رئيس التحرير أحمد متولي
 دينا بركات صاحبة برونزية «البحر المتوسط» في رفع الأثقال تحكي محطات نجاحها لـ«شبابيك»

دينا بركات صاحبة برونزية «البحر المتوسط» في رفع الأثقال تحكي محطات نجاحها لـ«شبابيك»

في زيها الرياضي وحجاب رأسها، تقف بثبات غير مبالية بالحشد ولا بالأنظار المتجهه صوبها، ترفع الثقل بثبات في منافسة شرسة استطاعت البطلة المصرية دينا بركات الحصول على الميدالية البرونزية في رفع الأثقال بدورة ألعاب البحر المتوسط والتي أقيمت في أسبانيا بدورتها الثامنة عشر.

هناك محطات قادت الفتاة العشرينة نحو العالمية روتها لـ«شبابيك».

الأهل والجيران 

الكثير من الانتقادات تلقتها دينا بركات منذ أن أعلنت رغبتها في ممارسة الرياضة، من قبل أهلها وجيرانها، ورفع الأثقال على وجه الخصوص، فكيف لتلك الفتاة الرقيقة أن تحمل كل هذه الأثقال؟.ولكن القوة النابعة من عزيمة دينا جعلتها تتخطى كل التحذيرات والانتقادات التي تلقتها، وتلتحق بنادي غزل طنطا القريب من مسكنها وتبدأ أولى خطواتها نحو البطولة والعالمية.

لم يتوقع قط أهل دينا أنها بكل تلك القوة والإرادة التي تجعلها في مصاف أبطال العالم، تحمل علم بلادها بفخر وتكون إحدى أسباب الفخر ليست لعائلتها فقط ولا المنطقة التي تعيش بها، بل جميع المصريين، وانتصرت هذه الفتاة على محطمي الأحلام ورافعي شعارات أن الرياضة ليست للفتيات وأن رفع الأثقال يستوجب قوة الرجال البدنية.

اختارت رفع الأثقال على وجه التحديد لأنها شعرت بتلك القوة الكامنة بها وأنها تستطيع أن تؤدي في تلك اللعبة، وبالفعل صدقت صاحبة الـ16 عاما، وحصلت على أول جمهورية في رفع الأثقال لسنوات متتالية، لم تمارس الرياضة منذ صغرها ولكنها أيقنت أنها بحاجة لتفريغ طاقتها واستغلالها بالنفع وتحقيق انجاز كبير، حلم كبير راود مخيلة الفتاة المراهقة بدلًا من أن تشغل بالها بأشياء أخرى.

قصة بطولة

12 عاما في الساحة الرياضية حصدت خلالهم الكثير من البطولات ولازالت متعطشة للمزيد من الميداليات التي تخلد في مشوارها الرياضي الذي أعطته الأولوية والاهتمام في حياتها، ففي بطولة الأندية العربية عام 2010 حصلت على ثلاث ميداليات ذهبية، وانقطعت عن التدريب لفترة طويلة ولكنها عاودت بقوة في بطولة أفرقيا التي لعبت في الكونغو وحصلت على 3 ميداليات برونزية.

ولكن الإصابة منعتها من المشاركة في الأولمبياد بالرغم من تأهلها، وبعد أن تعافت استطاعت الحصول على المركز الأول في دورة التضامن الإسلامي في أزربيجان، وتوجت مشوارها بثلاث ذهبيات في البطولة العربية عام 2017، وأخيرًا ارتدت البرونزية في دورة ألعاب البحر المتوسط بعد أن نافست على الفضية منافسة قوية.

«رفع الأثقال محتاج قوة أكتر من المهارة» هكذا قالت موضحة أنه للحفاظ على تلك القوة يجب ممارسة التدريبات بصورة مستمرة ويومية فالانقطاع ولو لفترة قصيرة يؤثر على القوة الجسدية والتي هي أساس تلك اللعبة التي جنت لها عدة مميزات من وجهة نظرها من القوام المثالي والجسد الصحي الرياضي والطاقة والهدوء النفسي الذي يعتبر أهم مكاسب الرياضة بوجه عام، روتين حياة سليم استشعرت به بمجرد دخولها عالم الرياضة.

من معسكر لآخر كانت رحلات دينا، التي انتقلت من نادي غزل طنطا إلى نادي الانتاج الحربي ومنه إلى طلائع الجيش، وذلك كان له أثر على دراستها الجامعية التي كانت تؤجل الدخول إلى الامتحانات بسبب انضمامها لأحد البطولات في نفس وقت الامتحانات.

 

بالورقة والقلم.. الألعاب الفردية تكسب

الألعاب الفردية في مصر لا تقارن بالألعاب الجماعية التي تحظى بالاهتمام والدعم المعنوي والمادي، «الألعاب الفردية أكتر ناس بترفع اسم مصر وتشرفها في المحافل الدولية» باستنكار قالتها، مشيرة إلى أن الاهتمام يفرق الكثير في نفسية اللاعب الذي يضع على عاتقه تشريف اسم بلاده والحصول على إنجاز جديد يضيف لرصيد البلاد.

الأنظار كانت متجه صوب المنتخب المصري لكرة القدم في كأس العالم بروسيا والذي لم يحقق أي مكاسب، وفي نفس الوقت يتوج أبطال الألعاب الفردية ويعزف لهم النشيد الوطني ولا أحد يعرف أسماء هؤلاء اللاعبين، هكذا ترى دينا المشهد، وتوضح أن : الإعلام والمسؤولون لم يهتموا بنا إلا بعد خسارة المنتخب في كأس العالم، أما عن الدعم المادي فهو لا يذكر على الإطلاق، هكذا اختتمت حديثها توجه أنظارها صوب بطولة العالم القادمة.

ندى سامي

ندى سامي

صحفية مهتمة بشؤون المرأة والمجتمع