رئيس التحرير أحمد متولي
 سماح عزت تكتب: بعد ما كنا اتنين

سماح عزت تكتب: بعد ما كنا اتنين

لما جيت داخله تالته ثانوي صديقتي القريبة مني جدا ما دخلتش معايا نفس الفصل، ونظرا لأني ما كنتش اجتماعيه قوي ساعتها ومش بعرف أعمل صداقات بسهوله انهرت وحزنت وفكرت في اني لازم ابقى معاها وناس قالولي ان ممكن النقل من فصل لفصل بس الموضوع صعب ومحتاج وقت ومجهود وموافقات كتير.. ماشوفتش الصعوبات دي كلها شوفت بس انه ممكن.

روحت فرحانه أقولها فرحت هيا كمان قوي بس ما قالتش مثلا أنها كمان هتحاول أو حاجه بس ما ركزتش وما فرقش معايا ساعتها فضلت أحاول وامضي ورق كان كل يوم بعمل حاجه في أي وقت فاضي كان عندي في الفصل مدرس كويس قوي لدرجة أن الناس كانت مستغربه أني بحول من الفصل بتاعه علشان كده لما جيت لخطوة أني ألاقي حد يبدل معايا كانت أسهل خطوه كان في حوالي ١٠ عايزين الفرصة دي وبعد أسبوعين نقلت للفصل معاها.

أخيرا بقيت مرتاحه جدا ومبسوطة خلاص كده مفيش حاجه تانيه ممكن تبعدنا خاصة إن احنا الاتنين كنا عايزين ندخل طب.. كانت لسه نظرتي للدنيا سطحيه قوي ما كنتش بشوف نفوس بتتغير، ولا ناس أنانيه ولا انتهازيين..

طلعت النتيجه وكنا جايبين درجات قريبه قوي وجينا نكتب الرغبات لقيتها بتقولي أنا قررت ادخل صيدلة إيه رأيك بلاش طب؟؟.. استغربت قوي إزاي وامتى ما احنا كنا متفقين.

فكرت كتير ورجعت حزنت تاني والموضوع كان أكبر أنا مش عايزه صيدلة وفي نفس الوقت ازاي هدخل عالم كبير كده من غير أصدقاء وبعدين قعدت مع أمي فهمتني إن ده قرار مصيري ما ينفعش حد ياخده علشان خاطر حد ما ينفعش ولا حتى علشان خاطرها هيا امي وإن كمان ما ينفعش ازعل منها علشان غيرت رأيها وإن ممكن عادي نحافظ على علاقتنا وهيا بعيد وأكيد هلاقي ناس تانيه كويسه برضه.

اتطمنت ورحت وأنا مرتاحه لقراري أكلمها أقولها اني خلاص هدخل طب لقيتها زعلت جدا وأنها مستغرباني جدا اني مش هضحي علشان نبقى مع بعض وقفلت واختفت فتره وحسيت بالذنب وبعدين افتكرت وسألت نفسي هيا ليه ما حاولتش تنقل معايا في الفصل...

طبعا اتكلمنا بعدها كام مره بس كلام عابر وسطحي جدا وما عرفناش نحافظ على علاقتنا بس مش علشان البعد لأن العلاقة من الأول غلط.. اتبنت على أساس هش ووقعت قدام أول عاصفة.

عرفت ناس كتير بعدها سواء في الكليه أو بعدها ناس كويسه وناس كتير مش كويسه وبصرف النظر أني مش دايما بعرف اختار صح وكتير كنت بقابل ناس من النوع الأناني المُستقبِل بس للتضحيات ده وساعات كتير كان الحب بيعميني عن الحقيقه دي لحد ما اخد على دماغي إلا اني بعد العمر ده اكتشفت أخيرا إن مفتاح نجاح أي علاقه (أبوه.. بنوه. . صداقه.. جواز ) إنك تبقى متقبل الشخص ده زي ماهو كده بمميزاته بعيوبه بالحاجات اللي مش عارف يغيرها في نفسه بكله؛ وأنك تبقى كريم معاه وعندك استعداد تديله أقصى حاجه تقدر عليها سواء ماديا أو معنويا وتبقى عارف إنك لازم زي ما هتاخد زي ما لازم تدي..... العلاقات القائمة على العطاء من طرف واحد دي دايما بتفشل.

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب الشباب المصري