رئيس التحرير أحمد متولي
 خالد عادل يكتب: قسمة ونصيب

خالد عادل يكتب: قسمة ونصيب

«بص أنا حاولت بس واضح كده مفيش نصيب»

بهذه الجملة ينهي كثيرون نقاشات مع غيرهم سواء أصدقاءهم أو رؤساء العمل أو الأشخاص المرتبطين بهم، ولكن هل فعلا كل ما يحدث لنا يقع تحت «طاولة النصيب»؟!

بالتأكيد لا، وكذلك ليس كل ما يحدث لنا لا يكون للنصيب يد فيه، ولكن متى نطلق على موضوع ما أن النصيب هو المتحكم فيه؟!

منذ ولادتنا وكل ما يحدث لنا من أشياء نجد أباءنا يسارعون بالإجابة علينا بأن هذا قدرك ونصيب بغض النظر عن البحث فى أصل الموضوع.. لا اقصد بهذا عدم الأيمان بالقدر، ولكن كل قدر له أسباب وأنت كبشرى خلقه الله بطبيعه الحال مسير مخير.. أي أن هناك الطرق أمامك وأنت تأخذ الأسباب التي تقودك إلى الطريق الذى تريده وحينها يكون هذا قدرك؛ ولكن أنت من أخترت فى البداية.

لذلك كان الخطأ الأكبر لأباءنا أنهم لم يبحثوا فى أصل الاشياء التى تحدث معنا ولم يعلمونا أن هناك لكل فعل سبب مسبب له قبل أن تلقى الإجابة على شماعة النصيب.

حين يتم فصلك من وظيفة معينة هل تبحث فى الأسباب التى أدت إلى فصلك قبل أن تقول أن هذا نصيبك؟!

دعنى اتفق معك أن هذا نصيبك.. إذن لماذا لم يفصل باقى زملاءك؟! لما أنت بالتحديد الذى تم فصله؟! بطبيعه الحال لا بد أنك أهملت في عملك او أقترفت شيئا ما يستوجب فصلك، ولكن إذا كنت على أكمل وجه وتم فصلك حينها نستطيع القول إن هذا نصيبك.

كذلك فى العلاقات العاطفية، عندما ترتبط بأحدهم وبعد فترة تمل الموضوع وتتركه أو هو يتركك فان أول ما يقال إن هذا نصيب وقدر، ولكن الحقيقة أن هناك اشياء قادت لهذا الانفصال.

العلاقات العاطفية بالتحديد هى الوحيدة التى لا تستطيع أن ترمي فشلها أو نجاحها على شماعة النصيب لأنها عبارة عن ارتباط حر بكامل إرادتك يحركه مشاعرك الداخلية التى لا يجبرك أحد ابدا عليها فكيف عند فشل هذا الارتباط تقول إن هذا بفعل النصيب!

لا يا عزيزي لا بد أنك أو كليكما بدر منكما بعض الأخطاء التي أدت إلى هذا الانفصال، يقول لى بعضهم لا لم يحدث أي شئ بينا وفجأة تم إبلاغى بقرار الانفصال.. أستطيع الرد بأن الخطأ الذى وقعت فيه هو أنك لم تحسن الاختيار منذ البداية وأخترت شخص لا يناسبك أو لم يستطع فهمك أو أنك لم تستطع احتواءه وإيصال مشاعرك له فتركك لهذا السبب.

اعتقد من خلال هذين المثالين أستطيع الإجابة الأن على سؤال متى نقول على شيء ما بأنه فعل النصيب؟

تستطيع عزيزي إطلاق لسانك وتعليق الفشل أو النجاح فى حياتك بأنه بفعل النصيب عندما تفعل كل شيء، كل ما تستطيع لكي تصل لهدفك وألا تتدخر جهدا لإتمام هذا الموضوع وحينها تكون قد استنفذت كل الأسباب المتاحة لديك وحينها يكون للقدر والنصيب اليد العليا.

النصيب هو شئ محير جدا، حيث أنك تكون تسير فى إتجاه معين وكل تفكيرك ينصب فى إتمام هذا العمل بهذه الطريقة التى تعمل عليها لفترة معينة وفجأة بلا سابق انذار ولا تحذير تجد أن شيئا ما حدث لك غير متوقع تماما انهى لك هذه المهمة ما يجعلك تقف مذهولا كيف ولماذا حدث هذا ؟!

بعد فترة زمنية وبعد تخطيك وتأقلمك على الأشياء التى حدثت بلا توقع منك وبلا أدنى سبب منك وكأن النصيب هو السبب فيها، وحين تتذكرها ستجدها أنها افضل شئ حدث ولو عاد بك الزمن لفعلت الشئ ذاته ولحولت كل تفكيرك لكي تقوم بهذا العمل كما فعله لك القدر .

أنهى كلامى يا عزيزى بأننا كبشر لا ندرك ما يحدث لنا إلا بعد فترة ولا نشعر بقيمة الأشياء إلا بعد فقدها أو امتلاكها بعد تمنى وأحلام قديمة، ولكن تذكر بأن أي شئ يحدث لك سواء رضيت عنه وقتها أو سخطت عليه هو الأفضل لك ولا بد أن له دور مهم فى حياتك.

عش حياتك وأفعل كل ما بوسعك لتحقيق أحلامك ورغباتك ولا تسخط لأي شئ يحدث على غير هواك فقريبا ستعرف قيمته عاجلا أو آجلا.

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع.

 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر