رئيس التحرير أحمد متولي
 حلايب وشلاتين.. تعرف على أحفاد عبدالله بن الزبير في جنوب مصر

حلايب وشلاتين.. تعرف على أحفاد عبدالله بن الزبير في جنوب مصر

ما بين الحين والآخر يقفز مثلث حلايب وشلاتين إلى رأس القضايا الملتهبة  خاصة في ظل مطالبة النظام السودان بضم هذه المنطقة لحدود بلاده.

وفي هذا السياق يتم تناول الموضوع من جانب حدودي وسياسي بحت دون النظر إلى الأهالى الذين يقطنون هذه المنطقة. في دراسته «الدولة والأسرة بحلايب وشلاتين. اندماج أم استبعاد» يلقي محمد محمود خضر الضوء على أهم الجوانب الحيايتة لمواطني المثلث.

أحفاد الصحابة

تضم مدينة حلايب وشلاتين خمس قرى هي مرسى حميرة وأبرق وأبو رماد وحلايب ورأس حدربة، يسكنها أبناء قبائل العبابدة والبشارية والرشايدة والأشراف ويبلغ عددهم 28 ألف نسمة.

وتنقسم كل قبيلة إلى عدد من العشائر، ولكل قبيلة شيخ يقوم بحكمها وإدارة شئونها، وتنسب قبيلة البشايرة إلى شيخها القديم محمد علي، وقبيلة الأشراف إلى حسن الشريف.

ويرجع نسب أعضاء تلك القبائل إلى عبدالله بن الزبير بن العوام. وتعد قبيلة العبابدة من أشهر وأقدم القبائل في المنطقة ولها دور بطولي في صد عصابات البقارة التي كانت تهجم على الحدود بالجمال، فأصبحوا حماة مصر على بوابة الجنوب.

ويرجع نسب أعضاء تلك القبائل إلى عبدالله بن الزبير بن العوام. وتعد قبيلة العبابدة من أشهر وأقدم القبائل في المنطقة ولها دور بطولي في صد عصابات البقارة التي كانت تهجم على الحدود بالجمال، فأصبحوا حماة مصر على بوابة الجنوب

نشاطهم الأساسي هو الرعي وتربية الجمال، وهم بارعون في إرشاد القوافل التجارية فهم لا يعتمدون على البوصلات أو مواقع النجوم في الإرشاد، بل يعتمدون على اتجاه الرياح والشمس وهم في تنقل دائم من مكان إلى آخر بحثاً عن الماء.

وللرجل العبابدي زي خاص هو «عربان العبابدة» ويحمل في يده كرباج.

أما قبيلة البشارية فقد استوطنت المنطقة في تاريخ محدد يرجع إلى عام 1906، بعد أن جفت الأمطار في شبه الجزيرة العربية، فرحلوا منها إلى الجنوب أملاً في وصول الأمطار إليهم.

ويرتدي البشاري الجلباب الأبيض وعليه الصدرية وتعلو رأسه عمامة بيضاء طويلة إلى حد ما.

عادات وتقاليد

وتعد حلايب وشلاتين وأبو رماد من المناطق الصحراوية التي تحافظ على عاداتها وتقاليدها، إذ يلتزم الأهالي بحكم العرف عن طريق شيخ القبيلة.

ويستخدم أبناء القبائل السيف والخنجر في الرقص وكذلك في الدفاع عن النفس، ويتحدثون فيما بينهم لهجة «الرطانة» وهي لهجة تنطق ولا تكتب، إضافة إلى إتقان غالبيتهم اللغة العربية.

ويعد «الجبنة» المشروب الأساسي لديهم والذي يدل على اعتزازهم بالضيف، وهو عبارة عن خليط بين البن والزنجبيل والقرفة والحبهان، وعدم تقديم هذا المشروب لأي ضيف دليل على عدم رغبتهم في تواجده فيما بينهم.

أما الطعام الأساسي لهم فهو «العصيدة» و«الفتة» ويتم تجهيزها بالدقيق واللبن. هناك أيضاً وجبة «السلات» وتشبه كثيراً طريقة عمل الكباب المعروفة.

والزواج لدى هذه القبائل لا يتم توثيقه لأنه يكون بالإشهار فقط، وليست هناك شهادات ميلاد. ويميل أبناء هذه القبائل إلى الزواج المبكر ويعشقون زيادة الأبناء، وكذلك الزواج الداخلي حيث يرددون في أقوالهم «القريب أولى من الغريب».

والزواج لدى هذه القبائل غير مكلف، ولا يتم توثيقه لأنه يكون بالإشهار فقط، وليست هناك شهادات ميلاد. ويميل أبناء هذه القبائل إلى الزواج المبكر ويعشقون زيادة الأبناء، وكذلك الزواج الداخلي حيث يرددون في أقوالهم «القريب أولى من الغريب».

ومن مظاهر الاحتفال بيوم العرس المبارزة واللعب بالسيف وذبح الذبائح ومشاركة الأهالي والجيران لأهالي العروسين، وإذا حدثت خلافات وصراعات بين الزوجين فهناك مجلس عرفي لحل الخلافات العائلية.

وعندما يولد مولود يعدون له عقيقة وتسمى «سومية»، ويحتفلون بذلك اليوم بذبح الذبائح ومشاركة الأهالي والجيران لهم، ويقومون بتسميته مع وضع أسورة في يده تتكون من مجموعة من صدف البحر.

المرأة والتعليم

والمرأة في حلايب وشلاتين لا تخرج إلا نادراً، وتنسحب المرأة بشكل يكون قاطع من العمل في المجتمع المدني أو المنظمات الأهلية.

ولا يحق للرجل التعدي على المرأة بأي وسيلة. إذا أساء لها وكان لديها أطفال أصبح المنزل ملكاً لها ولأولادها، أما في حالة عدم وجود أبناء تذهب المرأة إلى بيت أبيها ويتم الطلاق أو تعرض مشكلتهم على شيخ القبيلة ويكون قراره ملزماً.

وتحتفظ المرأة بعاداتها وتقاليدها في الزي والزينة والمشروب الرئيسي (الجبنة) والأكلات الرئيسية (العصيدة والفتة)، وتشارك مع زوجها في النشاط الاقتصادي الذي ينحصر في الصيد والرعي والتنقيب عن الذهب والتجارة.

ويعد انعدام الرغبة في التعليم من أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع في حلايب وشلاتين نتيجة عدم إدراك أولياء الأمور بأهمية التعليم، وتفضيلهم العمل بالرعي والتجارة، وكذلك بسبب قلة الكوادر التعليمية لعدم وجود خبرات بين المدرسين، حيث يرى الأهالى أن المدرسين القادمين إلى هذا المجتمع «موصومون» فضلاً  عن أنهم لا يحملون أية خبرات بدليل رسوب الطلاب وعدم استيعابهم للمادة العلمية.

وتوجد بمدينة شلاتين مستشفى ووحدة بيطرية وفرع للبنك الأهلي وسنترال ومحطة كهرباء ومحطة مياه وبعض المؤسسات الخدمية الأخرى.

المصدر

  • دراسة «الدولة والأسرة بحلايب وشلاتين. اندماج أم استبعاد».محمد محمود خضر.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية