رئيس التحرير أحمد متولي
 سلمى ماهر تكتب: جد شغفك ولا تفقد بوصلتك

سلمى ماهر تكتب: جد شغفك ولا تفقد بوصلتك

على غرار «اعمل الصح» يهدي إليك القريب والبعيد النصيحة «ابحث عما تحب»، «اختر المجال الذي تفضله»، «جد عملا تستمتع به ولا تمل منه أبدا»، «اختر العمل الذي تضع به بصمتك المميزة» ... وإلى آخره من النصائح التي نعرفها جميعا، ولكن لا أحد يخبرنا، كيف؟ ولا حتى أين؟ هل هو كالإلهام سيسقط على رأسك فجأة وأنت تستحم فتصرخ قائلا وجدتها وجدتها، أم أنه سيأتي في هيئة حدث غير متوقع يقلب حياتك رأسا على عقب كما يحدث في الأفلام؟!

تأتي هذه اللحظة الواقفة في حياتك كمراحل فتبدأ رحلتها معك عند اختيار القسم ما بين العلمي والأدبي، ثم تأتي مرحلة أصعب وهي اختيار الكلية، حتى تواجه مرحلة لقاء «الوحش» حرفيا فهنا ستختار مابين آلاف الوظائف والطرق، مابين العمل في وظيفة منتظمة أو العمل حرا، مابين العمل في وظيفة مؤقتة تؤمن بها المال لتبدأ طريق شغفك الطويل أو العمل في وظيفة في مجال شغفك ولكن لا تلبي طموحك، أو حتى إلغاء كل المراحل السابقة واختيار طريق جديد ومختلف.

اعرف نفسك

ولتجتاز هذه المرحلة منتصرا عليك أولا أن تنظر في المرآة وتسأل من أنا؟ ماذا أحب وماذا أكره؟ فالوحش في هذه المرحلة هو «أنت»، فـ«أنت» البداية وإليك ختام الرحلة.

خذ ورقة واكتب ماتجيد عمله حتى لو كان تافها في نظرك، اكتب ماكنت تحب فعله في طفولتك ربما تجد ضالتك هناك.

خذ وقتك واعرف نفسك، انصت إلى صوت بوصلتك الضعيف الذي لن يقوى إلى بك.

جرِب


 

كيف عرفت أنك تكره السبانخ إلا عندما جربتها، وكيف أحببت الملوخية إلا عندما جربتها أيضا، هذا ما نفعله منذ خلقنا نجرب، جرب الرسم على الجدران بدلا من الورق، جرب حكي الحكايات على وسائل التواصل المختلفة، جرب تعلم لغة لم تسمع عنها من قبل، جرب وسجل بهاتفك فيلما عن حياتك فربما ماتظنه عاديا يكون مثيرا لاهتمام أحدهم.

جرب وشارك في الأنشطة الثقافية والتطوعية المختلفة، جرب واقرأ كيف وجد الناجحون شغفهم، جرب ماتخاف منه «مش يمكن ميجيش أحسن منه»، جرب وأخبر غيرك كيف وجدت شغفك جرب مايقودك فضولك إليه وإذا عدت يوما خائبا فلا تحزن فها هي دائرة بحثك قد تقلصت، ولكن احذر أن تفقد بوصلتك في رحلتك الطويلة فتتلفت ولاتصل.

وأخيرا..

ثق بنفسك فلست الوحيد الذي نسي كلماته على خشبة المسرح، ولست الوحيد الذي أربكته سخرية أستاذه منه، ولست الوحيد الذي يشق طريقه وحده دون أنيس، ولست المبتدئ الوحيد أيضا، ياعزيزي لست وحدك، كلنا بشر، ولهذا كلنا في الهوا سوا.

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر