رئيس التحرير أحمد متولي
 لماذا ينجذب الرجل إلى المرأة الـ«كيرڤي»؟.. سر شهوتك هنا

لماذا ينجذب الرجل إلى المرأة الـ«كيرڤي»؟.. سر شهوتك هنا

لماذا يختلف جسد الرجل عن جسد المرأة؟ وخصوصا في توزيع الدهون ورسم الجسم، فيجعل الرجل ينجذب للمرأة ذات المنحنيات والثنيات «الكيرڤات» الأكثر. هل يتشابه الحيوانات مع البشر في هذا؟ وهل له فائدة حقيقية أصلاً بخلاف الإعجاب والاشتهاء؟​

السر في كتاب عالم الأحياء الإنجليزي للكاتب ديفيد بينبريدج بعنوان «كيرڤولوجي: الأسباب والدوافع لشكل الجسم الأنثوي».

بين البشر والحيوانات

في الحيوانات، لا تتميز الأنثى بأي منحنيات أو دهون زائدة عن الذكر، وربما يعجز الإنسان عن التمييز بين أنثى وذكر الكلب مثلاً بهذه الطريقة، كذلك الحال في التمساح وباقي الأنواع، لكن ماذا عن الإنسان؟

عند الولادة، يتشابه جسد الذكر والأنثى في الإنسان مثل الحيوانات، ولا تبدأ منحنيات جسد الأنثى في الظهور عادة سوى مع مرحلة البلوغ، وهذا بتوزع الدهون بشكل معين في الجسد، ويبقى السؤال: لماذا ظهرت في هذا الوقت بالذات؟

فائدة منحنيات الجسد

يقول مؤلف الكتاب إن المنحنيات والشكل الانسيابي له نفع أكيد للمرأة بعد البلوغ بخلاف الحيوانات، فهو تجهيز لمرحلة التكاثر والإنجاب، مثل شكل الحوض العريض المميز للأنثى، الواقع أنه ضروري عند الولادة بسبب خروج رأس الجنين الكبيرة منه، و الألم الشديد المصاحب للولادة كان سيصبح أشد وأعلى إذا كان الحوض أضيق.

أما الدهون المتراكمة في منطقتي الفخذ والصدر، فهي مهمة لما بعد الولادة، لأن الأنثى تحتاج لحرقها أثناء الرضاعة كي تحصل على الطاقة الكافية، وحتى في غياب الرضاعة، فالدهون تحتفظ بهرمونات الأنوثة مثل الاستروجين، وهو ضروري لحماية الأنثى من هشاشة العظام، وأمراض القلب بعد انقطاع الدورة الشهرية.

 وماذا عن الرجال؟

إذن فهيئة الأنثى الجسدية ليست من فراغ، لكن ماذا عن الرجال؟ لماذا ينجذبون على الفور لصاحبة أكثر وأفضل منحنيات؟ فتحرص عارضات الأزياء والممثلات على زيارة أطباء التغذية والتجميل للنحت والشد وخلافه؟

هنا يأتي رأي علم النفس، والإجابة موجودة في لاوعي الرجل أو عقله الباطن، والجزء المحجوب من العقل والذي لا يتحكم فيه بإرادته، فالرجل يرى المرأة ويقرر في نفسه دون شعور: هل تصلح هذه للإنجاب كما ينبغي؟

فالواقع أن زيادة المنحنيات أو الدهون بدرجة مناسبة ومتناسقة يعني قدرة أكبر على التناسل والولادة، وبالتالي مستقبل أفضل للحياة بين الرجل والمرأة وصحة الأجيال التالية، وهكذا ترتفع هرمونات الشهوة والرغبة عند الرجل للمرأة الـ «الكيرفي».

سطوة الأعراف والتقاليد

تخبرنا الدراسات والأبحاث، أن لكل شعب معايير خاصة للجمال تختلف عن غيره تمامًا، بل إن الذوق العام يتأثر بالزمن ويتغير من عصر لآخر، وفيما يخص مسألة المنحنيات والدهون، فالعرب ممن مدحوا المرأة الممتلئة في أشعارهم وأقوالهم بكثرة، مثل قول الفقيه ابن شبرمة «ما رأيت لباساً على  رجل أزين من فصاحة، ولا لباساً على امرأة أزين من شحم».

وحتى اليوم لا تزال بعض الشعوب العربية تبالغ في تقدير قيمة الدهون مثل دولة «موريتانيا»، والتي تعتبر النحافة فيها دليلاً على الفقر، ولا تملك الفتاة فرصة الزواج بلا دهون كثيفة، لذا توجد مزارع خاصة لتسمين الفتيات بتناول كميات هائلة من الطعام مما يسبب لهن مشاكل كثيرة في المعدة.

لا تستمعي لهم

أخيرًا يوجه ديفيد بينبريدج، مؤلف الكتاب، نصيحة للفتيات بشأن المنحنيات، وارتباطها بالسمنة والنحافة، فمشاكل السمنة وأمراضها لا تخفى على أحد، وينبغي أن تكون مصلحة الفتاة هي الأولى عندها بغض النظر عن تقاليد مجتمعها أو نظرة الرجال لها.

حصرت وسائل الإعلام شكل الفتاة الجميلة في قالب واحد، لنجمات السينما وعارضات الأزياء، وسبب هذا عقدة عند الجميع، أما الواقع فيخبرنا أن لكل شخص ذوقه ومصلحته في النهاية.

المصدر

  • *كتاب «التجربة الفكرية لروح أمه» د.كيرلس بهجت  *العدد 423 مجلة العلم

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة