصف «عماد» حال الزبائن بعد ارتفاع الأسعار ويوضح مدى التأثير على عدد زيارات الزبائن للكافيهات.

كما أنه لا يستطيع تعويض الزيادة المستمرة في أسعار الإيجار والخامات، عوضا عن الزيادة في التعاقدات: «الأول كنا بنتعاقد على 1100 جنيه دلوقتي مش أقل من 1500».

زيادة الأسعار إن لم تؤثر على صاحب الكافيه فبالطبع أثرت على العاملين في مواصلاتهم وشؤونهم الأخرى: «في عمال كانوا بيجوا من بيوتهم بتاكسي، دلوقتي أوقات بيجي مشي عشان يوفر فلوس المواصلات» يقول عماد.

ويضيف «عم طارق» أحد العاملين ببيكاسو كافيه: «انا كنت بروح ببقشيش 200 جنيه يوميا دلوقتي ممكن 5 جنيه».


حال الزبائن

«الحال دلوقتي تحس انك قاعد في عزا، الزبون مبيطلبش غير شاي وقهوة شاي وقهوة»، هكذا وصف مدير كافيه طيبة، الحال الذي وصلوا إليه، في حين اضطر أصحاب الكافيهات ممن تواصلنا معهم إلى إلغاء بعض المشروبات لقلة الطلب عليها بسبب أسعارها، كما انخفضت كمية المشروبات الغازية والعصائر التي اعتادوا على طلبها للكافيه بنسبة وصلت إلى الربع.

«الزبون اللي كان بيطلب مرة واتنين وتلاتة دلوقتي بقى يشرب مرة واحدة»، هذا هو حال كافيه بريك بمنطقة وسط القاهرة كما يقول مديره، عمرو محمد.

يبدو أن الوضع لم يتوقف عند قلة الزبائن وتكرار نفس الطلبات، فحفلات أعياد الميلاد أصبحت أمرا نادرا أيضا. كانت الكافيهات تعتاد على تنظيم حفلات أعياد الميلاد وحفلات التخرج وغيرها من المناسبات بشكل مستمر.

غير أن صاحب كافيه «بيكاسو» خالد الشواف يقول: «دلوقتي ممكن كل شهر حفلتين بعد ما كنت بعمل كل شهر 8 و10 حفلات» بينما أوضح «عماد» مدى تدهور الحال «بعمل كل 3 شهور حفلة واحدة».

عبدالله عبدالوهاب

عبدالله عبدالوهاب

مراسل موقع شبابيك بالجامعات المصرية، يقيم في محافظة الفيوم