رئيس التحرير أحمد متولي
 نفسك تنسى الشغل بس مش قادر؟.. إليك الطريقة السحرية

نفسك تنسى الشغل بس مش قادر؟.. إليك الطريقة السحرية

بالطبع هناك فوائد للابتعاد عن العمل أحيانا؛ سواء لإعادة شحن طاقتنا من أجل يوم عمل جديد أو للحفاظ على اهتمامنا بالعمل فعلا. كما أن قضاء بعض الوقت بعيدا عن المشاكل والضغوط يساعدنا في خلق رؤية جديدة للعمل، لأن التواصل المستمر مع العمل سيجعلك تقع فريسة لـ«العمل الوهمي»، وهو يعني أنك تعمل ولا تحقق شيئا، فقط لإرضاء شيئا ما داخلك.

يقول آرت ماركمان، أستاذ علم النفس والتسويق بجامعة تكساس، إن ما سبق سهلا، لكن الجزء الأصعب هو كيفية تحقيق ذلك، فإذا كنت تعتقد أن الأمر سهلا فأنت مخطئ، فحتى لو ذهبت إلى المنزل في المساء ستجد نفسك تتصفح التقارير، وحتى عند السفر لبضعة أيام، قد تجد نفسك مازلت ترد على رسائل البريد الإليكتروني.

وعندما تستيقظ في الصباح الباكر أو إذا سهرت ليلا ستجد عقلك يفرز قائمة من المهام الطويلة التي يجب إنجازها عندما تعود إلى العمل، حتى الناس لديهم أحلام حول المشاكل التي يواجهونها في العمل.

تغيير العادة

من أجل التغلب على تلك العادة، فإن عادات أخرى يجب أن تحل محلها، بجانب دروس من العلاج السلوكي المعرفي، وإليك كيفية تحقيق ذلك.

يقول «ماركمان» وهو مؤلف كتاب «التفكير الذكي»: «يجب أن تركز أولا على ما ستفعله، فالعديد من الناس يفشلون في تغيير سلوكهم لأنهم يركزون على ما لا يفعلونه بدلا من الإجراءات التي سيتخذونها، فوضع هدف عدم العمل (أو التفكير في العمل) وأنت بعيداََ عن المكتب يبدأ مع افتراض أنك ستوقف نفسك في كل مرة تميل فيها إلى القيام بشيء ذي صلة بالعمل».

فالأهداف السلبية مثل التركيز على الإجراءات التي انقضى وقتها تميل إلى الفشل لسببين. أولا، نظام العادة لديك يتعلم عادة جديدة عند اتخاذ إجراء ما، وليس عندما لا تفعل شيئا؛ لذلك لا يمكنك إنشاء عادة لتجنب إجراء. ثانيا، عند تعيين الأهداف السلبية، عليك أن تكون دائما يقظا بشأن سلوكك. وإلا، سوف ينتهي بك الأمر إلى أشياء تحاول تجنبها.

خطة بديلة للعمل


 

بدلا من ذلك، تحتاج إلى التركيز على ما كنت تنوي القيام به بدلا من العمل، وهو ما يعني أنه لا بد من وضع خطة لوقتك بعيدا عن العمل، سواء بعد انقضاء وقت العمل اليومي أو في أجازتك. يشير الخبراء إلى أنك بحاجة إلى خطة وإلا ستعود إلى عاداتك بالانخراط في العمل بينما يجب أن تكون بعيدا عنه، وخطتك لابد أن تضمن الأنشطة التي ستقوم بها.

على سبيل المثال، يمكنك التخطيط للقيام بأنشطة رياضية في صالة الألعاب من الوقت كذا إلى الوقت كذا، أو تخبر زوجتك أنك ستمر لجلب الأطفال من مدرستهم، أو التطوع في أي نشاط خيري أو حتى قضاء بعض الوقت مع أسرتك وأصدقائك، أو تعلم لغة جديدة أو العزف على أداة موسيقية جديدة، كل هذه الأنشطة سوف تحد من انخراطك في العمل، وهي الأنشطة التي تليق بالأجازة أو فترة الراحة من العمل.

الأفكار المتداخلة


 

لكن في بعض الأحيان، ستجد بعض الأفكار حول العمل تحتل دماغك رغم تنفيذك لما سبق، في هذه الحالة، يجب أن تكون مستعدا كي لا تبقى متعلقا بما عليك فعله في العمل عندما تعود. وهناك طريقتان للتعامل مع ذلك.

أولا: يمكن أن يتم بقراء رواية مثلا، أو حل لغز الكلمات المتقاطعة، أو مهاتفة صديق. ومع ذلك، هناك أوقات قد تكون قلقا فيها حيال شيئا ما بالعمل ويمكنك أن تتغلب عليها بسهولة إذا كتبتها في ورقة، جربّ كتابة الأمور التي تقلقك في إحدى المرات وستجدها اختفت.

ثانيا: غير بيئتك لدعم سلوكك الجديد وتثبيط سلوكك القديم، فالمدخن لا يجوز أن يقلع عن التدخين في نفس الوقت الذي يحتفظ فيه بعلبة سجائر في خزانته، وبالمثل، فإن الشخص الذي يحاول الابتعاد عن العمل، لا يترك الهاتف أو الكومبيوتر بجانبه.

نعم، ابتعد عن الأجهزة الخاصة بك، فالطريقة الأنسب لتجنب إغراء العمل هو جعل الأمر صعبا، فإذا أردت القيام بذلك، لن يكون بجانبك هاتف أو جهاز كومبيوتر لتصفح رسائل البريد الإليكتروني.

ويمكنك أيضا إعداد مساحة في منزلك يمكن أن تكون غرفة، أو زاوية في مكان ما، خاصة بالأنشطة بعيدا عن العمل كالقراءة، أو ممارسة اليوجا، أو الرياضة، وكلما تكررت رؤية هذه الزاوية أمامك لن تواتيك أفكار خاصة بالعمل بل ستواتيك أفكار خاصة بمهمة تلك الأماكن.

وكجزء من عملية خلق هذه البيئة الجديدة والصحية، يمكنك إن أردت إشراك الآخرين في الأمر وطلب المساعدة من أصدقائك أو أسرتك، لمساعدتك على البقاء بعيدا عن العمل. ومنحهم الإذن بتذكيرك بوضع هاتفك بعيدا او اقتراح أنشطة يمكنك القيام بها.

كيف تتغلب على هذا القلق؟

لكن رغم كل ذلك، فإنك قد تشعر بأن شيئا مهما قد يفوتك، أو قد يتم إنجاز عمل بطريقة سيئة بدون متابعتك، في هذه الحالة ماذا تفعل؟ تشير الدراسات إلى أن أبسط طريقة للتغلب على المخاوف هو التقليل من شأنها، حيث تتعلم تدريجيا أن الوضع غير مقلق أو مخيف، وهو ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي.

ويمكنك تقسيم هذا الوقت إلى أجزاء، بالتدريج، وممكن أن تبدأ بالابتعاد عن الإيميل لوقت قصير، ثم تزيده تدريجيا حتى تصل إلى يوم كامل، في النهاية ستجد أنك وصلت فعلا إلى الاستمتاع بعطلتك بعيدا عن مشاكل العمل.

المصدر

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية