رئيس التحرير أحمد متولي
 هذه سلبيات أن يكون الأصدقاء من نفس التخصص المهني

هذه سلبيات أن يكون الأصدقاء من نفس التخصص المهني

عندما يكون لك أصدقاء في نفس مقر العمل أو من نفس تخصصك المهني، فهذا يخلق حالة من المشاركة والتشجيع وتفهم ظروف وطبيعة عملك؛  لكن إذا اقتصرت دائرتك المقربة على أصدقاء من نفس مجالك عملك، فهذا يؤدي لعدة أخطاء تؤثر على حياتك سلبيا وعلى علاقتك بهم.

فإذا كان أصدقاؤك في العمل هم نفس أصدقائك خارجه، فقد تقضون وقت الترفيه في الحديث عن العمل ومشاكله وتشعرون بالضغوط أو تشعرون بالملل بسبب الحديث في المواضيع نفسها، وقد تتحول الصداقة إلى غيره قاتلة، بسبب المنافسة في العمل والطموح.

لا يعني هذا أن تتوقف عن تكوين صداقات في تخصصك أو مقر عملك، ولكن أن تحرص على الموازنة وتكوين صداقات من خارج مجال عملك أيضًا.

وإليك أبرز الأضرار التي يسببها اتخاذ أصدقاء من مجال تخصصك فقط، كما يوضحها خبير التنمية البشرية واستشاري العلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام، في حديثه لـ«شبابيك».

أضرار صداقات العمل والتخصص الواحد

  • عدم الفصل من ضغوط العمل

عندما يصبح جميع أصدقائك المقربون من زملاءك في العمل فقط، فهذا يؤدي إلى مشكلة كبرى هي عدم الفصل بين الحياة الشخصية والعمل.. ففي الخروجات وجلساتكم الخاصة سيدور أغلب الحديث عن العمل ومشاكله والمديرين وزملائكم الآخرين والمواقف التي حدثت طوال اليوم، وهذا كله يضعك في حالة من الضغط والتوتر الدائم، لأنك لا تفصل ذهنك بعيدا عن العمل ومشاكله.

«ننصح أي شخص يشكو من التوتر والضغوط بأن يفصل بين العمل والحياة الشخصية فيتوقف عن التفكير في أي شيء يخص العمل بمجرد الخروج منه، وهذا يصبح أمرا صعبا عندما يصبح أغلب أصدقائك من نفس مجال تخصصك المهني».

  • الملل

كانا أصدقاء طفولة حتى المرحلة التي عملا فيها في مكتب واحد، وبعد سنوات بدأ الملل يسيطر عليهما، فهما صديقين مقربين لا يفترقان أبدأ في العمل أو الخروجات، وحتى السفر والإجازات، ونفس مواضيع الكلام التي يتحدثون فيها.

 والنتيجة أن صداقتهما وصلت لحالة من الملل والفتور الشديد، كما يحكي خبير التتنمية البشرية واستشاري العلاقات الأسرية.

فالإنسان دائمًا بحاجة إلى التجديد، لا نقصد هنا أن يترك أصدقاءه، ولكن أن يعطي لنفسه الفرصة للتعرف على أشخاص آخرين، فذلك يساعد على تقوية علاقته بأصدقاءه المقربين

  • الغيرة


في بعض الحالات وعندما يتفوق أحد الأصدقاء من داخل «الشلة» فهذا قد يسبب الغيرة أو نوعًا من المشاحنات بين الأصدقاء.

قد لا يعيق هذا استمرار صداقتهم، ولكن في داخلهم ستتولد بعض المضايقات، ولن تعود صداقتهم بنفس مستواها السابق، فالغيرة في العمل تحولهم إلى متنافسين.

  • عدم الفصل بين الصداقة والعمل

حدثت له مشكلة كبرى مع مديره، لكن مشكلته الأكبر هي أن صديقه المقرب لم يتدخل في الأمر إطلاقًا وظل على الحياد طوال تواجده في مقر العمل، وهنا بدأ يشعر بسلبية صديقه وأنه تخلى عنه، ولم يتدخل لحل مشكلته مع المدير.

يعلق «علام» على هذه القصة التي يرويها بأنه عندما يتواجد الأصدقاء في بيئة عمل واحدة، فالمفترض أن يفصلا صداقتهما عن العمل، فلا ينبغي أن يدخل أحدهما في خصومة مع مديره بسبب مشاكل ارتكبها صديقه وأن يقتصر دوره على النصيحة والدعم النفسي خارج العمل، لكن أغلب الأصدقاء يغلب عليهم «العشم» ولا يتسطيعون الفصل بين الأمرين، فإما أن يدخل في مشاكل ليس له علاقة بها، أو يصبح سلبيا في نظر صديقه إذا ظل على الحياد.

  • خسارة بعض الزملاء

عندما يحكي لك صديقك في العمل عن مشاكله مع فلان حتى لو كانت مشاكل سطحية للغاية.. «شوف بص لي إزاي».. «شوف طريقة كلامه معايا» فهذا قد يؤثر على نظرتك لهذا الشخص بالسلب، خصوصًا إذا كنت تحب صديقك كثيرًا.

وحتى لو التزمت قدر المستطاع بالحياد، فالرفض أو العداء لهذا الشخص قد يظهر على لغة جسدك أو طريقة كلامك، فقد لا تلقي عليه السلام عن عمد أو تتجنب التعامل معه بسبب فكرة خاطئة زرعها صديقك بداخلك بسبب مشاكله معه.

  • التأثر بنظرتهم عن العمل


إذا كنت تعمل مع أصدقائك في نفس الشركة  فهذا يزيد من احتمالية تأثرك بمشاكلهم، عندما يفضفضون معك ويشتكون من صعوبات المهنة أو من المدير أو عدم تقدير الشركة للموظفين.

فحتى لو كانت الأمور تسير معك بشكل جيد، فبعد فترة ستبدأ برؤية العمل من منظور صديقك، وتركز على السلبيات التي يحكيها ولا ترى أي إيجابيات، كما يقول «علام».

  • ضيق الأفق

عندما تصبح دائرة أصدقائك المقربة من نفس مجال عملك.. تتحدثون في نفس الموضوعات وتتشاركون نفس الاهتمامات دون جديد؛  فهذا قد يُحدث نوعًا من ضيق الأفق أو محدودية التجارب الحياتية، مقارنة بما لو كان لديك أصدقاء من خلفيات ثقافية مختلفة، أو اهتمامات مختلفة عنك أو حتى يتعاملون مع شرائح من الناس من خارج مجالك وينقلون لك خبراتهم وأفكارهم.

 

 

كيف تتغلب على هذه السلبيات؟

إذا كان لديك أصدقاء في نفس تخصصك سواء أكانوا يشاركونك مقر العمل أم لا؛ فلا ينصحك «علام» بأن تقاطعهم وتنهي علاقتك بهم؛ فوجود أصدقاء من نفس مجالك له الكثير من الإيجابيات أيضا. أولها أنك ستجد من يشاركك الطموح والاهتمامات ويتفهم ظروف عملك وصعوباته أو يشجعك على تطوير نفسك ويحضر معك الكورسات والمؤتمرات أو تستفيد بخبراتهم بشكل أو بآخر.

أما السلبيات السابقة فيمكن تجاوزها بألا تركز على الحديث معهم ومشاركتهم في الإيجابيات ولا تركزوا على السلبيات ومشاكل العمل، وأن تحاولوا قدر الإمكان الفصل بين العمل والصداقة والتعامل باحتراف ومهنية إذا كنت في شركة واحدة.

أما إذا قررتم قضاء وقت من الترفيه فيجب أن تبتعدوا تماما عن الحديث في أي شيء يخص العمل حتى لو كان الحديث إيجابيا.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال