رئيس التحرير أحمد متولي
 حلول لجأ إليها الشباب المصري للتغلب على ارتفاع أسعار السجائر

حلول لجأ إليها الشباب المصري للتغلب على ارتفاع أسعار السجائر

مع ارتفاع أسعار السجائر وفي ظل التكلفة الاقتصادية المضافة على جميع السلع منذ تعويم الجنيه المصري، لجأ المدخنون إلى حيل يتغلبون بها على زيادة الأسعار.

هذه الحيل كما أنها تساهم في تقليص استهلاكهم اليومي من التدخين فإن ثلاثة شباب ممن تحدث معهم شبابيك لجأوا إلى هذه البدائل كخطوة تدريجية نحو ترك العادة التي استمروا عليها طويلا.

السجائر اللف

أحمد عبد الرحمن، شاب تخطى الثلاثين عاما، بدأ يدخن السجائر منذ 15 عاما، يقول لشبابيك: «بقيت أشرب سجاير لف لما زادت من كام شهر قبل الزيادة الأخيرة.. هي أوفر طبعًا عن علب السجاير، فسعر باكيت التبغ 50 جرام يتراوح من 40 لـ100 جنيه، وباكيت الفلتر بـ15 جنيه وفيه 120 فلتر، وفي نوع تاني بـ30 جنيه وفيه 300 فلتر، وسعر باكيت البفرة 4 جنيه والواحد فيه 60 ورقة».

وعن مدة استهلاك باكيت التبغ، يقول عبد الرحمن: «لو حد بيشرب علبتين سجاير في اليوم ممكن باكيت التبغ يقعد معاه 3 أيام، لو علبة في اليوم هيقعد معاه أسبوع، ولو بيشرب العلبة على يومين هيقعد الباكيت معاه أسبوعين، حسب كل مدخن».

وتابع: «أنا مثلًا كنت بشرب علبة LM أزرق كل يومين، وكانت بـ25 جنيه، الباكيت بيقعد معايا أسبوع ونص تقريبًا، يعني لو مدخن شره جدًا ممكن يجيب تبغ بـ400 جنيه، وباكيت فلتر بـ30 جنيه، وبفرة بـ20 جنيه، كده هتكون التكلفة في الشهر في حدود 450 أو 500 جنيه، ووفر 300 أو 400 جنيه».

وبشأن احتمالية ارتفاع أسعار مواد السجائر الفرط، يؤكد «عبد الرحمن»، ارتفاع أسعار التبغ والفلاتر مرتبط بالدولار أكثر، لأنه مستورد.

«السجاير اللف بتخلي الواحد يشرب عدد أقل، لأنها بتحتاج وقت ومكان فاضي، يعني لو عندي شغل مش هعطله علشان ألف سيجارة، هستنى لما أخلص الشغل، بس أنا مع الوقت بقيت ألف السجاير أسرع من الأول، بس بعد شوية بتبدأ تزهق لأنك بتفضل قاعد تلف وبيكون الموضوع روتيني»، وفق حديث «عبد الرحمن».

ومن وجهة نظر عبد الرحمن، لا تقتصر ميزة السجائر اللف على تقليل العدد وتوفير المصاريف فقط، بل أن باكيت التبغ الذي يتم شرائه طبيعي وليس صناعي، وهو بذلك أفضل من التبغ المُصنع، خاصة أن الأنواع الجديدة معظها ألياف صناعية وخامات ليست طبيعية وأضرارها أكبر.

أحمد لجأ لهذه الحيلة كخطوة في طريقه لترك عادة التدخين نهائيا، وفق حديثه.

البايب

يعتبر «البايب» أحد الحلول البديلة للسجائر، خاصة أنه رخيص لاعتماده على شراء كيس تبغ من منافذ البيع بسعر يضاهي سعر علبة سجائر، ولكن بكمية كبيرة تستمر عدة أيام، حتى أنواع التبغ المستورد تعد بديلا أوفر، لأن كميته كبيرة وبسعر أقل، وفق رأي أحمد كمال الذي لجأ لهذا البديل.

يرى «كمال» أن تعاطي الدخان عن طريق البايب أوفر  بكثير أيضًا، لأن المتعاطي «بيتحكم في كمية التبغ اللتي بيستخدمها»، ويوضح: «غالبية المدخنين عن طريق البايب يعتمدون على سحب أنفاس قليلة وحرق كمية تبغ قليلة وقتما شاءوا وتظل الكمية يشعلها في أي وقت، عكس السيجارة مجبر طالما أشعلها إما يشربها أو يرميها».

ويرى أن «البايب» يساعد على تغيير سلوك المدخن كليًا؛ ويساهم في تحوله من مدمن على «مسك السيجارة» في كل وقت إلى متعاطي لبعض الوقت، ما يساهم في مساعدته على الإقلاع عن التدخين.

 

الشيشة.. والسجائر الفرط

جون ماهر، لن يشترى علبة سجائر بعد اليوم، يقول بأنه سيلتفت للشيشة لتوفر له أمين، الأول، قلة التكلفة عن السجائر، الثاني: تقليص عادته المتكررة بشكل دائم مع التدخين.

ويتمنى جون وهو محاسب، أن يكون اللجوء للـ«شيشة» خطوة نحو ترك التدخين نهائيا.

استنتاج

من حديث الشباب الثلاثة السابقين، يتبين أن ارتفاع أسعار السجائر قد يكوم سببا في إقلاع البعض عن التدخين نهائيًا أو التقليل منه.

إحصائيات عن التدخين في مصر

وقال الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في آخر تقرير له عن التدخين في مصر لعام 2016، إن عدد المدخنين (15سنة فأكثر) بلغ 12.6 مليون نسمة، وهو مايمثل نحو 20.2% من إجمالي السكان.

كما أن نسبة المدخنين بين الذكور 38.5٪، مقابل 1.5٪ بين الإناث. و18.8% من السكان في مصر يدخنون بشكل يومي.

وبلغت نسبة المدخنون بين الشباب من 25 إلى 44 سنة لنحو 23.8%.

وقال جهاز الإحصاء الرسمي إن 31.5% من بين من يمكنهم القراءة والكتابة أو الحاصلين على شهادة محو الأمية مدخنون، وتبلغ هذه النسبة 14.5% بين الطلاب الجامعيين.

ويبلغ متوسط الإنفاق السنوي للأسرة المصرية (مدخنون وغير مدخنون) على التدخين 1722 جنيها. ويصل هذا المتوسط 3968 جنية للأسر المدخنة فقط أى حوالي 331 جنية شهرياً.

 

مروة نبيل

مروة نبيل

صحفية مصرية تكتب في ملف العلاقات والرياضة بموقع شبابيك، حاصلة على كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، وعملت في عدة صحف مصرية