رئيس التحرير أحمد متولي
 أحمد نصر الدين يكتب: فناء الأمل

أحمد نصر الدين يكتب: فناء الأمل

فناء مدرسة يتحول إلى ميناء.. هذا ليس مشهد في فيلم سينما أو لوحة فنية معلقة على الجدران، بل حقيقية رأيتها بعيناي عندما شاهدت ختام البرنامج التدريبي الصيفي الثاني لقسم اللوجستيات بالمدرسة البحرية الثانوية الصناعية للبنين ببورفؤاد، تلك المدينة الجميلة التي تقع في محافظة بورسعيد .

في بداية الأمر، حرصت كل الحرص على حضور هذا الحدث رغم حرارة الجو الشديدة، ليس لأن هذا من صميم عملي في مجال الإعلام، بل لأني وجدتها فرصة ذهبية لاقتحام عالم التعليم الفني والكتابة الصحفية عنه ليعلم جميع القراء والمتابعين أنه يمنح الطلاب بالفعل فرصاً ثمينة للتعلم واكتساب الخبرات التي تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل في المجالات الفنية المختلفة، وأن مجتمعنا زاخر بأحداث وموضوعات أكثر أهمية من مباريات كرة القدم ولكنها تنتظر إزالة الغبار من عليها ليظهر جمالها وبريقها أمام الناس .

ذهبت إلى المدرسة قبل بدء مراسم الختام بحوالي ساعة لكي أشاهد على الطبيعة الاستعدادات النهائية.. الجميع في حالة تركيز شديد سواء من الطلاب أو المعلمين من أجل تتويج جهودهم طوال فترة التدريب بالنجاح..

الجميع مصمم على النجاح وليس تأدية الواجب والسلام.. ارتدى 23 طالباً ملابس التدريب، وهم عدد الطلاب المتدربون وجميعهم من الصف الأول بالمدرسة، ومن يرى ملابسهم يشعر وكأنهم بالفعل يعملون في ميناء وليس طلاب في مدرسة، وحرص فكري عبد الجواد مشرف عام تخصص اللوجستيات ومينا سامي زكي رئيس قسم اللوجستيات على وضع اللمسات النهائية ومراجعة كل صغيرة وكبيرة مع الطلاب قبل بدء مراسم الختام .

بدأت مراسم الختام بحضور نخبة من قيادات التعليم الفني ببورسعيد ورجال الصناعة، يتقدمهم المهندس حسن طاهر مدير عام التعليم الفني والمهندس محمد سعد مدير التعليم الصناعي والقبطان مصطفى هلهول موجه أول اللوجستيات والسلامة البحرية، وتضمن برنامج الختام عرضاً عملياً لما تم تدريب الطلاب عليه من أساسيات اللوجستيات ومبادئ السلامة والصحة المهنية وطرق التداول الآمن وكيفية تنسيق وتربيط البضائع .

وكل هذا عزيزي القارئ أقيم داخل المدرسة.. نعم داخل المدرسة، لقد تم تخطيط ساحة على هيئة ميناء في فناء المدرسة وقام الطلاب بأداء عمليات الشحن والتفريغ وفقاً للأساليب المهنية السليمة التي يتم العمل بها داخل الموانئ بالفعل وجميع الحاضرون ينظرون إليهم بفخر واعتزاز وهم يمارسون تلك الأعمال اللوجستية بمهارة ونظام .


وحرصت قيادات التعليم الفني على تقديم النصائح والخبرات اللازمة لهؤلاء الطلاب لكي يصلون إلى مستويات أفضل وأفضل في المجال اللوجستي تمنحهم فرصة الالتحاق بسوق العمل فور التخرج نظراً لأن هذا المجال يحتاج دائماً إلى الأيدي العاملة خاصةً في ظل المشروعات التنموية الكبرى التي تشهدها المدينة الباسلة حالياً.

لقد تحول فناء المدرسة على يد هؤلاء الطلاب والمعلمين من مكان للعب واللهو إلى مكان شعاره الجدية والنشاط والعمل والالتزام ليعطي لنا الأمل في مستقبل أفضل لشبابنا بشرط الاستمرارية في تنظيم مثل هذه الفعاليات الهامة وتقديم كافة أوجه الدعم اللازمة لها لتحقيق أعلى درجات النجاح .


 

لقد أثبت لنا فناء المدرسة أننا نستطيع فعل كل شىء مهما كان صعب أو شاق بشرط الإرادة القوية والرغبة الحقيقية في تحقيق النجاح، وأثبتت لنا المدرسة الحكومية أنها مازالت تستطيع أن تقدم لمجتمعنا أجيالاً مشرفة بشرط عدم التقليل من شأن أي جهود تتم على أرض الواقع مهما كانت بسيطة .

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر