رئيس التحرير أحمد متولي
 علياء السكري.. من «ستاند» خشب في الشارع إلى الكويت وأمريكا (فيديو)

علياء السكري.. من «ستاند» خشب في الشارع إلى الكويت وأمريكا (فيديو)

شابة في الثلاثينات من عمرها مارست هوايتها منذ طفولتها، وتحديدا في المرحلة الابتدائية، لتكبر هذه الهواية معها حتى تُقرر علياء السُكري تحويلها لمشروعا يُدر لها دخلا.

أحلام كثيرة بدأت تراود «علياء» بعدما حولت هوايتها في تصميم الإكسسوارات إلى مشروع جعلها تواصل العمل نهارا وليلا حتى تحقق ما تريد، ورغم أن تلك الأحلام كبيرة إلا أن البداية كانت بسيطة؛ «ستاند» خشبي صغير عليه عشرات القطع من الإكسسوارات تجوب به «علياء» شوارع القاهرة، والجامعات والنوادي.

«شبابيك» التقى «علياء» أمام أسوار جامعة القاهرة، حيث المكان الذي اختارته هذه المرة لتسويق منتجاتها، لينقل الصورة كما هي، ولتحكِ لكم القصة من بدايتها.

الهواية وحدها تكفي

تحكي «علياء» لـ«شبابيك»: «من ابتدائي كنت بحوش مصروفي واشتري بيه خامات بسيطة واعمل إكسسوارات لنفسي، ولما كبرت شويه صحابي كان بيعجبهم حاجاتي وبقوا يطلبوا مني إني أعملهم، لكن في الوقت ده كنت ببعها بنفس تكلفتها».

هوايتها وحدها كفيلة بأن تمكنها من تصميم إكسسوارات مختلفة الأشكال، بل ابتكار أشكال جديدة أيضا، فلم تفكر «علياء» في الحصول على دورات تدريبية أو حتى مشاهدة فيديوهات يوتيوب: «مأخدتش كورسات ولا أي حاجة، وأي تصميم بيطلب مني بعمله».

في 2009 قررت «علياء» أن تخرج من حيز الهواية والتسلية إلى الاستثمار، فبدأت في تنفيذ اكسسوارات تبيعها لصديقاتها، ليقمن بدورهن في تسويق منتجاتها أيضا لأقاربهن ومعارفهن.

وفي العام الذي يليه، قررت أن تُكمل دراستها لتحقق حلمها الثاني، هو الحصول على شهادة جامعية: «معايا دبلوم قسم إلكترونيات وكمبيوتر، لكن في 2010 قررت أدخل الجامعة تعليم مفتوح، دخلت كلية تجارة عين شمس، واللي شجعني على كده مديري في الشغل وكان فيه أوقات بيذاكرلي كمان، لما منجحتش في سنة تانية حسيت بالإحباط ومكنتش هكمل لكن هو اللي إداني أمل، فعلا نجحت واتخرجت في 2015».

تحديات كثيرة

بعدما تحقق حلمها في الحصول على شهادة جامعية، سعت «علياء» لتحقيق حلمها الأول الذي لا يزال في بدايته، وكان سبيلها الوحيد لذلك هو استئجار محل ليكون مقرا لمشروعها، إلا أن التجربة باءت بالفشل، فلم يمر سوى 3 شهور على افتتاحه لتتركه «علياء» بعدها، موضحة: «بعد ما أجرت المحل لقيت الظروف صعبة، الإيجار كان غالي، كنت بدفع فواتير كهربا وغيره، فلقيت نفسي بصرف على المحل أكتر ما بيدخلي فسبته».

مواقع التواصل الإجتماعي كانت وسيلة هامة في التسويق بالنسبة لـ«علياء» إلا أنها في الوقت نفسه لم تكن مربحة بدرجة كبيرة: «عملت صفحة على فيس بوك، وإنستجرام، كمان صفحتي الشخصية عشان أسوق عليها شغلي، شغالة كويس لكن الربح بسيط بردو».

الخامات اللازمة لتصميم الإكسسوارات لم تكن بمنأى أيضا عن موجة الغلاء التي اجتاحت جميع السلع والمنتجات، إلا أن «علياء» حاولت التغلب على هذه المشكلة بشراء خامات متوسطة الجودة والسعر فضلا عن تقليل نسبة ربحها: «طبعا أسعار الخامات غليت، يعني مثلا فرع لولي المزارع كان بـ30 جنيه دلوقت بقى أكتر من 50 جنيه عشان كده الناس مش بترضى تشتريه، فبقيت بعمل اللولي العادي لأنه أقل في التكلفة».

«ستاند» خشبي.. الحل 

رغم التحديات التي واجهتها في تسويق مشروعها إلا أن اليأس لم يتسرب إلى «علياء» بل على العكس ربما كانت سببا في دفعها إلى التفكير خارج الصندوق، ليطرأ على ذهنها فجأة فكرة «الاستاند» الخشبي: «كنت قاعدة على السرير بالليل وفجأة فكرت أنا ليه منزلش أسوق شغلي بنفسي، وجاتلي فكرة الاستاند».

التنفيذ لم يستغرق وقتا، فلم تتردد كثيرا بل نفذت فكرتها صباح اليوم التالي، تقول «علياء»: «تاني يوم الصبح روحت اشتريت الخشب ودهنته، وعملت الإكسسوارات، متكسفتش إني أنزل في الشارع أسوقها بنفسي».

الفكرة لم تعجب والدة «علياء» في البداية خوفا على ابنتها من التعرض لمضايقات في الشارع، إلا أن «علياء» تمكنت من إقناعها لتصبح في النهاية هي الداعم الأول لها: «ماما كانت رافضة في البداية فكرة إني أنزل الشارع لأنها كانت خايفة عليا، لكن أقنعتها ودلوقت بقت بتدعمني وبتساعدني، أخواتي كمان وابن خالتي من أكتر الناس اللي بيشجعوني وبيدعموني».

البداية كانت بعد صلاة عيد الفطر في يونيو 2017، حزمت «علياء» حقائبها التي تحوي عشرات القطع من الإكسسوارات، «الاستاند» الخشبي لتنزل الشارع حيث أماكن التجمعات لتعرض منتجاتها على المارة، بالفعل كانت تجربة ناجحة دفعتها لتكرارها ثانية في عيد الأضحى.

لم تكتفِ بالنزول في الأعياد فقط، بل قررت تسويق منتجاتها أمام الجامعات والنوادي، توضح «علياء»: «في شهر نوفمبر 2017 قررت أسوق شغلي قدام الجامعات والنوادي، لأني عارفة إن دول اللي هيشتروا مني، بدأت بجامعة عين شمس، لأني بشتغل محاسبة في مكتب فمش بنزل أسوق في الشارع غير جمعة وسبت بس».

التجربة في هذه المرة كانت ناجحة أيضا، الأمر الذي دفع «علياء» للنزول أمام جامعة عين شمس 4 مرات، ثم النزول للنادي الأهلي وجامعة القاهرة: «ممكن أنزل قدام الجامعة بالنهار وبالليل أقف عند النادي، وبمشي على الساعة 8 بالليل، مش بقدر أستنى أكتر من كده لأني طول النهار ببقى واقفة على رجلي».

الاقتراب من الحلم

نجاحات صغيرة في بداية الطريق تُبشر بالاقتراب من تحقيق الحلم، فبعدما كان التسويق محصورا في دائرة الأصدقاء وحول أسوار الجامعات والنوادي، تمكنت «علياء» من تصدير منتجاتها خارج مصر: «بعد ما نزلت الشارع أختي نشرت بوست ليا على جروب على الفيس، كتسويق لشغلي قدام الجامعات، بعدها جالي أوردر للكويت وبعدها جالي أوردر لأمريكا».

طموحات كبيرة

كارت صغير يتدلى من كل قطعة من قطع الإكسسوارات التي تصممها «علياء»، لكنه في الواقع يحمل طموحات كبيرة تأمل في تحقيقها ولا تزال تسعى نحوها: «نفسي يكون ليا البراند الخاص بيا عشان كده طبعت الكارت الصغير ده وكتبت عليه Aliaa accessories ده إسم المحل اللي نفسي أفتحه، طبعت عليه كمان اللوجو اللي هيميز البراند بتاعي في المستقبل».

 

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب