رئيس التحرير أحمد متولي
 شروق محمد تكتب: خواطر عن الحلم والحب

شروق محمد تكتب: خواطر عن الحلم والحب

وقعتُ في الحُب!

سلامٌ على قلبك منبَعُ الحُب الأبدِيّ، سلامٌ على عَيْنَاك العالقة بِي، سلامٌ على رُوحك التّى أمدّت رُوحِي بالنُّور، سلامٌ على الصمت في حرمِك، الصمتُ المليءُ بألف كلمة أحبك، سلامٌ على لهفَتي إلى لُقياك ولهفةِ عينَاي في حضرةِ عيناك، سلامٌ لكل تلك التفاصيل التّي لا يعلمُها أحدٌ سوانَا..

لا أَعْلَمُ كيف يأتِ الحُب؟ كيف يسرقُ مِنَّا أرواحنَا ويضعُها بأجسادٍ أُخرى، لا أعلم كيف يجعلنُا نرى إنسانًا بقلُوبنا لا بِأعيُنِنَا، لا أعلم كيف يهتزّ القلب ويُصبح فرق جُهد صمّاماتِه كبيراً جداً لِمُجردّ مُرور أحدِهم، لِمُجرد نظرةٍ عابرةٍ من أحدهم، لمجرد رؤية أحدهم يبتسِم، لا أعلم كيف لنَا أن نغفُو ممتلئين بذكرى أحدهم ونستقيظ لِكَي نبحث عَنْهُ حولنَا رَغماً عن أي مسافات، لا أعلم كيف تبتسمُ شِفَاهُنا لمُجرد التفكير في حديث أحدهم، أنا لا أعلم شيئاً سوى أن الحُب يُظهر الطفل الذي بداخل كُل واحدٍ مِنَّا، الحب الذي يجعلُك تَغْفِر مَهْمَا كانت الأخطاء، الحب الذي يجعلك مُمتلئاً بالغيرة الشديدِة على أحدهم وكأنه مُمْتَلكٌ من ممتلكاتِك الخاصّة، الحب الذّي يجعلك على قيدِ انسان، على قيد سعادةِ أحدهم، على قيد حديثٍ عذبٍ منه يُطرب القلب فرَحَا، الحب الذي بِه تحيَا على أملٍ لا ينقطع، ذلك الحُب الذي حالما نقَع بِه نرى الدُنيا ورديَّة جميلة...

سلامٌ عَلَيْك يا أنتَ يا مَن بك صارت حياتي حَيَاة

فهل ترُى سأكون؟ أسنُحدث فرقاً يا أُمي؟ أَوَسَوفَ يطيبُ ذكرانا؟

أشتاق إليك..

اشتقتُ لك

وكيف لي أن لا أشتاق وأنت محفورٌ هُنا بين أضلعي.. كيف لي أن أنسى ولو قليلاً وكُل شيءٍ يُذكرني بگ .. وكأن تفاصيلي الصغيرة لم تُخلق إلّا كي تُملأ بتفاصيلك.. اشتقتُ إلى كل شيءٍ كان في مثل تلك الأيّام.. اشتقت إلى ابتسامتي في حضورك .. إلى اللهفة التى كانت تقودني عندما ألقاك.. إلى كل شيءٍ يا أنت اشتقتُ حد السماء..

السيء فـي الاشتياق انك تشتاق إلى من لا يشتاقُ لك إلى من لا يفكر بك ولو قليلاً .. السيّء أن الأمور تجرِي من طرف واحدٍ فتموتُ أنتَ من الحسرة ومن وجعِ الكرامة..

لطالما كنت أؤمن بأنّ لا كرامة في الحُب ولكن كيف إذا كان حُباً وحيد الطرف؟

أَيُعقل أن نظلّ هكذا كثيراً ولا أحد هُنا يكترث؟

لا أعلم لماذا دائماً يذكرني كل شيءٍ بك.. أهرب منكَ إلى الضجيج في الشوارع فَأَراك في وجوهِ كل العابرين! أنا لم أستطع أن أنساك.. كل محاولاتي باءت بالفشل.. أنا أصلاً كنت أبدأ كل محاولةٍ بفشل، أبدأُها وانا على يقينٍ تامٍ أن ذكراك تعيش بي رَغماً عنّي وعن ذاكرتِي وكبريائي..

إشتقت إلى صوتك.. اشتقت إليه كثيراً ..

اشتقتُ إلى كل شيءٍ وكاد الشوق يفتِكُ بي، لم أعلم أبداً كيف يكون الحُب إلا عندما أحببتُك، أحببتُك وكأنك آخر رجال الأرض ..

"أحببتك أكثر مما ينبغِي وأحببتني أقل مما أستحق"

هوّن عليك

 يائِس؟ مهمُوم؟ ضاقت بكَ الأرجاء؟ تشتاقُ إلى من لكَ ليس يشتاق؟ تهتَمُّ بمن لأَمرك لا يهتمّ؟

هِّون عليك، كل الحياةِ مُغادِرة، هّون عليك، من يُحبك حقاً لن يدعَك تفكر بكلّ هذا، من يرِيدك سيفعل لأجلك المستحيلْ، سيطوِي صفحات الغياب ليُسجّل حضورَه! سيُسَهلّ كل صعبٍ لأجلك، أحيِ الكرامة بداخلِك وقاوِم، قاوِم واسقُط مُجدداً ولكن عِش بكرامة! فالكرامة عندمَا تُهدر لا تُستَردّ..                       

أحلامي لا تموت

وأنا يا أُمي من أولئك الذين يحلُمون دائما بغدٍ أفضل، أولئك الذين لطالما صمتُوا في حرم الجمَال، أولئك المحلقين في السماء بأبصارهِم، كثيري التأمُّل، واثقي الخُطى،أحلق بعيداً يا أُمي أحلق بقلبي إلى عالمٍ لا لليأس فيه مكان، انا كطائرٍ حُرٍ لا يهَاب الطَّير بعيداً بعيداً بعيداً عن السرب، انا لا أَعْلَمُ يا أُمي ماذا أريد ولكنّ الأحلامَ لا تموتُ بداخلِي، لا تُقتل، انا لا أخافُ يا أمُي من إحباطهم ويأسهِم ورغباتهِم المستمرّة بإخماد ثورةِ أحلامِي، بَلْ أخاف من عدم رضاكِ عنّي يا أمي فلا يرضَى عنِّي إلٰهي، أريد أن أكون، أريد أن أَحْيَا على أملٍ، أريد أن أن تُزرع الأرضُ زهوراً وآمالا..

الأرض تدور، وأنا أيضاً أدور، أدور كثيراً وأسقُط كثيراً ولكنّ حلمي لم ولن يسقُط، يعلمني السقوط أن كل نجاح سيبدأُ حتماً بفشل، وأن كل من يُحَاوِلُ ويسعَى سيصل، وأن كل مستحيلٍ بعونٍ من الله يكون، أنا يا أُمي أريد أن أكون..

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر