رئيس التحرير أحمد متولي
 دليل شبابيك للآباء الجدد.. هكذا تقدم لطفلك «أحسن تربية»

دليل شبابيك للآباء الجدد.. هكذا تقدم لطفلك «أحسن تربية»

لا يوجد أب أو أم لا يريدان أن يقدما لطفلهما أفضل تربية ممكنة، سواء من ناحية التعليم أو اكتشاف مواهبه الحقيقية أو تنمية قدراته ومهاراته في التعامل مع الحياة عموما.

ولأن التربية عملية طويلة ومليئة بالتفاصيل المعقدة التي تختلف باختلاف كل طفل وطبيعته وسلوكه.. ففي هذا التقرير جمعنا لكم أبرز الموضوعات التي تناول فيها «شبابيك» خلال عامه الثاني، مجموعة متنوعة من المشاكل التي قد تقابل الآباء في هذه الرحلة، بدءا من النصائح التي تساعدهم على فهم نفسية الطفل واحتياجاته، وبناء علاقة طيبة بين الطفل ووالديه، وحتى تقويم بعض السلوكيات الخاطئة.

اقرأ عن التربية أولا

حتى تُنشئ طفلا سويا، فعليك أن تدرك مبادئ التربية السليمة. فالتربية لا تقتصر على إغراق الطفل بالماديات.. أجمل الثياب وأفضل اللعب وإدخاله أغلى المدارس.. ولكنها تعني ببساطة كيف تنشئي طفلا سويا من الناحية النفسية والبدنية والذهنية.

ولأن التربية هي في حقيقتها علم، فستحتاج أول شيء لقراءة مجموعة من الكتب المبسطة عن التربية، لتتعلم كيف تفهم نفسية طفلك واحتياجاته، وكيف تتعامل مع مشاكله السلوكية.

كيف تكونين أما مثالية؟

قراءتك لأساسيات التربية سيفتح عينيك على طرق مختلفة تماما، تجعلك تفهمين نفسية طفلك وتكونين معه علاقة ناحجة، وتجعلين منه شخصية سوية وناجحة.

وهنا قد يتبادر إلى ذهنك سؤال وهو كيف أكون الأم المثالية لطفلي؟ أو كيف أقدم له التربية المثالية؟

خبراء التربية سيخبرونك أن الطفل يحتاج منك إلى عدة أشياء تبنى عليها أسس التربية السليمة، وهي:

  • دعم الطفل نفسيا ومشاركته اهتماماته.
  • الحوار مع الطفل بما يناسب سنه، لخلق علاقة قوية بينكما.
  • عدم تفريغ ضغوطك في الطفل لأن ذلك سيجعله عصبيا أو خائفا وانطوائيا

 

كيف تعاقب طفلك إذًا؟

التربية الصحيحة لا تعني أن تُدلل الطفل أكثر من اللازم. لكن في نفس الوقت، تصبح أشياء مثل الضرب أو أي عنف بدني أو لفظي أو نفسي تجاه الطفل، مرفوضة تماما.

خبراء التربية الذين تحدث معهم «شبابيك» سيخبرونك أن العقاب يجب ألا يكون انتقاميا؛ لأن هدفه الأساسي ليس تفريغ شحنة الغضب في وجه الطفل، ولكن هدفه هو تعديل سلوك الطفل وتعليمه كيف يتحمل مسئولية أخطاءه.

هناك قواعد يجب أن تتبعها عندما تختار عقابا مناسبا للطفل وهي:

  • الابتعاد عن التوبيخ أو الشتائم أو التقليل من قيمة الطفل
  • لا تبالغ في تخويف وتهديد الطفل حتى لو بأشياء لن تحدث.
  • يجب أن يفهم الطفل لماذا تعاقبه.
  • لا تجعل الطفل يشعر بالذنب، وحتى لا يتكون لديه إحساس بالدونية.

بعض خبراء التربية، يرفضون فكرة العقاب تماما، ويقولون أن الطفل لا يفعل الخطأ لأنه يحب ذلك، ولكنه لا يدرك الفرق بين الخطأ والصواب، ولن يعرف لماذا يعاقب. لذلك اقترح هؤلاء الخبراء، طرقا أخرى لتقويم سلوك الطفل.

كيف ستختار حضانة طفلك؟

بعد أن تقرأ جيدا في التربية، ستعرف أنك يجب أن تدقق جيدا في الحضانة التي ستختارها لطفلك، بحيث توفر له حرية الحركة واللعب والتعلم من خلال الأنشطة لاكتشاف ذاته.

عوامل الأمان مهمة جدا في اختيارك للحضانة، والنظافة والاهتمام بنفسية الطفل.

وبعد أن يقع اختيارك على حضانة معينة، يجب أن تؤهل الطفل نفسيا لمرحلة دخول الحضانة، حتى لا يصطدم بمجتمع وأشخاص غرباء، ويصبح انطوائيا أو يكره كل ما يمت للتعليم بصلة.

هناك بعض الخطوات  حتى تؤهلي طفلك لمرحلة الحضانة، وهي:

  • علمه الاعتماد على النفس خصوصا في دخول الحمام وتناول الطعام.
  • في البداية اتركه في الحضانة لمدة ساعتين فقط وليس ليوم كامل، حتى يعتاد على المكان.
  • أحضر بعض الألعاب والهدايا واطلبي من المعلمة أن تقدمها له، حتى تزيد تعلقه بالحضانة ولا يكرهها.

هل يكره طفلك التعليم؟

طرق التربية مسئولة تماما عن حب طفلك للتعليم أو هروبه الدائم من المذاكرة؛ فالخبيرة التربوية ماريا مونتيسوري، تقول إن الطفل يولد وبداخله شغف كبير للتعلم واكتشاف الأشياء من حوله.

لكن هذا الشغف يتم دفنه بأساليب تربوية خاطئة، منها:

  • الإصرار على التعليم بطريقة الحفظ والتلقين.
  • حرمان الطفل من الأنشطة التي يحبها والتي تنمي حواسه وعقله.
  • البيئة فوضوية وغير مشجعة على التعلم أو تقيد حرية الطفل في الحركة والاستكشاف.

 

هل يمتلك طفلك موهبة خاصة؟

وسواء أكان طفلك يحب المذاكرة أم لا، ولاحظت عليه اهتمامه بهواية معينة، فهذا شيء خطير يشير أن الطفل يحمل موهبة من نوع خاص، ويحتاج الكثير من الدعم من والديه.

لكن هناك أخطاء قد ترتكبها مع طفلك الموهب، يجب أن تتجنبها فورا:

  • إهمال اهتماماته الخاصة أو موهبته بسبب الدراسة.
  • عدم تعريضة للتجارب والأنشطة التي تنمي موهبته.
  • اتهام الطفل الموهوب بالفشل لأنه لا يركز في دراسته.
  • عدم تشجيعه لتنمية مهاراته واعتبار الموهبة شيئا غير أساسي.

هكذا تحمي طفلك من التحرش

ولأن الدنيا لم تعد أمانًا، بالنسبة للطفل الذي يذهب إلى الحضانة أو المدرسة أو لممارسة موهبته في النادي أو مركز الموسيقى أو أي مكان آخر، فلابد أن تتعلم كيف تحمي طفلك من التحرش.

الخبراء التربوييون يرون أن الطفل يمكن تثقيفه جنسيا وللحماية من التحرش بدءا من عمر 6 شهور؛ وبالتأكيد ستتحدث معه بما يناسب سنه وعقليته.

فمثلا يجب أن يتعلم الطفل بدءا من هذا السن ألا يغير ملابسه في وجود الغرباء، وألا يترك أي شخص يغير له ملابسه باستثناء والدته أو والده فقط.

وبدءا من هذا السن لا تجعل الأطفال يستحمون أو يغيرون ثيابهم مع بعضهم، حتى ترسخ لديه الشعور بخصوصية جسده.

كيف ينفق الطفل المصروف؟

عندما يذهب الطفل إلى الحضانة أو المدرسة، يبدأ في الاحتكاك مع العالم ويكتسب مهارات أهمها الشعور بالمسئولية.

وفي هذه الحالة لا تتعجب عندما يخبرك خبراء التربية أن كيفية إنفاق الطفل لـ«المصروف» تعلمه الكثير من الاكتفاء الذاتي، والصبر وعدم النظر لما في أيدي الآخرين، وكذلك تحمل المسئولية والقدرة على الادخار في المستقبل عندما يكبر.

حرمان الطفل من المصروف تماما لن يكون حلا لتنقذه من التبذير أو إنفاق المصروف في أطعمة مضرة، ولكنك يجب أن توازن بين إعطاءه مصروف مناسب، وتعليمه كيفية الإنفاق السليم ليكتسب كل هذه المهارات الجيدة السابقة.

كيف تفتح شهية طفلك للطعام الصحي؟

الأطفال عادة لا يحبون تناول الطعام؛ لكن المشكلة قد لا تكون في الطفل بقدر ما هي في طريقة تقديم الطعام إليه.

هناك عدة حيل تستطيع بها أن تقدم للطفل طعامًا صحيا ولذيذا، وبشكل غير تقليدي بالمرة، «يفتح نفسه» على الطعام.

فمن خلال استخدام التوست، وبعض الخضراوات والفواكه اللذيذة، تستطيع بسهولة أن تبتكر أشكالا من الساندوتشات على شكل الأشخاص الكرتونية المحببة للطفل، ليتناولها في البيت أو في الحضانة والمدرسة.

 

 

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال