رئيس التحرير أحمد متولي
 خالد عمر يكتب: ماذا لو لم تشعل «جولدا مائير» سيجارتها؟

خالد عمر يكتب: ماذا لو لم تشعل «جولدا مائير» سيجارتها؟

إن الغرور الذى تصاب به النفس البشرية في احدى المواقف التى ربما تنتصر فيها، لهو العدو الخفى الذى يتربص بنا بين الحين والآخر ينتظر الفرصة لكى يهدم ما بنيناه وربما يمحو من الوجود سنوات طويلة من الانتظار للوصول لهذا النصر.

فليس الغاية في الحياة هى النصر فقط، فالدواهى هم فقط من يستطيعون الحفاظ عليه.

ولذلك تحث التعاليم السماوية ووصايا الانبياء من عدم الوقوع في شرك الغرور الذى يحول المرء من محارب فذ في معركة إنسانية شديدة الأهوال إلى اضحوكة للجميع، حين تفقد هذا النصر الثمين ولذا فان الغرور والنصر ضدان لا يتفقان ابدا.

ولو نظرنا إلى التاريخ لوجدنا أمثلة شديدة الوضوح من القادة والعسكريين العظام الذين سقطوا في براثن هذا الفخ اللعين؛ حتى الصحابة انفسهم رضوان الله عليهم يوم حنين حتى لاح لهم النصر حين تغلبوا على هذه الافة الخطيرة، فهى اصبحت ظاهرة سلبية واضحة للاسف بين معظم الناس هذه الايام، والتى وجب على الانسان الصادق التخلص منها بالاضافة إلى معارك عظيمة تحولت الدفة فيها حين أصاب قاداتها الغرور، مثل المراة الحديدية كما كانوا يطلقون عليها باسرائيل الا وهى (جولدا مائير) الداهية العجوز التى كانت كالثعالب في دهاليز السياسة لفترة طويلة، حتى وصلت لمنصب رفيع المستوى كما يعلم الجميع، ولا نغفل عن ذكر غرورها العنيف حين اشعلت سيجارتها زهوا وغرورا حين أخذ الجيش المصرى بغتة ودون سابق انذار، وتعرض لنكسة مدمرة عام1967

وشعر الجميع بخيبة الأمل والانكسار إلا القليل من الذين استطاعوا فرد قامتهم والنهوض مرة أخرى، وتحويل هذه الهزيمة النكراء إلى نصر عظيم في بضع سنوات قليلة باعتمادهم على الله عز وجل ثم غرور عدوهم اللعين، ولكن نعود ونتامل قليلا ماذا لو لم تشعل مائير سيجارتها؟،  وتركت غرورها جانبا وعملت بجهد عظيم للحفاظ على هذا المكسب، اعتقد وقتها بأن الموضوع كان سيصبح له شأن آخر..

فلذا وجب علينا تطهير انفسنا من الغرور وإلا سنندم يوم لا ينفع فيه الندم. 

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر