رئيس التحرير أحمد متولي
 إعلانات رمضان.. فقر أفكار ولا تكرار عشان الشطار؟

إعلانات رمضان.. فقر أفكار ولا تكرار عشان الشطار؟

شهر رمضان موسم تلفزيوني بامتياز، سواء في المسلسلات الدرامية العديدة، أو الإعلانات وحملات الدعاية التجارية الضخمة لكل المنتجات.

كيف جاءت إعلانات رمضان لهذا العام؟ هل تغيرت عن الأعوام الماضية بشكل كبير أم ظلت بنفس النمط؟ وما مدى نجاحها مع الجمهور؟

فودافون.. تخلت عن «العيلة» أخيرًا

اعتادت شركات خدمات المحمول الدخول بكل قوتها في حملات الدعاية الرمضانية، وفي كل سنة تتبارى العلامات الثلاث في مصر «فودافون – اتصالات - أورانج» في جذب انتباه وإعجاب المشاهد.

شركة فودافون تعتمد بشكل كبير على الإعلانات الجماعية، تحشد في الإعلان الواحد أكبر قدر من الممثلين والمطربين، وتؤكد على مبدأ العائلة وترابط الأسرة. كررت فودافون هذه الفكرة في كل السنوات السابقة تقريبًا، وأشهر مثال هو إعلان العيلة الكبيرة عام 2016.

لم تغير فودافون سياستها إلا في عام 2013 بإعلان «كتر شيرك» والذي عرض مقاطع من الشارع المصري لمواطنين عاديين مع صوت محمد منير فقط.

هذا العام تعود فودافون بفكرة مختلفة نوعًا مع نفس الحشد، معتمدة أيضًا على لاعبي المنتخب الوطني بمناسبة تأهل مصر لكأس العالم، والإعلان جمع بين نجوم الكرة ونجوم التمثيل بشكل موفق إلى حد كبير، رغم أن إعلان السنة الماضية شهد مشاركة لاعب كرة أيضًا هو رمضان صبحي.

أورانج.. استلام «اللمة» من فودافون

شركة أورانج بدأت أعمالها في مصر منذ 2016 كخليفة للعلامة التجارية السابقة لها موبينيل، ولم تغير حتى الآن في فكرة إعلانها القائم على النجوم.

في 2016 استعانت بالممثل أحمد فهمي والمذيع أكرم حسني في سلسلة إعلانات كومديدية مثل «صايم في مارينا» و«زحمة يا شهر زحمة»، وفي 2017 تسلم محمد هنيدي الإعلان وحده.

هذا العام تقدم أورانج نفس فكرة التجمع والأسرة بدلاً من ف,دافون، بالتركيز على الجيران، وبنفس منطق جمع أكبر عدد ممكن من النجوم في الإعلان الواحد، ولم تغفل عن ضم نجم الكرة المعتزل حسام غالي أيضًا.

اتصالات.. اللمة سببت غمة

أما شركة اتصالات، فعلى عكس فودافون وأورانج، منذ سنة 2010 واهتمامها في الإعلان ينصب على الجمهور وحده، فقدمت أكثر من مرة أشخاصًا عاديين في حياتهم مع صوت أصالة التي تشجع على النجاح والعمل مثل «تخيل بكرة» و«امسك في حلمي».

كما حقق إعلان محمد رمضان وحده «أقوى كارت في مصر» العام الماضي نجاحًا كبيرًا حين جسد فيه 7 شخصيات مختلفة من أفلامه وأعماله السابقة.

في رمضان هذا العام، غيرت إتصالات سياستها لتكون مثل فودافون وتحشد النجوم والمطربين، في إعلان بعنوان «مش هنهزر» لكن النتيجة كانت حالة غضب على موقع «تويتر» وإيقاف تعليقات الإعلان على يوتيوب.

فواصل MBC.. فنانيس من جديد

منذ عام 2015، وقناة MBC تقدم فواصلها بشخصيات «فنانيس» المحبوبة، الشيخ الملتحي والرجل السمين والطفلة الرقيقة والمخترع الذي يطير بمروحيته.

راقت هذه الشخصيات للجمهور، بدليل أن القناة طيلة العامين السابقين قدمت نفس الفكرة في فواصلها، واكتفت فقط بتغيير السيناريو، لتظل نفس مشاهد فنانيس معًا.

لماذا لا تغير القناة فواصلها وتعتمد على نفس الفكرة لثلاث سنوات متتالية؟ ألا تخشى أن يمل الجمهور هذه الشخصيات حتى وإن كانت تمثل العائلة والتفافها حول المائدة كل عام؟

خبير تسويق: تكرار اللمة ضرورة  تجارية

صورة ذات صلة

مستشار التسويق هاني قاسم، أشار إلى اضطرار الشركات لتكرار فكرة العائلة واللمة في رمضان كل عام، لأن طبيعة الشهر تفرض اللعب على هذه الناحية التسويقية، فرمضان شهر العزائم والزيارات العائلية، فيجب أن تجذب الشركة الجمهور بما يحبه.

ويضيف أن فودافون هذا العام استطاعت «ضرب عصفورين بحجر واحد»، فقد جمعت الممثلين كالعادة كمثال للعائلة وأضافت لاعبي الكرة كذلك، مستغلة اهتمام المصريين بالمنتخب خاصة أن أول مباراة له ستكون في يوم الفطر بعد رمضان مباشرة.

أما عن سبب انتقاد الجمهور لإعلان اتصالات، يرى «قاسم» أن الشركة لم تنفذ حملة الدعاية هذا العام بالشكل الاحترافي اللائق، بداية من الكلمات المبتذلة في الإعلان وانتهاءً بالفردية بين الممثلين، فكل ممثل منهم يتكلم عن نفسه وأمجاده فقط، فصار الإعلان جماعيًا ولكن روحه الأنانية والفرقة، بعكس أجواء العائلة والدفء الرمضانية.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة