رئيس التحرير أحمد متولي
 مريم فاروق تكتب: في الوقت الضايع خليك «صلاح»

مريم فاروق تكتب: في الوقت الضايع خليك «صلاح»

من يوم ماتش المنتخب والكونغو وبعد الفوز والفرحة، لما شفت لقطات محمد صلاح، بعد جون الكونغو، وقفت قدامه مندهشة، وحسيت أن الكام لقطة دول محتاجين يتدرسوا، محتاجين نتعلم منهم دروس و دروس، وحطيت نفسي مكانه ومكان تعبيراته، تعالوا نبص عليهم زي ما أنا شفتهم:

في الأول حزن فظيع، ضياع أمل، حلم راح، تعب ومجهود هيضيعوا، فوقع على الأرض.

بعد كدة قام،  لكن قومه مليانه هزيمة وإنكسار، قومة مليانة وجع، بيبص على الشبكة ورافض يصدق اللي  حصل فوقع تاني، في أقل من الثانية قام، وعينيه بتقول أصعب كلام في الأنهزام.

بعد كدة كان فيه صرخة من الصدمة..ودموع مش كلها نزلت لكن بركان انفجر جواه.

بيحاول يلم اللي باقي منه..وبيدي نفسه أمل، بدأ يصقف لكن رجع صرخ تاني، ما هو الوجع أقوى من الآمل.

لكن برضه مستسلمش بدأ يجمع نفسه، وكمان مش نفسه وبس لا بدأ يقوم الي حواليه شجع زمايله وبينادي على الجمهور، مش بس بيديهم أمل لا ده بيحمسهم، وسط الوجع ووسط الضغط النفسي اللي جواه بيحمس اللي حواليه، مش عشان خاطرهم بس لا، كمان لانه كان محتاج يتسند عليهم ويحس بوجودهم عشان يهونوا الصدمة ويزودا الأمل.

بدأ يحسسهم بأنه لسة في أمل حتى لو ضعيف أوي، مع أنه عارف أن الأمل ده عشان يبقى حقيقة محتاج مثابرة وجهد وتعب مش طبيعي منه ومن زمايله، لكن مبصش للتعب كل اللي شافه أن فيه أمل، قوم زمايله والجمهور صدقه وبدأ يشجع تاني.

مع كل التعب إللي جواه ولانه كان مصدق الأمل بدأ يلعب وكأن لسة قدامه ساعات على نهاية الماتش، بيلعب بحماس وقوة وأيمان أنه الفايز، وفي الوقت الضايع وفي أخر دقيقة جت الفرصة، الحلم قرب منه أكتر، وقف ثواني ركز مع نفسه، جمع أفكاره، فصل نفسه عن كل الي حواليه، صدق أن حلمه بشوية تعب وتركيز منه ممكن يبقى حقيقة.

وفي لحظة الحلم أصبح حقيقة، في لحظة القلوب فرحت من تاني، في لحظة نسي ونسانا خيبة الأمل، في لحظة أتحقق حلم كنا منتظرينه من ٢٨سنة، في لحظة الثقة رجعت للجميع.. والفرحة ملت القلوب.. والدموع كتبت كلمة مفيش مستحيل.

بصوا علميًا.. صعب جدًا الأنسان يمر بكل المراحل النفسية دي في وقت واحد، علم النفس بيقول أن الإنسان لما بيتعرض لصدمة أو مشكلة بيمر بخمس مراحل: مرحلة الإنكار- مرحلة الغضب - مرحلة التفاوض (بيلوم نفسه ويفضل يقول لو كنا عملنا) - مرحلة الحزن - مرحلة القبول. وعلميا ده بيأخد أسابيع، وممكن شهور، وفي أشخاص بيأخد معاهم سنين؛ لكن الي حصل مع محمد صلاح أن كل ده حصل في ثواني، والسر في شخصية محمد صلاح وأنه صدق حلمة وعافر لحد ما وصله، إيمانه بحلمه خلاه يكسر كل قواعد الطب النفسي أو الكتب العلمية.

المشهد دة خلاني أقول لنفسي أنه  دايمًا فيه أمل، مهما كان الفقد ومهما كانت الخسارة، دايماً فيه مخرج. مهما كانت الطرق مسدودة  أو تبان وكأن كل الفرص خلصت، لكن أكيد فيه فرصة حتى لو كانت الأخيرة..

حسيت أننا محتاجين نبقى «صلاح» عشان نوصل للإصلاح، ونصدق أن الأبحاث والكتب تقول مهما تقول والمعامل وأنابيب الاختبار فعلا بتدينا نتائج دقيقة، وكل التقنيات الحديثة بتوصلنا لمعلومات مش ممكن تطلع غلط.

لكن فيه حاجة واحدة ممكن تقلب الموازين وهي "أنت" أيمان شخص واحد، وأصراره ممكن يقلب المعادلة رأسًا على عقب. الانسان هو العامل الوحيد الي ممكن يغير معادلات اليأس والاحباط

صدق أن "أنت" الي ممكن بالأمل تصنع حلم جديد لسه مصدقهوش اللي حواليك، لكن أنت مصدقه وشايفه وبتحمسهم ليه، الأمل يحقق الحلم ويصبح أجمل حقيقة ممكن تسجلها التاريخ.

صدق أن «أنت» العامل الوحيد المؤثر فى معادلة الأمل

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر