رئيس التحرير أحمد متولي
 أسطورة ميسي.. نظريات علمية تفسر نبوغ «سيد اللاعبين»

أسطورة ميسي.. نظريات علمية تفسر نبوغ «سيد اللاعبين»

في حوار مع المدافع الأرجنتيني المخضرم «روبرتو بيرفومو» المُلقب بالمارشال، سأله المذيع عن رأيه في مواطنه المهاجم البارز «ليونيل ميسي»، فأجاب المارشال:

«هو أحد اللاعبين القلائل القادرين على التحكم في الكرة دون النظر إليها، وهذا ما يجعله يرى زملائه ولاعبي الفريق المنافس مع تحكم كامل بالكرة، كما يمكنه التمرير بصورة غير متوقعة. يستطيع فعل ذلك لانه يكشف الملعب بالكامل، ويتمتع بقدر كبير من الدقة أثناء الجري بأقصى سرعة، في كل مرة يحصل فيها على الكرة نكتشف أن جسده يفكر!»

لم يفهم المذيع فسأل «بيرفومو» عن قصده بالتفكير الجسدي، رد الأخير مفسرًا

«أقصد أن ميسي يلعب بجسمه وعقله في نفس الوقت، يمتلك نفس موهبة بيليه ومارادونا ودي ستيفانو، مخه يرسل الأوامر إلى قدميه بسرعة، فعندما يفكر في شيء ما يبدو كأنه حدث قبل».

بهذه الكلمات تمكن المارشال من وصف واحد من أهم اللاعبين في جيله وفي التاريخ كذلك، هذا الوصف الدقيق يشمل نواحي طبية وعلمية، وفي الواقع اهتم العلم فعلاً بهذا اللاعب ودرس حالته جيدًا.

خرجت نظريات عدة عن سر نبوغ ميسي في الملعب، تؤكد كلام مواطنه الأرجنتيني الخبير، تعرف عليها في هذا التقرير.

ميسي والتوحد

صورة ذات صلة

في عام 2013، كتب المهاجم البرازيلي السابق «روماريو» على صفحته في موقع تويتر أن ليونيل ميسي مُصاب بمرض التوحد الذي يجعله أكثر تركيزًا في الملعب من باقي زملاءه، وبهذا يحقق نتائجه العظيمة في كل مباراة.

رغم أن والد ميسي غضب بشدة من تصريح روماريو وتوعده برفع دعوى قضائية لأنه يشهر بابنه، إلا أن موقع مجتمع التوحد  autism community يصنف ميسي كأحد المشاهير المصابين بالمرض إلى جانب آينشتاين ونيوتن ودافنشي وغيرهم من العظماء.

وفق موقع The18 أجرى ميسي تشخيصًا أثبت إصابته بأحد أنواع التوحد المسمى «متلازمة أسبرجر Asperger» حين كان عمره 8 سنوات في الأرجنيتن، ويُقال أن ميسي كان يلقب وقتها بـ«الهاديء الصغير» الذي لا يتحدث أو يتفاعل مع أحد بل يوفر طاقته للملعب فقط.

اللافت للنظر أن المصابين بمتلازمة أسبرجر ينبغون في مهارات معينة كالرياضيات أو الموسيقى أو العلوم، فهم يجعلون كل تركيزهم في شيء واحد فقط كما يفعل ميسي مع كرة القدم.

شيء آخر يميز مرضى هذا النوع من التوحد، أنهم يرتاحون لنمط معين في ترتيب الأشياء دون تغيير، يجدون السلام في تكرار الفعل مرة بعد مرة، وهذا ما وصفه «روبرتو بيرفومو» عن حركات ميسي في الملعب حين قال «يبدو وكأنه فعلها من قبل»

سرعة خارقة توقف الزمن؟!

نتيجة بحث الصور عن ‪messi so fast‬‏

نشر المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية NCBI بحثًا طبيًا عام 2016، يثبت أن ميسي أسرع من كل اللاعبين حوله في الملعب بدرجة «خارقة» للطبيعة، وكأنه يراهم أبطأ من الطبيعي، فلا يستطيعون إيقافه بسهولة رغم تكراره لنفس حركاته وأسلوبه.

البحث المنشور يفترض أن ميسي له قدرة عالية على نقل الإشارات العقلية من المخ إلى الأقدام، قدرة أعلى من الحد المعتاد في أي جهاز عصبي، وهكذا يصبح أسرع من الجميع على مستوى الثانية كأنه «يُوقف الزمن»، فيتمكن من الإفلات منهم جميعًا.

مرة أخرى يتضح أن كلام المارشال «بيرفومو» عن ميسي صحيح بحسب الطب، فهو كما وصفه بالفعل «مخه يرسل الأوامر إلى قدميه بسرعة».

ميسي.. خارق؟!

صورة ذات صلة

في فيلم الرسوم المتحركة Incredibles  يتمتع أحد أبطال الفيلم بسرعة خارقة كضوء الكاميرا ولذا يسميه والداه «فلاش». يستغل الابن هذه السرعة في عمل المقالب والاختفاء دون أن يراه أحد، حتى يضطر معلمه إلى تركيب كاميرات المراقبة في الفصل كي يكشفه.

ترفض والدة «فلاش» بشدة أن يشترك ابنها في المسابقات الأوليميبية، لأنها تعرف يقينًا أنه سيفوز بلا شك على البشر العاديين الآخرين، وفي هذه الحالة هل يعتبر ميسي خارقًا مثل «فلاش»؟!

رغم ما قيل عن توحد ميسي وجهازه العصبي الفريد من نوعه، يقول موقع The18 أن الأمر في النهاية يبقى مجرد شائعات، وهذا لن يضايق المشاهدين الذين يتابعون أحد أفضل اللاعبين في التاريخ.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة