رئيس التحرير أحمد متولي
 إنجي منتصر

إنجي منتصر


إنجي منتصر.. قصة فتاة هربت من «الميري» إلى بهجة الحدائق المنزلية

الوظيفة «الميري» لم تساعدها في الوصول لما تريد، فقررت الاستغناء عنها للبحث عن طريق آخر لتكتشف ذاتها وتستغل مهارتها. إنجي منتصر خريجة كلية التخطيط العمراني بدأت مشروعها الخاص «الحدائق المنزلية»، والذي تعتمد فكرته على ادخال المساحات الخضراء للمنازل. في هذا التقرير من «شبابيك» تتعرفون على تجربتها.

بداية الفكرة

تخرجت «منتصر» من كلية التخطيط العمراني عام 2010م، ولم تكن فكرة مشروعها بعيدة عن مجال تخصصها وطبيعة عملها، الذي يعتمد في الأساس على تصميم الفراغات الخارجية في المؤسسات والحدائق المختلفة (مناطق الجلوس، الزرع، العناصر المائية).

حبها للزرع دفعها للربط بين هوايتها ومجال عملها، لتبدأ في تأسيس مشروع الحدائق المنزلية في عام 2013، حتى لا تكون الزهور والمساحات الخضراء حكرا على أصحاب الفيلات والمنازل الفاخرة.

رغم أنها تمكنت من الحصول على وظيفة بمجرد تخرجها من الجامعة، إلا أن ذلك لم يُثنها عن التفكير في تأسيس مشروعها الخاص، بل قررت «منتصر» ترك العمل الحكومي والبحث عن عمل آخر يمكنها من استغلال مهاراتها وتطويرها.

تقول: «أول ما اتخرجت اشتغلت في مكتب مع دكتور عندنا في الكلية، بعدين اتعينت في مسابقة أوائل الخريجين، لكن كنت بفضل قعدة مش بعمل حاجة، فقررت أسيب الشغل الحكومي وأدور على شغل تاني أقدر اتعلم فيه حاجة جديدة. بقيت الأول اشتغل في مكاتب صغيرة، لحد ما اشتغلت في الشركة اللي أنا فيها دلوقت، وهي تاني أكبر شركة في مجال الإستشارات الهندسية، وبعد 3 سنين جاتلي فكرة المشروع».

البحث أولا

فور أن راودتها الفكرة، قررت «منتصر» الانضمام لورشة عمل في مجال إدارة الأعمال، حتى تتمكن من معرفة الخطوات الأولى التي تساعدها في وضع قدميها على الطريق الصحيح الذي يمكنها من تأسيس مشروع ناجح، وبالفعل تبادل الخبرات والنصائح بين المشاركين في الورشة ساعدها على ايجاد أفكار مبتكرة لتطوير مشروعها، بل تمكنت من كسب عملاء أيضا. توضح: «لما طرحت فكرة المشروع عجبت كل الناس اللي كانوا في الورشة، وكلهم شجعوني واشتروا مني».

لم تكتفِ «منتصر» بالورشة بل استمرت في البحث على الانترنت والتواصل مع المتخصصين والقراءة لمدة 6 شهور قبل البدء في تنفيذ مشروعها، حتى تمكنت من معرفة طبيعة النباتات والزهور المختلفة وكيفية زراعتها والعناية بها.

التنفيذ

المشاتل كانت الملجأ الأول الذي اتجهت إليه «منتصر» للحصول على «شتلات» للزرع للبدء في تنفيذ مشروعها، إلا أن زرعتها لم تكن جيدة ومرتفعة الثمن في الوقت نفسه، لذلك اتجهت إلى معارض الزهور التي مكنتها من التعرف على الكثير من الموردين الذين تعتمد عليهم بشكل أساسي الآن لشراء ما تريد.

لمسات بسيطة تضفي مزيدا من الجمال على الزرعة، فتحاول «منتصر» لتكون أكثر روعة وبهجة، بتزيينها بالزلط وقطع الخشب، وإذا كان الحوض من الفخار تزينه من الخارج برسومات بسيطة ورقيقة.

ورغم بذلها مجهود كبير في البحث قبل البدء في تنفيذ مشروعها، إلا أن تجربتها الأولى باءت بالفشل. تقول «منتصر»: «أول عميل جالي الزرع مات عنده بعد أسبوعين، ساعتها عرفت إن في خطوات غلط عملتها فبقيت اتخطاها بعد كده، كمان بقيت مع كل زرعة أدي للعميل إرشادات خاصة للعناية بيها، توضح ليه هي محتاجة تتعرض للشمس ولا لأ وقد إيه؟ ومحتاجة ميه قد إيه؟»

تحديات كبيرة

واجهت «منتصر» تحديات كبيرة بعد تنفيذ مشروعها، على رأسها ارتفاع أسعار الكونتينر (أحواض الزرع)، بعد تعويم الجنيه، فسعرها زاد الضعف أو أكثر، فمثلا الحوض الزجاج وصل سعره لـ150 جنيها بدلا من 50 و60 جنيها، والفخار وصل لـ10 جنيهات بعدما كان سعره 5 جنيهات فقط، حتى شتلات الزرع ارتفعت أسعارها أيضا، فالشتلة الصغيرة جدا بعدما كان سعرها 5 جنيهات وصل الآن إلى 30 جنيها.

كل ذلك أثر سلبا على نسبة المبيعات. تقول «منتصر»: «طبعا المشروع الأول كان مربح أكتر من دلوقت، لأن بعد ما الأسعار زادت مش برضى أخد فايدة كبيرة عشان الناس تقدر تشتري، خصوصا إن فيه ناس كتير بعد التعويم بقت تصرف في الحاجات الأساسية بس، هما شايفين الزرع ده حاجة ثانوية».

لم تستسلم «منتصر» وحاولت التغلب على ذلك قدر الإمكان، فتقول: «حاليا بقيت اعتمد على نفسي أكتر من الموردين، يعني بشتري منهم شتلات أو زرع لكن بكميات أقل، لأني بقيت أخد ورق وشتلات صغيرة من الحاجات اللي بشتريها وأزرعها بنفسي، لأن معظم الحاجات اللي العملاء بيطلبوها بتبقى الصبار أو العصريات، زي الألوفيرا».

التحدي الثاني الذي واجهته «منتصر» هو توفير مقر لمشروعها، فتكاليف إيجار المكان تتعدى الربح الذي تحققه، لذلك قررت أن تتخذ من أحد الغرف في منزلها مقرا لمشروعها».

التسويق

كسب «الزبون» أمر ليس سهلا، فتحقيق الربح يرتبط بشكل أساسي بالتسويق لمشروعك، ولأن «منتصر» لا تمتلك خبرة كبيرة في التسويق، فهي لا تزال في الخطوة الأولى، وهي دائرة الأصدقاء والمعارف فقط.

توضح: «العملاء بتوعي هما صحابي والمقربين مني، وهما بيعرفوا معارفهم وزميلهم بيا، يعني التسويق لسه في دايرة معارفي ومعارف صحابي، ورغم كده ده بيحقق ليا ربح كويس، لكن الخطوة الجاية اللي هعملها هتكون التسويق على فيس بوك».

لا تزال مبيعات «منتصر» داخل القاهرة، خاصة أنها توصل الطلب بنفسها للعميل، لذلك يكون من الصعب عليها التوصيل للمحافظات، ووسيلة التواصل الأساسية مع العميل هي رقم الهاتف أو «الواتس» ليحدد ما يريده بالضبط. وتشير «منتصر» إلى أن تجهيز الطلب غالبا ما يستغرق أسبوعين، لكن إذا كان الحوض المستخدم من الزجاج فلا يستغرق سوى 3 أو 4 أيام فقط.

بطولات أخرى

مشروعها الخاص وحياتها العملية لم تمنعها من ممارسة رياضة التجديف بل وتحقيق بطولة فيها. تقول «منتصر»: «مكنتش بلعب رياضة خالص وأنا صغيرة، لكن لما كبرت بقيت أتفرج على الأولمبياد وشوفت رياضة التجديف وعجبتني جدا، فقررت أدور على الأماكن اللي بتعلمها لحد ما وصلت ليها وبدأت اتدرب في 2011، وفي 2014 أخدت البطولة التانية على الجمهورية في رياضة التجديف وزن خفيف».

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب