رئيس التحرير أحمد متولي
 محمد وسميرة.. صورة زفاف وراءها قصة نجاح و«جيبة»

محمد وسميرة.. صورة زفاف وراءها قصة نجاح و«جيبة»

صورة زفاف سعيدة، العروس ترتدي فستانها الناصع وهو في بدلته الأنيقة، والضحكة تعلن انتصارهما، هذه صورة تتكرر يوميًا لكن مع «محمد وسميرة» فالوضع مختلف.

باع العروسان شقة الزوجية لتدشين مشروع العمر، ولم توقفهما الخسارة بل كانت حافز لهما لإطلاق «جيبة»، لتصنيع ملابس المحجبات في مصر. يروى «محمد» لـ«شبابيك» كفاح أربعة سنوات.

البداية من الجامعة

البداية عند «سميرة» التي دشنت مشروع لتفصيل الملابس برفقة ثلاث زميلات لها بادراسة حين كانت طالبة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.

بدأت الفتيات برأس مال صغير، والدة إحداهن كانت تجيد الحياكة فتولت أمور التفصيل، وتجلب الفتيات الخامات لتصميم الأزياء والتوصيل للعملاء.

تصميمات ملابس متجر جيبة 

محمد وسميرة في بداية الطريق

لم يستمر المشروع طويلا بسبب الخسارة. أصرت «سميرة» على  استكمال مسيرتها، وقتها تعرفت على نصفها الثاني «محمد» الذي طلبها للزواج بعد أن اختارا مشاركة الحياة سويًا. 

عمل الشاب العشريني في عدة وظائف منذ أن كان طالبا بكلية التجارة بجامعة عين شمس، بين عامل في كافتيريا الجامعة، وموظفا بإحدى المكتبات، وعامل أمن في أحد النوادي بالقرب من حمام السباحة.

لم تنس «سميرة» حلمها القديم وقررت الاستكمال برفقة «محمد» الذي سئم العمل الروتيني اليومي، فترك عمله وبدأ مع حبيبته في تدشين مشروعهما الصغير واختارا «جيبة» ليكن اسما له.

«استلفنا الفلوس من كل حته وبدأنا»، تقول «سميرة» وتضيف أنهما تقاسما العمل سويًا، هي تعقد الاتفاق مع ورش التصنيع وتجلب الخامات، ومحمد يستلم الملابس وتوصيلها للعملاء، وكان التعامل عن طريق الانترنت.

بعد ذلك ظهرت الحاجة إلى إنشاء مصنع خاص بدلًا من التعامل مع المصانع والورش التي لا تنتج لهم بالشكل المطلوب، ولكن رأس المال كان العقبة، فشاركا اثنين من زملائهما.

تختلف الموديلات التي ينتجها مصنع «جيبة» لملابس المحجبات

الكل يهون في سبيل الحلم

وبعد فترة من العمل خسر المشروع فانسحب الشريكان وبقى «محمد وسميرة» وحيدان، وضخ محمد مبلغ كان قد جمعه من أجل شراء شقة، لتغطية الخسارة المادية والنهوض من الجديد، وبالفعل استطاعا الرفيقان تخطي العقبات وتدشين مصنع بمنطقة القفاصين بحي الزيتون بالمنطقة الصناعية التي تحوي عدد من الورش الصغيرة والمصانع.

بعد أربعة سنوات أصبح محمد وسميرة يمتلكان مصنعا متكامل، وهما المتحكمان في وتيرة عمله من الماكينات والعمال والمندوبين. «إحنا بيشتغل معانا فوق الـ 100 عامل»، تقول «سميرة»، مضيفة أن توفير فرص العمل للشباب كان مكسب آخر للمشروع.

«اشترينا بيت تاني وفرشناه من الألف للياء» تقول سميرة التي تزوجت من محمد ومازالا يحلمان بالمشروع أن يكون الأكبر لملابس المحجبات في الشرق الأوسط.

ملابس محجبات ينتجها متجر «جيبة»

يحلم محمد وسميرة أن يكون متجر «جيبة» الأول لملابس الحجبات في الشرق الأوسط


 

ندى سامي

ندى سامي

صحفية مهتمة بشؤون المرأة والمجتمع